الخميس 19 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

شعوب تحبُّ الغناء واللطم

Time
الثلاثاء 19 أكتوبر 2021
View
5
السياسة
حمد سالم المري

الشعوب العربية والمسلمة، شعوب عاطفية، تحركها الشعارات، وتؤثر فيها الذكريات، فأصبحت إما تلطم على ما فعله اسلافها من أحداث تاريخية، ظانين بأن لطمهم أو غناءهم هو إظهار لحزنهم وفرحهم عمل يقربهم إلى الله.
هذه الأفعال التي لا تستند الى نص شرعي لا من كتاب ولا سنة، ولا من فعل الصحابة الأطهار(رضي الله عنهم)، الذين ناصروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحملوا دعوته من بعده، فهي أفعال مبتدعة ابتدعها الفاطميون في مصر لكي يوهموا الشعب المصري بحبهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيشغلونهم بهذه الاحتفالات فتزداد السيطرة عليهم، وكما هو معلوم إذا ظهرت بدعة ماتت سنة والعكس صحيح.
اختلف العلماء والمؤرخون في مولد نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) رغم أنهم متفقون على عام مولده وهو عام الفيل، ويوم مولده وهو يوم الاثنين مصدقا للحديث الذي رواه مسلم عن أبي قتادة الأنصاري( رضي الله عنه) قال:" سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ – أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ –" أما الشهر وتاريخ اليوم الذي ولده فيه (صلى الله عليه وسلم) فقد جاءت فيه أقوال كثيرة، فقد قيل إنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول، وقيل في اليوم الثاني منه، وقيل في اليوم الثامن، وقيل في اليوم التاسع منه، إلا أن جمهور العلماء قالوا ان تاريخ وفاته (صلى الله عليه وسلم) هو الثاني عشر من ربيع الأول.
فهذه الاحتفالات أو اللطم لو كانت من الشريعة الإسلامية، لوجدنا الصحابة وأمهات المؤمنين، بل التابعين يفعلونها، لأنهم أولى بهذه الأمور لقربهم من رسول الله( صلى الله عليه وسلم) ومن اسباطه (رضي الله عنهم)، فبدلا من الاحتفالات والغناء أو الحزن واللطم، اتباع السنة الصحيحة بالقول والفعل، والانكباب على العلم الشرعي وغيره من العلوم بهدف النهوض بالدول العربية والمسلمة، والرجوع بها إلى ما كانت عليه من امجاد سطرها التاريخ لا يزال العالم المتحضر يستفيد من علومها.
فالأحدث التاريخية لم تسطر أن الغناء أو اللطم والحزن نهض بشعب أو دولة، بل على العكس.

@al_sahafi1
آخر الأخبار