طفح الكيل

طلال السعيد

أبحث في القاموس عن جملة مفيدة تكون أقوى من "بلغ السيل الزبى" لانها لا تكفي فما وجدت الا طفح الكيل، فقد وصل الامر حده وطفح الكيل مع الجالية العربية الكبيرة التي احتلت الكويت احتلالا ناعما من الصعب التخلص منه، حتى اصبحوا في كل مكان، وفي كل مهنة!
في كل صباح نسمع عنهم خبرا جديدا مزعجا يهز الكويت كلها، بينما بقية الجاليات لاحس لها، فما ان تسمع خبرا يقال المقبوض عليهم من جالية عربية الاعرفتهم!
اخبار الامس فقط تقول ان وافدا من الجنسية نفسها تجرد من الانسانية واستدرج طفلا عمره11سنة من جنسيته نفسها وهتك عرضه، وتمكن رجال المباحث من إلقاء القبض عليه، فإلى متى هؤلاء المرضى يعيثون في بلادنا فسادا، وينشرون الرذيلة؟
خبر آخر يقول ان اثنين من الجالية نفسها، واحدهما مخالف لقانون الاقامة والاخر مدرس يجريان عمليات تجميل في عيادة في حولي، تم إلقاء القبض عليهما، والمفاجأة في العيادة نفسها تم إلقاء القبض على خمس خادمات هاربات يعملن ممرضات!
يعني مخالف لقانون الاقامة طبيب ومدرس مثله ويجريان عمليات، وخادمات هاربات ممرضات! فهل جملة طفح الكيل تكفي، ام ان في القاموس جملا اخرى "تبرد الكبد"؟
اعلم ان هناك فرق تفتيش في وزارة الصحة مهمتها التدقيق على العيادات الخاصة، الا ان تلك الجالية لا تخشى ولا تخضع للتفتيش، والدليل ان المدرس وصحبه الكرام يجرون العمليات، والجهة التي ضبطتهم هي مباحث الهجرة وليست الجهات الرقابية في وزارة الصحة، والتي هي آخر من يعلم.
هذا ليس جديدا فسرقة الادوية على اشدها، والفيديوهات تنتشر بين الناس فيما الصحة تتفرج، حتى الصيدلية التي تمت مداهمتها ووجدت فيها ادوية الصحة، داهمها رجال مباحث الهجرة وليس الصحة، ولا يزال نزيف الادوية مستمرا، والصحة تغمض عينها عنه ولعل هناك مسؤولا متورطا!
"اما المدرس فهو نموذج مشرف لمن تم استقدامهم من الشقيقة الكبرى مصر لتدريس ابنائنا، وهو ليس الوحيد انما هو عنوان كبير لفساد استشرى في جميع مدارسنا، وانحدر مستوى الطلبة الى الدرك الاسفل بسبب هذا وامثاله!
ولا يزال الحبل على الجرار، ولا تزال جرائمهم تتوالى، بعضها نعلم عنه، والاكثر لا نعلم عنه، والحكومة في سبات عميق، فهل يصدق عاقل ان 520 غطاء منهول تسرق دفعة واحدة من طريق سريع لا يكاد يخلو من السيارات، ورغم ذلك لا يشعر بهم احد، ولا يرف للحكومة جفن، والسؤال هو: كيف يستطيع ان ينام وزير الداخلية والكويت تسرق؟
نحن بحاجة ماسة الى استرجاع هيبة الدولة، والان الحكومة استقالت بما لها وعليها، فيا مجيب الدعاء أبدلنا بهم خيرا منهم...آمين.

[email protected]