طلال السعيدمسألة وضع شاهدة على القبر كقطعة رخام يكتب عليها اسم الميت وتاريخ الوفاة اصبحت عرفا سائدا بين الناس، نظرا لكثرة القبور، لكن وضع الشاهدة والبناء على القبر مكروه بالاسلام وفق فتوى الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، فما هو واجب المواطن العادي تجاه هذه الظاهرة وهذا المهم؟يقول الشيخ ابن عثيمين، رحمة الله عليه، ان يبلغ البلدية او الجهات المسؤولة فقط، فليس من مسؤولية المواطن ان يكسر شواهد القبور بيده، فالامر ليس له، انما هو لولاة الامر. وهذه نقطة مهمة جدا، فلو سمح لكل مواطن ان يغير ما يراه هو منكرا، بينما يقره غيره لأصبح الامر فوضى، والفوضى عواقبها وخيمة على المجتمع كله.نقول هذا الكلام بعد "سطو" مجموعة من الغلاة المتشددين في الليل الاظلم على مقبرة صبحان، وقيامهم بتكسير شواهد بعض القبور، متصورين انهم بذلك يحققون الحق، وينكرون المنكر، بينما هم في الحقيقة، بهذا الفعل، خرجوا على ولي الامر، وأثاروا الفتنة، وقديما قيل: ان الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها!الحادثة هذه يجب ان لا تمر مرور الكرام، بل يجب ان توضع في عين الاعتبار، وتعمل عليها الجهات المختصة، فهي دليل واضح على ان الفكر "الداعشي" المتطرف لا يزال يعيش بيننا، ويعتنقه بعض المغرر بهم من الشباب، وبالتأكيد هناك من لا يزال يؤمن ويعمل به ينشره ويدعو له!المسألة لن تتوقف عند شواهد القبور، فهذه مجرد خطوة ستتلوها خطوات في عالم الارهاب، فهي تجربة لاطاعة أوامر أمير الجماعة على اساس ان تكسير شاهدة القبر لا يضر احدا، وفيه احياء لسنة مهجورة، وقد تكون هناك مكافآت مالية مجزية على هذا العمل البسيط الخالص لوجه الله، وهذه هي البداية فقط، ثم تعقبها العطايا المجزية، وبعدها تبدأ مرحلة الارهاب حين يجد أحدهم نفسه في وسط المعمعة، ولا يستطيع التراجع، لذلك نحن نذر ونكرر، ونقول: بادروهم قبل أن يبادروكم...زين.
[email protected]