الأحد 08 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"عرّابة بيروت"… لعبة المال والسلطة والنفوذ والعلاقات الغامضة
play icon
الفنية

"عرّابة بيروت"… لعبة المال والسلطة والنفوذ والعلاقات الغامضة

Time
الثلاثاء 26 ديسمبر 2023
View
99
sulieman

بطولة نور الغندور وجوليا قصار ونادين الراسي وبديع أبو شقرا… إخراج فيليب أسمر

يحظى مسلسل "عرّابة بيروت"، بمشاهدة كثيفة عبر منصة "شاهد"، حيث تدير "مدام جولييت" أحد أقدم وأشهر أندية السهر في بيروت خلال ستينات القرن الماضي، وفي ذلك المكان المُبهر بأجوائه الراقية واستعراضاته الفنية والغنائية، تدور خلف الكواليس أحداث لعبة المال والسلطة والنفوذ والعلاقات التي ترأسها "جولييت" معتمدةً في إدارة امبراطوريتها على فتيات جنّدتهن لخدمة أهدافها الغامضة ومشاريعها الضبابية، إلى جانب رجل قوي متعدد المهام، مسؤول عن أمن المكان وحماية كل من يقصده ويعمل فيه.
المسلسل من بطولة نور الغندور، مهيار خضور، جوليا قصار، نادين الراسي، جيسي عبدو، كارول عبود، عمار شلق، رودني الحداد، بديع أبو شقرا، رولا بقسماتي، رندة كعدي، غابريال يمين، إيلي متري، وآخرين، قصة مازن طه ونور شيشكلي، وإخراج فيليب أسمر.

ضحك ودموع
تقول بطلة المسلسل نور الغندور: ألعب شخصية "كاميليا" من عائلة متوسطة الحال، كانت تعيش حياة طبيعية إلى أن تعرّضت لموقف ظالم اضطرها للهرب وترك عائلتها وأهلها وبلدها خوفاً على حياتها، التي كانت مهددة بسبب العادات العائلية والتقاليد الاجتماعية.
سافرت "كاميليا" إلى بيروت حيث احتضنتها "مدام جولييت" في ملهى "أولد بيروت"، وأصبحت علاقة "كاميليا وجولييت" أشبه بعلاقة الابنة بوالدتها، فـ"مدام جولييت" هي سند "كاميليا" وتمنحها ما افتقدته في عائلتها.
وفي الجانب العاطفي، ترتبط "كاميليا" بـ "عمار"، وتجد فيه الأخ والأب والرفيق والعمود الذي تستند عليه في حياتها، وهو يعاملها باحترام وعطف ومحبة ويدرك أنها طيبة ومظلومة وموهوبة.
وتستطرد الغندور: فتيات "أولد بيروت" يقدمن استعراضات موسيقية وغنائية متميزة ويبهرن الحضور، ولكن ما أن تُسدل الستارة وتنطفئ الأضواء، حتى تظهر المعاناة التي تعيشها كل منهن والألم الذي تختزنه في ذاكرتها أو في حياتها الشخصية، وهذه طبيعة الفن عموماً منذ نشأته سواءً أكان في الستينات أو في أيامنا الحالية، فوراء الوجوه الضاحكة التي تُفرح الناس قد تختبئ شخصيات مظلومة أو مكسورة.
وتختم نور: "العمل يتضمن الضحك والدموع، المعاناة والفرح، فالنص مكتوب بطريقة مبدعة والحبكة فيها عفوية وتصاعدية مع كل حلقة لدرجة تجعلك غير قادرٍ على انتظار الحلقة التالية".

حب وعاطفة
وتؤدي الفنانة جوليا قصار، دور "جولييت عرّابة بيروت"، وعنها تقول: تدير "جوليت" ملهى ليلي عريق وراقٍ "أولد بيروت" ويمثّل لها كل حياتها، نتيجة زواجها من شخص متنفّذ في البلد، تمكنت من الحصول على قدر كبير من السلطة والنفوذ، لدرجة مكّنتها من تغيير مجرى الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والمالية في المدينة.
عن التركيبة النفسية للشخصية، تقول قصار: وراء القسوة والسلطة التي تظهر بهما أمام الناس، تخبئ "جولييت" نوع من الحب والعاطفة لكل من يحيط بها، خصوصا الفتيات اللواتي يعملن في الملهى.
وتستطرد: لكل شخص متجبر نقاط ضغف، ولمدام جولييت عدة نقاط سنتعرّف عليها خلال أحداث العمل، الذي يدور في حقبة الستينات من القرن الماضي، والتي تذكرنا بمدينة بيروت المزدهرة التي لُقّبت آنذاك بـ "سويسرا الشرق"، حيث كانت تضج بالحياة وتستقطب مختلف الجنسيات خلال مرحلة ما قبل الحرب الأهلية.
ثلاث أغنيات
وتوضح الفنانة نادين الراسي، أنها تلعب شخصية "مي"، قائلة: يحمل العمل رسالة اجتماعية رائعة مع جانب موسيقي غنائي لطالما رغبتُ في تقديمه، وأديتُ في العمل ثلاث أغنيات صعبة منها مثلاً أغنية لـ فرانك سيناترا، وقمنا بتسجيل تلك الأغنيات بشكل احترافي في الستديو.. كل تلك العناصر وغيرها جعلتني متشوقة للانضمام إلى العمل وفريقه الرائع.
عن شخصية "مي"، تابعت نادين: تؤمن "مي"، بالحب والحياة والمسؤولية والعائلة، ولكن للأسف يخيب أملها في كثير من الأمور التي آمنت بها، وهذا شأن عدد من الشخصيات النسائية في المسلسل، وكذلك في الحياة التي نعيشها عموماً.
بينما يقول الفنان بديع أبو شقرا: ألعب دور "عمار"، قوي وقاسٍ جداً، تعرض لقصة في حياته أشبه بالمأساة. وهو يعمل في "أولد بيروت"، حيث يدير الملهى بدقة متناهية ومسؤول عن كل ما يجري من تفاصيل إذ يستحيل أن يحدث أي أمر خارج عن علم أو سيطرة "عمار"، إلى جانب المهام الأمنية بما فيها الترتيبات الخفية التي تدار من تحت الطاولة، وهو معني بشكل مباشر عن الحفاظ على جو ومظهر "أولد بيروت" ليس فقط كمبنى بل مسؤول كذلك عن أمن "مدام جولييت" ومصالحها وكذلك أمن وراحة الفتيات اللواتي يعملن لديها.
ويضيف: بالنسبة لـ "عمار" فإن "كاميليا" هي التي تسببت بفوضى في المعادلات التي يدير حياته على أساسها، أي أنها قلبت حياته رأساً على عقب إن جاز التعبير.
عن "مدام جولييت" يقول بديع: "جولييت" هي العرّابة التي تختصر بشخصيتها سيطرة الطبقة الأرستقراطية على المجتمع في تلك الحقبة من الزمن، فهي تجمع في "أولد بيروت" جميع الشخصيات المسيطرة في البلد والواجهات الرأسمالية والسياسية، ولكن خلف كواليس المسرح والاستعراضات الموسيقية والفنية المبهرة، تدير "جولييت" عمليات ثانية لتحقيق أهداف لا ترتبط بالفن.
ويختم أبو شقرا: أحببت أن أكون جزءاً من هذا العمل، إذ قلما تتطرّق الدراما إلى هذه الحقبة الزمنية وأحداثها العميقة بهذا القدر من الشفافية، فالمسلسل يعكس التأثير، الذي تحمله أحداثه على الحياة الاجتماعية ليس فقط خلال الستينات، بل حتى في حياتنا المعاصرة.

آخر الأخبار