الثلاثاء 01 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

عبد الله الرباح ..صفحة من تاريخ رجالات الكويت

Time
السبت 24 نوفمبر 2018
View
10
السياسة
كتب -عبدالله مبارك عبدالله الرباح:


هو أحد رجالات الكويت الذين سجلوا صفحة ناصعة في تاريخ البلاد، وهو من جيل الاجداد الذين شيدوا بسواعدهم روائع العمارة وساهموا بناء اقتصاد الكويت .إنه عبدالله راشد الرباح الذي عرف عنه التواضع وحبه لعمله في البناء، كان يعمل بتجارة العقار، سكن في عدة أماكن ومنها المرقاب في نفس موقع التأمينات حاليا و سكن في شارع الهلالي، وفي شرق في محلة بلوش وفي المقوع الشرقي ،وكذلك سكن بالجهراء عند تكليفه ببناء وترميم المساجد هناك. كان اصاحب خبره فكان "ماسكة" عبدالعزيز و فهد الزاحم وكذلك ام عبدالله الخليفة ، وعبدالعزيز وفهد أصدقاء لعبدالله الرباح، كلمة "ماسكة" كانت تعني الأستاد الذي يستشار ويستعان بخبرته قبل شراء العقار.

بناء المقصب
موقعه بالوطية خلف السور مقابل الكنيسة الحالية على البحر، طلبوا من مهندس بناء مقصب بطريقة سهلة في تنظيفه من البحر الى البحر فاعتذر، وطلبوا من الاستاد عبدالله الراشد فبنى المقصب بطريقة فنية بأن ينظف الى البحر، وبعد فترة تم نقل المقصب من مكانه، ولكن اثناء وجود المقصب على البحر ووجود البقايا ونفايات المقصب حصلت حوادث بسبب تجمع اسماك القرش على البحر.

بناء بوابة المقصب (بوابة الوطية)
السور الثالث للكويت كان يضم اربع بوابات وأضيفت البوابة الخامسة لاحقا، وتم تكليف الأستاد عبدالله ببناء البوابه وهو على درب والده الاستاد راشد، المصمم والمشرف على بناء السور، وسميت بوابة المقصب لقرب المقصب منها، وهي آخر بوابة بنيت في السور الثالث للكويت واصغرها، وعند إزالة السور في عهد الشيخ عبدالله السالم ابقى فقط على البوابات. والبوابات الخمس تعد من الرموز التاريخية للشعب الكويتي، وفي أثناء الغزو الغاشم على دولة الكويت هدمت هذه البوابة لطمس الهوية الكويتية، وبعد ان من الله علينا بالتحرير من الغزو سعت الحكومة بأمر من أمير البلاد الشيخ جابر الصباح بإرجاع البوابة على نفس تصميمها وبنفس المواد، ولترميمها سئل عن "الاستادية" بالبناء، منهم داود الرباح ومحمد سليمان البحو وهم من "الاستادية" المعروفين في البناء، لكن داود الرباح كان قد توفي، وقد تولى الإشراف على إعادة البوابة الأستاد محمد البحو، وأشرف البحو كذلك على ترميم بيت ديكسون.

بناء المساجد ولجنة التثمين
بعد تحول دولة الكويت الى العمل المؤسسي وانتعاش العمل في الدولة، توسع العمل في البناء في كل الدوائر (الوزارات)، وتمت الاستفادة من استادية الكويت، فدائرة المعارف (التربية) عمل فيها الأستاد عبدالعزيز المقهوي وله إنجازات منها مدرسة الشويخ، ودائرة ألأشغال عمل بها الأستاد خليفة البحوه وله إنجازات كثيرة، اما الأستاد عبدالله الرباح فتمت الاستعانة به في بداية عمل التثمين لكنه لم يستمرطويلا معهم ، واعتذر، وعمل في بناء وترميم المساجد، ومن الذين عملوا وشاركو امع الأستاد عبدالله الرباح في بناء المساجد فهد العربيد والأستاد العبدالسلام، وهو اكثر من عمل معه في بناء المساجد وترميمها وكان يوزع العمل معه، وعائلة العبدالسلام عرفت في فن البناء وفيهم "استادية" كثر، والاستاد خليفة العطار شارك في بناء المساجد، ومن المساجد التي عمل فيها العطار مع الأستاد عبدالله مسجد السوق القديم وكذلك بنى ورمم مسجد الساير والمهار، والعدساني بالسوق والمسجد في الشعيبة ومسجد البحر، وخليفة العطارة له خبرة في بناء المنارة وكذلك النقش.

ميناء الفرضة
عائلة الرباح عرفت بالبناء في البحر فالأستاد راشد الرباح مع ابنائه بنوا ميناء (البلط البحري) وهو بناء سور حول النقع للحفاظ عليها وعلى السفن الصغيرة والكبيرة، وجاء هذا البناء بعدما اشتكى اهل النقع من تكسرها، وتم الاتفاق من تجار ووجهاء مع الأستاد راشد الرباح على البناء ووثق ذلك بوثيقة تم نشرها من مركز البحوث والدراسات الكويتية تتضمن الاتفاق على العمل وضمان من الاستاد راشد مع ابنائه على العمل و صيانتها اذا حصل فيها أي خلل لمدة ثلاث سنوات، وبناء ( البلط البحري) كان حول النقع الوسطى وهي اقدم النقع في الكويت وفيها رصيف لتنزيل بضائع الفرضة، وباندماجها بهذا السور (البلط) من خارجها شكلت الميناء الرئيس بالكويت.
شارك في بناء الميناء من 20 الى 40 رجلا، وبني هدا السور من الصخر البحري، وكان في ذلك الوقت حديث الناس، وكانت الحكومة تضع سراجا في طرف الحامي جهة البحر عند المدخل (فاتق) لهداية السفن ليلا، لتسهيل دخول السفن داخل السور المحيط بالفرضة، ووجود الميناء كان له اثار ايجابية على الاقتصاد الكويتي فازدهرت التجارة واتسعت المنشآت والمرافق الجمركية، واستفادت الكويت من الميناء لمدة ثلاثة عقود، الى ان انشئ ميناء الشويخ وافتتح رسميا عام 1960.
وأبناء الاستاد راشد الرباح عرفوا في البناء والترميم في البحر، ومن الذين عرفوا في بناء "السكلة" وهو لسان صخري من اليابسة الى داخل البحر، الأستاد محمد الرباح.

من مشاركاته في البناء
الاستاد عبدالله شارك في بناء المستشفى الأميري، وفي بناء الساب في الشارع الجديد وهو مشروع مجرى للمياه ونهايته البحر وهو من المشاريع الكبيرة، وشارك معه ابناؤه عبدالعزيز وصالح ومبارك وكان المسؤول عن بناء مستشفى الاميري والساب الأستاد خليفه البحوه.

ترميم قصر السيف وسقف المستشفى الاميري
رمم الأستاد عبدالله الراشد مباني عدة ، اشهرها قصر السيف وهو على درب والده الأستاد راشد الذي اشرف على بناء القصر، وتم ترميمه بعد دخول المواد الجديدة على البناء الكويتي، وبعد الانتهاء من الترميم شارك الأستاد عبدالله بالاحتفال برقصة العرضة مع الشيخ عبدالله الجابر، وكانوا يلعبون بالسيف اثناء الاحتفال، اما بالنسبة الى المستشفى ألأميري فقد رمم السقف بطريقة فنية وهي إزالة الخشب القديم من السقف واستبداله بالجديد من دون ان يتأثر السقف، وهذه الطريقة عرف بها الأستاد عبدالله و الأستاد داود الرباح.

بساطة في العيش واحترام للذات
في وقتنا الحالي نعمل بنظام الراتب، وهو أجر مقابل عمل معلوم وثابت كل شهر تتكفل به الحكومة او القطاع الخاص، وعند تقاعد الموظف تتكفل الحكومة بصرف الراتب ، اما سابقا فكان نظام العمل باليومية وكل شخص يجتهد في طلب رزقه ، وبعد الفجر يجتمع العمال امام بيت الأستاد لطلب الرزق فكان عبدالله الراشد عند خروجه للعمل لا يقف امام العمال ويختارمنهم ، بل كان وهو خارج من البيت ينادي: يالله يا فلان ويا فلان يناديهم بأساميهم من دون أن يحرج احدا من الموجودين، لأن منهم ابن الجار أو الفريج أو ...الخ ، وهذه الطريقة عرفت كذلك عن والده الأستاد راشد.
آخر الأخبار