شريهان تتألق في "كوكو شانيل"... كأنها لم تغب

احتفى الجمهور بعودة الفنانة المصرية الكبيرة شريهان بعد غياب 19 عاماً عن الشاشة و26 عاماً عن المسرح، مع عرض مسرحية "كوكو شانيل" عبر منصة "شاهد"، والتي حظيت بردود فعل إيجابية واسعة.
تتناول "كوكو شانيل"، قصة حياة مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة "كوكو شانيل"، وعلامتها التجارية الأشهر عالمياً في الأزياء، بقالب غنائي استعراضي، ويشارك شريهان في بطولة المسرحية، آسر ياسين، إنجي وجدان، سمر مرسي وهاني عادل، من تأليف مدحت العدل، إخراج هادي الباجوري، مدير التصوير أحمد المرسي، ومصمم الاستعراضات هاني أباظة.
من جهتها وجهت شريهان الشكر إلى كل فريق المسرحية، وغردت عبر "تويتر": "مقولة أضفتها إلى قاموسي.. الأبطال الحقيقيون لا يصعدون إلى خشبة المسرح، الأبطال الحقيقيون وراء الكواليس.. شكراً إلى كل بطل مبدع حقيقي كان خلف خروج مسرحية كوكو شانيل من أصغر عامل وصولاً إلى المخرج الرائع الأستاذ هادي الباجوري".
وقال المخرج هادي الباجوري، عن تعاونه مع شريهان: هذه المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة إخراج مسرحي، إضافة إلى أنها مع نجمة بحجم شريهان، لذلك كنت حريصاً على خروجها بشكلٍ احترافي، وتطلب العرض الذي تم تنفيذه على مدار عامٍ ونصف العام، جهوداً مضنية خلال التحضيرات".
وأشار الباجوري، إلى الخوف الذي انتابته فور تعاقده، مُبرراً: "شريهان فنانة أسطورية، وليس من السهل أن تثق في أي مخرج، لذا كنا نتناقش في التفاصيل كافة، لاسيّما أنّها المرة الأولى التي نتعاون فيها سوياً".
وأوضح الباجوري لموقع "الشرق نيوز": "شريهان تُحب التدخل في عناصر العمل، لرغبتها في العودة بشكلٍ مميز من دون أخطاء، ولم أشعر بأي ضيق وكنت حريصاً على استشارتها في مختلف الأمور، والاستفادة من خبرتها، كونها نجمة مسرح لسنواتٍ طوال". ورصد مخرج المسرحية، خوف وقلق شريهان، خلال تصوير المسرحية، لاسيّما أنها تعود للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب طويل، مؤكداً أنّ "بعد مرور عدّة أيام من التصوير، أصبحت أكثر هدوءاً، وعندما شاهدت المسرحية بكت واحتضنتني وبكيت أنا الآخر".
وأشار إلى أنّ مشروع عودة شريهان، كان يتضمن 13 عرضاً مسرحياً، كل منها عن شخصية نسائية أثّرت في العالم بشكلٍ ما، لكنه توقف بشكلٍ مفاجئ، ولم يُثمر سوى عن مسرحية وحيدة، لكن قد يتغير الوضع خلال الفترة المُقبلة.
ويرى الكاتب والسيناريست تامر حبيب، أنّ إطلالة شريهان، "تخطف القلب"، قائلاً: "شريهان تُعد أيقونة الاستعراض في العالم العربي، والجمهور تابع عرضها بشكلٍ غير تقليدي".
وأشاد الناقد طارق الشناوي، بأداء شريهان المسرحي، رغم غيابها الطويل، قائلاً: "شريهان أمضت نصف عمرها بعيدة عن الفن، وعندما شاهدت المسرحية شعرت أنّ الزمن توقف وكأنها لم تغب.. عناصر التجربة كلها متميزة، ما أسهم في خروج العمل بشكلٍ مبهج". وعبر فنانون عن سعادتهم بعودة شريهان مجدداً، إذ كتب المخرج خضر محمد خضر، في "فيسبوك": "طلة شريهان حاجة فخمة الصراحة.. فرحان بالإنتاج والإخراج والملابس والديكور والموسيقى والاستعراض.. ابتدينا ندخل في مرحلة المقارنة بمسارح برودواي وده شيء عظيم ومبشر في حد ذاته".
ورأى المخرج السوداني أمجد أبو العلا، أنّ "كوكو شانيل"، بمثابة "مسرح جديد على العالم العربي، وجديد على مسرحيات شريهان نفسها"، وقال: "فيلم مصور بإخراج رائع من هادي الباجوري".
وأشادت الناقدة والكاتبة ماجدة خير الله، بمغامرة "العدل غروب" لإنتاج مسرحية عن كوكو شانيل، وهي شخصية ربما لا تلقى اهتماماً كبيراً من الجمهور، وأضافت: "يبدو أن حسبة العدل ورهانهم كان أبعد من التوقعات، ربما يكون اسم شريهان أول عامل جذب لمتابعة المسرحية، التي أخرجها هادي الباجوري، وجمع فيها للمرة الأولى بين الشكل المسرحي والإمكانيات السينمائية، في نص جذاب وضعه مدحت العدل".
وتابعت: "المسرحية قفزة إبداعية فهي لا تُشبه كل ما قدمته شريهان من استعراض في المسرح أو السينما وفوازير التلفزيون، شريهان في حالة من التوهج بتجسيد امرأة قوية انتصرت على ضعفها وضربات القدر، آمنت بفنها وتفردها، فصنعت من اسمها ثورة وأسطورة، وربما تكون تلك قيمة المسرحية التي راهنت على تقديم نموذج فريد لامرأة لا يهم جنسيتها وفي أي زمن وجدت، المهم إنها استطاعت أن تتحدى ضعفها وتصنع من اسمها أسطورة لا يزال العالم يتذكرها رغم الغياب".