منوعات
طلحة بن عبيد الله... بشَّره الرسول بالجنة
الخميس 06 مايو 2021
10
السياسة
إعداد – أحمد القعب:كان للصحابة والسلف الصالح -رضي الله عنهم- السبق في الاحتفاء والتبرك بشهر رمضان المعظم، تمكن بعضهم من ختم القرآن يومياً، ومنهم من زاد عن ذلك، فكان يختم الذكر الحكيم أكثر من مرة، ومنهم من تفرغ في أغلب يومه للعبادة والتقرب إلى الله، وتحفل مرويات السلف الصالح بالكثير من مظاهر اجتهاد الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- وتسابقهم في الفوز ببركات هذا الشهر الكريم، التي نستعرض نفحات منها في هذه الحلقات، لنعيش مع يومياتهم في رمضان؛ لعل بعضنا يتذكر أو يتأسى.طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه- من السابقين الأولين، أحد العشرة المبشرين بالجنة، واحد الـستة المرشحين للخلافة في شورى عمر بن الخطاب ولكنها ذهبت الى عثمان، له من الفضل ما لم يكن لكثيرين غيره، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يصفه بأنه شهيد يمشي على الأرض فقال: "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله".كان طلحة من الصحابة الذين ابتعدوا عن امور الحكم والقيادة وفضلوا عليها اداء الشعائر والتفرغ للعبادات، فكان يؤم المصلين ويعلمهم ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، كما كان يحرص على الإفطار مع الفقراء والمحتاجين من أبناء المسلمين.ومع انتصاف شهر رمضان كان طلحة - رضي الله عنه - يحرص على زيادة التعبد، املا ان ينال لقاء ذلك الأجر والثواب رغم سابق بشارته بالجنة، يبدأ يومه شأن الكثير من الصحابة بصلاة الفجر الى ان تشرق الشمس وهو جالس بأحد أركان المسجد يتلو آيات الذكر الحكيم داعيا الله ان يتقبل منه التوبة وصالح العمل، فكان احد هؤلاء السلف الصالح الذين يولون رمضان اهتمامًا بالغًا، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات، سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، وما من مجال من مجالات البر إلا وكان له فيه اليد الطولى، وخاصة في ليلة القدر التي كانت تحظى منه باجتهاد خاص لما فيها من الفضل والتميز.وفي تأكيده على فضل صيام رمضان روى الإمام أحمد ان رجلين من أهل اليمن وردا على طلحة بن عبيد الله، فقتل أحدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم مات على فراشه، فرأى طلحة في منامه أن الذي مات على فراشه دخل الجنة، قبل الآخر بحين، وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "كم مكث في الأرض بعده؟ قال: حولا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلى ألفا وثمانمئة صلاة، وصام رمضان.ويروي طلحة ايضا في فضل الاجتهاد في العبادات أن رجلين قدما على رسول الله، وكان أحدهما أشد اجتهادًا من صاحبه، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ومات، فرأيت فيما يرى النائم، كأني عند باب الجنة: إذا أنا بهما، وقد خرج خارج من الجنة، فأذن للذي توفي منهما فخرج، ثم أذن للذي استشهد، ثم رجعا إلي، فقالا: ارجع فإنه لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ قالوا: احدهما كان أشد اجتهادًا واستشهد في سبيل الله، ولكن الاخر دخل الجنة قبله، فقال: أليس قد عاش بعده سنة؟ قالوا: بلى، وأدرك رمضان فصامه؟ قالوا: بلى، وصلى كذا، وكذا سجدة في السنة، قالوا: بلى، فقال النبي: فما بينهما اذن أبعد مما بين السماء والأرض.