منوعات
عبد الله بن عمرو بن العاص... أسلم قبل والده
السبت 17 أبريل 2021
60
السياسة
إعداد – أحمد القعب:كان للصحابة والسلف الصالح -رضي الله عنهم- السبق في الاحتفاء والتبرك بشهر رمضان المعظم، تمكن بعضهم من ختم القرآن يومياً، ومنهم من زاد عن ذلك، فكان يختم الذكر الحكيم أكثر من مرة، ومنهم من تفرغ في أغلب يومه للعبادة والتقرب إلى الله، وتحفل مرويات السلف الصالح بالكثير من مظاهر اجتهاد الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- وتسابقهم في الفوز ببركات هذا الشهر الكريم، التي نستعرض نفحات منها في هذه الحلقات، لنعيش مع يومياتهم في رمضان؛ لعل بعضنا يتذكر أو يتأسى.عبد الله بن عمرو بن العاص، -رضي الله عنه- صحابي له من الذكر ما لم ينقطع، متعبد، أمين، صادق، قوي الإيمان، امتدحه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال "نعم أهل البيت عبد الله، وأبو عبد الله، وأم عبد الله "، وعن عبد الله بن عمرو، قال: جمعت القرآن، فقرأته كله في ليلة، فقال رسول الله: "اقرأه في شهر"، ووصفه راوية الإسلام أبو هريرة قائلاً: "ليس أحد من أصحاب الرسول أكثر أحاديث عن الرسول مني إلا عبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب"، وكان رضي الله عنه الصحابي الوحيد الذي يكتب الحديث خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي عنه أنه استأذن النبي، فقال يا رسول الله أكتب ما أسمع في الرضا والغضب؟ قال النبي: "نعم فإني لا أقول إلا حقاً"، وروي أنه صاحب صحيفة جمع فيها الكثير من أحاديث الرسول، وتعرف صحيفته بـ"الصادقة"، وقد روي عنه في كتب الحديث المشهورة ما يزيد على 700 حديث.من مواليد مكة المكرمة قبل البعثة بـ7 سنوات، كني بالإمام العابد صاحب رسول الله، وابن صاحب رسول الله وأبو عبد الرحمن، وقد أسلم قبل والده عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، تباينت الروايات حول زمن ومكان وفاته تباينا شديدا، فقيل توفي سنة 63 هجريًا، وقيل سنة 65 هجريًا، وقيل سنة 69 هجريًا، ودفن في داره بمصر، وقيل سنة 67 هجريًا بمكة، وقيل توفي سنة 57 هجريًا بالطائف، وقيل توفي ودفن بالشام سنة 65 هجريًا وهو يومئذ ابن 72 سنة.يروي عنه أنه كان يقضي أيامه من الفجر إلى الفجر في عبادة موصولة، صيام وصلاة وتلاوة القرآن، ولسانه لا يعرف إلا ذكر الله وتسبيحه واستغفاره، فعلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فاستدعاه وراح يدعوه إلى القصد، ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله، فشددت، فشدد علي، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، قال: فصم صيام نبي الله داود -عليه السلام- ولا تزد عليه، قلت: وما كان صيام نبي الله داود -عليه السلام؟ قال: نصف الدهر"، فكان عبد الله يقول بعد ما كبر وكان يشكو المشقة: يا ليتني قبلت رخصة النبي -صلى الله عليه وسلم.وعرف عن الصحابي الجليل قدرته الكبيرة علي التفاني في التعبد، وفي شهر رمضان كان ذلك الاجتهاد يتعاظم اضعافا مضاعفة فكان شديد الخشوع في صلاته كثير الذكر لله فروي عن عبدالله بن هبيرة عن عبدالله بن عمرو قال: "لأن أدمع دمعة من خشية الله -عز وجل- أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار، ويروي انه كان إذا أفطر في رمضان يقول: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي".