الاثنين 05 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

شفيق المصري... رائدالشعر "الحلمنتيشي"

Time
الأحد 03 مايو 2020
View
5
السياسة
الساخرون على مائدة رمضان

إعداد – حسناء توني:

حسين شفيق المصري، لقب بـ"الشاعر الضاحك "، لأن حياته كانت مزيجا من الشعر الساخر والقفشات والضحكات التي لا تنتهي، هو صاحب ومؤسس مدرسة "الحلمنتيشي الشعرية"، وهي مدرسة للشعر الفكاهي أو المنولوجي، الذي يصف السلوك الاجتماعي والمشاعر بشكل هادف، وقد اختلطت في كتابته اللغة العربية الفصحى مع اللغة العامية، وتتدخل فيها اللغة الإنجليزية أيضًا في بعض الأحيان.
حسين شفيق ينتمي إلى جذور تركية ويونانية، ولكنه ولد بحي السيدة زينب بالقاهرة في عام 1882م وعاش في المحروسة وعشق ترابها، لذلك أطلق على نفسه "المصري"، ومات ودفن في ترابها عام 1948م.
قضى "شفيق" حياته ببث الروح الفكاهية في الحياة برغم مواجهات الواقع العنيفة في وجه دائمًا، ولم تقف أشعاره على بث الروح الفكاهية في الحياة فقط؛ بل كان صاحب رسالة فنية ينتقد الآراء السياسية، ويواجه سلبيات المجتمع بأشعاره، فكانت له صدامات عديدة مع زعيم الأمة سعد زغلول ولكن المثير للدهشة أن أتباع "زغلول" هم أيضا قراء "شفيق" فكانوا في الصباح يجتمعون بساحة زعيم الأمة من اجل النضال وفي المساء يجتمعون لقراءة كشكول وكتابات نقد "شفيق" لـ"سعد زغلول".
استطاع رائد مدرسة الشعر الحلمنتيشي من خلال بث روح الفكاهة، أن يؤثر في الواقع ويترك بصمة ورسالة فنية أصيلة، حيث كان يعتمد في فنه على معارضة الشعر الجاهلي المشهور، فنظم قصائد شعرية اسماها "المشعلقات" ليرد بها على قصائد المعلقات السبع في الشعر الجاهلي، وبدأ بمعارضة الشاعر الجاهلي، طرفة بن العبد في معلقته التي مطلعها: "لخولة أطلال ببرقد ثهمد... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد"،
"فيعارض"شفيق" بقوله:
"لزينب دكان بحارة منجد... تلوح بها أقفاص العيش مقدد
وقوفُا بها صبحي على هزازها... يقولون لا تقطع هزازك
واقعد أنا الرجل الساهي الذي... تعرفونه حويط كجن العطفة"
كان الشاعر الضاحك حجة في الأدب العربي، على الرغم من عدم استطاعته إتمام دراسته نتيجة إصابته بمرض في عينيه، فقد كان باحثًا وعاشقاً للأدب العربي، ولم يكف عن التعليم الذاتي، حتى أصبح رئيس تحرير مجلات عدة منها "كل شيء والعالم، والفكاهة"، كما أسس مجلة "الأيام"، وكان من أهم كتاب المسرحيات الفكاهية العامية لفرقة نجيب الريحاني منها "أنست، وأفوتك ليه، وريا وسكينة"، وكتب محاضرات من سؤال وجواب يكشف من خلالها ما يدور في المجتمع من فساد ونفاق في علاقات الإنسانية، فقد أعطاه الله -عز وجل- قدرة عبقرية في تحليل الواقع وثروة شعرية وأدبية في الأدب الساخر.
نجح صاحب "المشعلقات" من خلال بحثه وتأمله في الحياة، أن يحول حياته من متسكع على أرصفة المحروسة إلى أديب وفنان ترك بصمة في الحياة الأدبية، حيث قال عنه الكاتب الراحل والساخر الكبير محمود السعدني: "ظل شفيق المصري يتدحرج طول حياته ويتقلب في مهن كثيرة من كاتب إلى محامِ إلى مصحح جرائد إلى زبون دائم في مقاهي القاهرة وعلى أرصفتها الشهيرة، ومن خلال هذه المهن الغريبة استطاع العبقري أن يرى الحياة كما لم يرها أحد من قبل".
من أبرز أشعار "الحلمنتيشي" لشفيق المصري: "سعيي أخيرًا وسعيي أولاً، تعب والمشي في مهمشا كالمشي في القللي، وتعرض الناس عني عند توسختي، وأن نضفت فكل الناس تزعرلي، دنياك ان قصدت تنغيص عيش فتي فالرز باللحم مثل المش والبصل".
آخر الأخبار