الاثنين 28 أبريل 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

عباس بن مرداس...مدح النبي وتغنى بفروسيته

Time
السبت 24 أبريل 2021
View
70
السياسة
شعراء النبي

إعداد - نسرين قاسم

"الشعر ديوان العرب، ومصدر معارفهم، ومستودع عاداتهم وتقاليدهم، وكانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر، تقيم الاحتفالات، وتنصب الرايات، وتدعو للولائم ابتهاجاً بهذا الحدث العظيم، وفي هذه الحلقات نتناول أحد الشعراء أو القصائد التي تكرس القيم الإسلامية وتناصر العقيدة".

عباس بن مرداس، احد شعراء النبي الكريم، ورث الشعر عن امه الصحابية الجليلة " الخنساء"، اسلم قبل الفتح مع تسعمئة من قومه، وكان اسلامه نتيجة رؤيا رآها في منامه، نهض بعدها حارقاً صنمه وكان اسمه "ضمار "، ويقال انه سمع منادياً من جوف " ضمار "يقول:
قل للقبائل من سليم كلها
أودى ضمار وعاش أهل المسجد
إن الذي ورث النبوة والهدى
بعد ابن مريم من قريش مهتدي
أودى ضمار، وكان يُعبد مرة
قبل الكتاب إلى النبي محمد
وقد عرف عن العباس حبه للحياة البدوية البسيطة، وكان إذا ذهب في غزوة مع النبي، ما يلبث ان يعود مسرعا الى بيته في البادية، كما اشتهر بحبه للفروسية، وكانت له مواقف تبرز الشجاعة والإقدام في كل الغزوات التي خاضها وقال يوم انتصار المسلمين في حنين:
لقد أحببت ما لقيت ثقيف
بجنب الشعب أمس من العذاب
هم رأس العدو من أهل نجد
فقتلهم ألذ من الشراب
ومما يروى عن شاعرنا الذي كان واحداً من المؤلفة قلوبهم، وهم من اشراف الجاهلية الذين حرص النبي على منحهم المزيد من الاعطيات لكسب ودهم وربطهم بالدين الجديد، وفق منهج اتبعه في بداية الدعوة، ثم جاء عمر فأوقفه بعد ان استقر الإسلام وقوي.
وبعد ان فرغ النبي من غزوة حنين، وردّ السبايا إلى أهلها، أعطى لكل واحد من أشراف قريش مئة بعير، وكان من بينهم الأقرع بن حابس التميمي، وعُيَّينة بن حصن الفزاري، ولكنه أعطى العباس أقل من ذلك ما أثار سخطه، فقال يعاتب النبي:
كانت نهابــا تلافيتهــا
بكري على المهر في الأجرع
وحشّي الجنـود لكي يـدلجوا
إذا هجع القوم لم أهجـع
فأصبـح نهبي ونهب العبيــد
بيـن عيينـة والأقـــرع
فلما سمعها أبو بكر رفعها إلى النبي، فطلبه النبي وسأله: أرأيت قولك "أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة، فبدأ بالأقرع قبل عيينة، فقال أبو بكر بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا قال، يريد ان يرقق قلب النبي عليه، فقال كيف ؟، فأنشده أبو بكر البيت والعباس صامت، فقال النبي: سواء، ما يضرك بدأت بالأقرع أو بعيينة، فقال أبو بكر للنبي: ما أنت بشاعر ولا راوية، ولا ينبغي لك، فقال رسول الله، اقطعوا عني لسانه، ففزع الناس وظنوا ان النبي يأمر بقتل الشاعر، لكن الصديق ادرك مغزى قول النبي، وانه كان يعني أوقفوا شكواه بالعطاء، ثم امر له بمثل الاقرع وعيينة من الإبل.
وكانت سُليم اذا قدّمت
فتى للحوادث كُنت الفتى
وكنت أفيءُ عليها النِّهاب
وأَنْكي عِداها وأحمي الحمى
امتازت أشعاره بالمتانة والجزالة، وكانت صدى لما كان عرف في عصره من قيم العصبية القبلية، بيد أنها لم تجمع في ديوان من قبل الأقدمين، الى ان بادر احد المحدثين بجمع ما بقي منها في ديوان مطبوع، ويروي ان شعره وصف في مجلس للخليفة عبد الملك بن مروان أن أشجع الناس في شعره العباس بن مرداس في قوله:
اكرّ على الكتيبة لا ابالي
احتفي كان فيها ام سواها
آخر الأخبار