الأحد 04 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

"عسكر سورية" 70 سنة من الانقلابات بدأها الزعيم وتلقفها اليسار

Time
الأحد 24 نوفمبر 2019
View
20
السياسة
في ضوء ما جرى في الجزائر والسودان والحراك الدائر في لبنان والعراق، يرصد الكاتب فؤاد مطر في كتابه الجديد "عسكر سورية... وأحزابها "عشرات المحاولات الانقلابية في الوطن العربي التي قام بها جنرالات وضباط بعضها صمد، والبعض الآخر فشل ودفع قادتها ثمن مغامراتهم تلك، مبينا أن الحركات الانقلابية ظهرت في بداياتها الأولى في لباس حركات ثورية، ثم بدأت تتلاشى وظهر بدلا منها الانقلاب المشترك بين العسكر من جهة وقوى مدنية من جهة أخرى، وهو ما لقي قبولا إلى حد كبير في الشارع العربي، وسقط من خلالها نظاما عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر وعمر البشير في السودان.
الكتاب الصادر عن "الدار العربية للعلوم ـ ناشرون"ويقع في 296 صفحة من القطع الكبير ويتضمن إلى جانب فصوله التي تسرد الوقائع وتحلل ظروفها وتضيء على الرموز الانقلابية والحزبية، عشرات الصور التاريخية والحدثية والوثائق، قدم له الكاتب الصحافي رياض نجيب الريس، مؤكدا أن "يمثل محطة صغيرة من محطات التاريخ السوري الحديث لم توثق كما يجب" وعلامة مميزة لموضوع كان سببا في ما وصل إليه العالم العربي اليوم.
في بداية كتابه يقول مطر: "قبْل سبعين سنة، وبالتحديد بدءاً من يوم الأربعاء 30 مارس العام 1949 دخل العالم العربي عصر الانقلابات العسكرية، وباتت هنالك حساسية إلى درجة الحذر الشديد المتبادَل بين العسكر والحكام والحكومات المدنية".
ويضيف: كانت الانقلابات العسكرية في بداية الأمر ذات نهج يميني، ثم انقلاباً بعد آخر بدأت الأفكار اليسارية تشكِّل مرامي الخطاب الانقلابي وذلك لأن الانقلابيين أعلنوا أنهم حركات ثورية وأن ما قاموا به بعيد كل البعد عن الحالات الانقلابية التقليدية.
ويتابع: على مدى سبعين سنة حدثت عشرات المحاولات الانقلابية بعضها صمد وبعضها فشل ودفع جنرالات وضباط حياتهم ثمناً للمغامرة، وكانت المآسي الناشئة عموماً كثيرة ثم بدأت تتلاشى، وتنمو بدلاً منها ظاهرة الانقلاب المشترَك من جانب قوى مدنية؛ لقي حراكها قبولاً ثم تشجيعاً فتعاوناً من جانب عناصر متقدمة الرتبة في المؤسسة العسكرية، لافتا إلى أن هذا التعاون أثمر إسقاط نظاميْن كان الرئيس في كل منهما يروم دورة رئاسية جديدة مع أنهما: "الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حالة صحية دقيقة والجزائر تحتاج إلى رئيس منزَّه عن المرض وارتضاء كثرة مراكز القوى والفساد في الدولة، والرئيس السوداني عمر البشير مطارَد جنائياً دولياً، وعاجز عن تأمين استقرار بجميع أنواعه، وبالذات ما يتعلق بالخبز والبنزين والتعامل المصرفي، فضلاً عن انفراد بالسلطة أوجد حالة ضجر شعبي منه.
ويشير إلى أنه قبْل نحو نصف قرن عكف على "تحبير وقائع وأفكار حول الانقلاب العسكري الأول في العالم العربي الذي وقع في سورية وكان المحفِّز أو الملهم لمزيد من الانقلابات العسكرية، مع الإشارة إلى أن حسني الزعيم استلهم محاولة انقلاب خجول قام بها الفريق بكر صدقي الكردي العراقي أباً وأماً بمعاونة قائد القوة الجوية، عُرف بـ"بإنقلاب المناشير" حيث أن إحدى طائرات السلاح الجوي أسقطت ألوف المناشير على المواطنين في بغداد ومدن أُخرى تطلب إقالة حكومة ياسين الهاشمي وإلاَّ فإن الجيش سيأتي إلى بغداد".
ويوضح أن "الملك غازي كان حصيفاً فاستبدل الهاشمي بحكمت سليمان وكافأ بكر صدقي بتعيينه رئيساً للأركان، ولم يهنأ هذا الأخير، حيث جرى اغتياله بعد بضعة أشهر أثناء سفره إلى تركيا".
ويبين أن الانتفاضتين السودانية والجزائرية تعاون فيهما الطيف المدني مع الطيف العسكري فأسقطا النظام، الأمر الذي دفعه إلى تدوين كتابه الجديد إلى أجيال من حقها الإحاطة بالذي جرى قبْل سبعين سنة في سورية، ثم بدأ يتكرر في أقطار عربية كثيرة، كما تجعله في مضامين كتابه يبدي الخشية من حدوث الأعظم وذلك في ضوء الصراعات المتنقلة بين رموز العمل السياسي والحزبي في بعض دول الأمة.
في توضيح دواعي وظروف تأليفه للكتاب يقول فؤاد مطر: "إن الانقلابات العسكرية كانت مغامرات جنرالات وعقداء ورواد حنظلية في محصلتها النهائية وعادت على البلاد والعباد بما لم يخدم الاستقرار".
ويضيف تركيزي بالذات على الظاهرة الانقلابية في سورية، لأن الانقلاب الذي قام به الزعيم حسني الزعيم كان نموذجاً للانقلاب الذي يصمد لبعض الزمن ويعكس المشاعر الدفينة غير الودية من جانب العسكر ضد المدنيين وأحزابهم. كما أن هذا الانقلاب الذي حاولتُ قدْر الإمكان الإحاطة بالممكن والمتيسر من وقائعه وما تلاه من إنقلابات كان بمثابة إطلاق الإشارة لعساكر الأمة من أجْل أن يتقاسموا الحُكْم مع أهل السياسة، أو إذا أمكنهم الاستفراد بها، وتحويل رموز المجتمع السياسي إلى سلطات تنفيذية لهم.
وأما واجب الحفاظ على السيادة ورد الأذى الخارجي عن الأوطان فتلك مسألة فيها نظر، مع الأمل بأن يفيد هذا الكتاب الآلاف من أبناء جيليْن لم يتسنَ لهم الإحاطة بظاهرة حدثت في زمن الأجداد وقاسى من تداعياتها الآباء وأصيبت البلاد بالكثير من الويلات، بدليل أن غواية الانقلابات والتقلبات والولاءات وحالات جنون العظمة لدى بعض جنرالات تلك الحُقب الحنظلية كانت دراميديا، أي مزيج من الدراما السوداء بالكوميديا الأقرب إلى التهريج، بدأت في سورية ولا تندثر... وكأنما كانت بداية حالة لا نهاية لها. أعان الله الأمة من هذه الغواية".

محتويات الكتاب
يحتوي الكتاب العناوين والمضامين الآتية: لماذا شاء غسان تويني أن يتقدم كتاب "رؤساء لبنان من شارل حلو إلى شارل دباس" على كتاب الانقلاب الذي قام به حسني الزعيم وتبعتْه انقلابات.
إضبارات من الوقائع حول الانقلاب السوري الأول تسببت الحرب في نقلْها إلى لندن ثم إعادتها إلى بيروت.
كيف أن كتاب "حكيم الثورة... سيرة جورج حبش" يتقدم أيضاً على كتابة مادة كتاب "الظاهرة الانقلابية السورية المؤسِّسة لما حدث من إنقلابات عربية".
لماذا التركيز على إنقلاب حسني الزعيم ثم سامي الحناوي ثم الشيشكلي... وتساؤل عما إذا كانت الانقلابات والثورات اللاحقة التي قام بها عساكر استلهمت العملية الانقلابية الأُولى التي قام بها حسني الزعيم.
متى حُسم الأمر وبدأتُ كتابة مادة كتاب "عسكر سوريا... وأحزابها".
لماذا هذا الجنوح من جانب جنرالات أو ضباط أقل رتبة نحو انتزاع السلطة من سلاطين السياسة والزعامات الحزبية.

وقائع إنقلاب حسني الزعيم على القوتلي والعظيم: "عندما فوجئ سكان دمشق صباح 30-3-1949
ببداية عسْكَرة للعاصمة
أحاديث وتكهنات حول صفقة سلاح للجيش السوري غرقت في مياه اليونان.
بلاغات متلاحقة وتهديد بالإعدام لمَن يتجول حاملاً سلاحاً حربياً.
الأسباب الموجبة للإنقلاب كما رواها القائد العام للجيش الزعيم حسني الزعيم.
لقاء لترتيب الأمور سياسياً في منزل فارس الخوري بحضور عادل أرسلان ونواب.
نقْل الرئيس شكري القوتلي ورئيس الحكومة خالد العظم إلى المستشفى العسكري في المزة
بلاغات عسكرية تجمع بين التوضيح والتحذير... والجيش ينذر أصحاب الأفران ويشْرف على توزيع الخبز.
سلطان الأطرش أول مهنئي صاحب الانقلابات بتسميته الجديدة "سعادة القائد الزعيم حسني بك الزعيم"
بدء السعي لوضع دستور.
قلق السلطة الانقلابية من رياض الصلح وبعض صحف لبنان
القوتلي يستقيل 12 كلمة... والعظم بست كلمات.
توضيح للبعثات الديبلوماسية حول موجبات الانقلاب.
أوامر مشددة من حسني الزعيم بمنع الاتجار بالرقيق في منطقة العلويين.
منْع ارتداء الكوفية والعقال والشروال.
الزعيم يستقطب عبد الحميد كرامي وسامي الصلح وكميل شمعون وكمال جنبلاط ونصوح الفاضل وسليمان العلي.
اهتمام ملحوظ من الملك عبد العزيز بحسني الزعيم ولقاء له في إنشاص مع الملك فاروق.
المملكتان "سعودية عبد العزيز ومصرية فاروق" تعترفان في وقت واحد بعهد سورية حسني الزعيم.
إستفتاء على رئاسة الزعيم دون أحد غيره.
إعلان فوزه قبْل أن يبدأ الاستفتاء،وفود ملكية للتهنئة، ولبنان أول الدول اعترافاً بحسني الزعيم الرئيس المُستَفتى عليه.
القوتلي يغادر بتكريم إلى سويسرا، والترويج صحافياً وفي المساجد بتعظيم "الرئيس المشير حسني الزعيم".
ثمانية أطنان من حلويات "غروبي" حملتْها بعثة مصرية هدية من الملك فاروق.
خطيب صلاة أول جمعة يؤديها حسني الزعيم يقول "إن كثيراً من البلدان العربية تتمنى أن يكون لها مِثْل نعمة الانقلاب التي ظفرْنا بها".
حسني الزعيم يعترف لصحيفة سويسرية بالصنيعيْن السعودي والمصري، وحملة عراقية عليه بسبب إندفاعه نحو مصر والملك فاروق، ويخاطب نوري السعيد بعبارة "إذا أراد أن يخيفني فهو يعلم أنني أعرف كيف أتحداه".
حسني الزعيم يسلِّم أنطون سعادة إلى لبنان فيتم إعدامه رمياً برصاص 12 جندياً يوم الجمعة 8-7-1949 بقرار من بشارة الخوري ورياض الصلح.
الإرتباك يتزايد في الأحوال السورية داخلياً ولبنانياً ودولياً.
الحفلة الساهرة الأخيرة لحسني الزعيم قبْل إنقلاب سامي الحناوي عليه وإعدامه ومحسن البرازي رمياً بالرصاص.
رواية خالد العظم عن حسني الزعيم ورئاسة شكري القوتلي: كيف يحدد خالد العظم شراكته في الانقلابات السورية الثلاثة: حسني الزعيم، وسامي الحناوي وأديب الشيشكلي.
استحضار ما حدث بعد تسلُّم سورية شؤونها يوم 17-8-1943 من السلطات الفرنسية، وكيف أن شكري القوتلي كان المهيمن، ومَن حاد عنه من الوزراء يُزال عن الكرسي بمن في ذلك سعدالله الجابري وفارس الخوري وجميل مردم ولطفي الحفَّار.
الناجون من الهيمنة القوتلية والمتعاونون معه أصبحوا أخصاماً ألدَّاء له ولم يدافعوا عنه عند إنقلاب حسني الزعيم.
كيف أن الانقلاب كان حركة طائشة قام بها "رجل أحمق متهور هو حسني الزعيم".
ما هي حكاية البضاعة الفاسدة والصفقات المريبة والخاسرة التي تعاقدت عليها مصلحة التموين في الجيش مع بعض الملتزمين أصحاب "الشركة الخماسية الصغرى" فائز المالكي، ورفيق رضا سعيد، وإبراهيم مردم وعادل الحنبلي وخالد الأيوبي.
تجربة مدافع ضد الطائرات بحضور القوتلي وخالد العظم وحسني الزعيم لا تخرج القنابل من فوهاتها عند الإطلاق.
من أجْل أن يحمي حسني الزعيم نفسه من العزل بتهمة الإشتراك في صفقات خاسرة قام بالانقلاب.
دَور لبعض الدول الأجنبية في الانقلاب.
جولة مباغتة للقوتلي والعظم في أحد عنابر مستودعات الجيش ومشاهدة أكياس الفاصوليا اليابسة مكدَّسة إلى جانب القمر الدين والزيت، وعندما طلب القوتلي فتْح إحدى "التنكات" المعبأة سمْناً كان السمْن أقرب إلى السواد.
إمتقاع وجْه حسني الزعيم بعد إكتشاف الأمر وتصاعُد رائحة كريهة من قطعة سمْن وطلب القوتلي "وابوركاز" وبعض البيض لقليه في مقلاة.
ماذا حدث لحسني الزعيم بعد الرائحة الكريهة وماذا دار من حديث بين القوتلي وخالد العظم حول الأمر.
السمْن الفاسد في السيارة الرئاسية لفحْصها.
الرواية الصحافية لموضوع تنكة السمْن وغيرها بين الرئيسيْن.
وثائق فيصل العسلي التي أشعلت الغضب في نفْس حسني الزعيم.
القوتلي يشاهد في المزة جنوداً يمسحون الصدأ عن الخرطوش الفرنسي الفاسد في البنادق، ويصفع عقيداً في الجيش على وجهه.
أوصاف القوتلي والعظم الثأرية لحالة حسني الزعيم ماضياً وبعد إنكشاف حالات الفساد في الجيش.
ما يرويه خالد العظم عن دوْر محسن البرازي لدى القوتلي لتعيين حسني الزعيم مديراً للأمن العام ثم قائداً للجيش.
كيف مهَّد حسني الزعيم لحركته الانقلابية كما يروي القوتلي والعظم.
نص مذكرة بمطالب الجيش قدَّمها حسني الزعيم للقوتلي.
وقائع لقاء حسني الزعيم بالرئيس القوتلي حول المذكرة.
إتفاق الرئيسيْن على أن يحل فوزي سلو محل حسني الزعيم، وما فعله بعد تلقِّيه الرد على الرسالة.
إقتناع القوتلي بمعرفة محسن البرازي بالانقلاب.
ليلة الإطباق في دقيقتيْن على خالد العظم في داره على نحو وصْفه لها... ثم تفاصيل نقْله وهو بالبيجاما الحريرية ومِن دون نظَّاراته الطبية إلى مركز الشرطة العسكرية.
كيف انتهى مسجوناً خالد العظم وسائق سيارته في غرفة طولها متران وعرْضها متر ونصف وزجاج شُباكها مكسور ثم بعد ذلك في زنزانة سمع فيها عويل مضروبين.
خالد العظم السجين كما سائر المساجين...وتساؤلاته بعد تدخين سيجارة من النوع الرديء نشَّطت ذهنه وهدَّأت أعصابه المتوترة عن مصير الرئيس القوتلي وسائر الوزراء ورئيس مجلس النواب، وعن مواقف أصدقاء القوتلي وبالذات الملك عبد العزيز ورياض الصلح والملك فاروق مِن الذي جرى... وهل أن للملك الهاشمي عبدالله علاقة بالانقلاب بهدف ضم سورية إلى العرش الأردني.
لحظة البكاء الطويل لخالد العظم عند طمْأنتِه عن زوجته وإبنتيْه.
فريد زين الدين ينقل إلى العظم شروط حسني الزعيم وأولها تنحِّي القوتلي.
العظم ينتقد فارس الخوري رئيس مجلس النواب مفترِضاً أنه إرتاح للإنقلاب ومع فكرة تنحية الرئيس القوتلي.
لقاء وعناق العظم للقوتلي والبرازي في المستشفى العسكري.
القوتلي يصف، وهو سجين في المستشفى، حسني الزعيم بأنه "باجه سقا" أي رئيس عصابة.
جماعات من "البعث" تهلل في الشوارع للإنقلاب.
تخفيض مستوى الطعام للقوتلي والعظم والبرازي من طعام درجة الضباط إلى طعام درجة الجنود ثم إعادة النظر.
تفاصيل دقيقة عن يوميات الإقامة للقوتلي والعظم وآخرين سجناء في المستشفى العسكري.
برقيتا تأييد للإنقلاب من سلطان الأطرش وهاشم الأتاسي "الحاقدين على الرئيس القوتلي".
دوافع حسني الزعيم لحل البرلمان وتأليف حكومة برئاسته من الأمناء العامين للوزارات.
نوري السعيد يحضر جواً ويقترح على حسني الزعيم إتحاد سوريا مع العراق... ورَد الفعل المصري - السعودي السريع على هذه الخطوة.
بدء التنديد إذاعياً بأعمال الرئيس القوتلي بالحديث عن درْس أمْر إحالته إلى محكمة خاصة.
القوتلي يشترط لكي يستقيل السماح له بالمغادرة إلى أوروبا... والعظم يتحدث بالتركية مع القوتلي كي لا يعرف الحارس ماذا يقولان.
تحضير معاملات جواز السفر للقوتلي والعظم بعد الإستقالة خطياً.
خروج على مستوى لخالد العظم من المستشفى - السجن إلى داره.
حراك خالد العظم بين مغادرة الإعتقال وحتى الانقلاب على حسني الزعيم، وقتْله هو ومحسن البرازي يوم 13 أغسطس 1949، ورواية الرئيس الشيخ بشارة الخوري: المكالمة الهاتفية الصباحية التي تلقَّاها حول إنقلاب حدث في سورية.
إنشغال البال على "شكري بك" تحت الحراسة في مستشفى المزة.
الشيخ بشارة رأى في الانقلاب رعونة وفي الحملة على عهد القوتلي عدم إنصاف... ويتشاور مع مبعوث من الملك فاروق أتى إلى بيروت لاستطلاع الحل في سورية.
موفد عراقي بعد الموفد المصري، وتساؤل مشروع حول يد عراقية - أردنية في الانقلاب.
الديبلوماسيون العرب والأجانب لدى لبنان "يتنصلون من الحدث كما تنصَّل بنو يعقوب من دم أخيهم يوسف".
إعتماد الحياد التام مع غصَّة وإعتبار ما حدث إجراءات داخلية * حسني الزعيم يتهم رياض الصلح بأنه وراء مهاجمة صحف لبنانية للإنقلاب الطائش... ويبعث برسالة - شكوى من موقف رياض الصلح مع موفد خاص إلى الرئيس بشارة الخوري.
"أسوأ العواقب" التي يرى حسني الزعيم حصولها للبنان.
إيفاد العقيد توفيق سالم إلى حسني الزعيم لإبلاغه الحرص التام من جانب لبنان على علائق الأُخوة، ثم إيفاد محمد علي حمادة وفريد شهاب لعرْض بعض الشؤون الطارئة أمام حسني الزعيم.
المعارضة اللبنانية للانقلاب تنشط في وقت واحد مع تهافُت بعض اللبنانيين للتقرب من العهد الانقلابي.
المفجِع والمؤسف في نظر بشارة الخوري ورياض الصلح تهافُت سامي الصلح وكميل شمعون وسليمان العلي وكمال جنبلاط ونصوح الفاضل وعبد الحميد كرامي على دمشق حيث استقبلَهم حسني الزعيم أحسن استقبال.
الحنَق مستمر من صاحب الانقلاب على رياض الصلح ويتهمه بتدبير مؤامرة على حياته بالإتفاق مع أحمد الشراباتي.
لقاء لم يتم بين حسني الزعيم وحميد فرنجية موفداً من الرئاسة اللبنانية ثم تحدَّد الموعد بعد مفاجأة.
بشارة الخوري يقول للمبعوث السوري حسن جبارة إن على حسني الزعيم استبدال الجو الموبوء بجو صاف.
برقيتان متبادَلتان بين الملك عبد العزيز وبشارة الخوري حول موضوع سوريا المنقلِبة.
مسيرة الإعتراف بالعهد الانقلابي وأهمية إعتراف لبنان والملك عبد العزيز يطلب من بشارة الخوري تحسين العلاقة مع حسني الزعيم.
امتنان وحبور بعد إبلاغ رياض الصلح ليلاً وهاتفياً حسني الزعيم الاعتراف بالعهد الانقلابي.
السعودية ومصر تعترفان بعد اعتراف لبنان.
حملة عنيفة من حسني الزعيم بحضور رياض الصلح على ملك الأردن عبدالله ونوري السعيد.
خيمة حمراء على الحدود واحتكام إلى مصر والسعودية.
لقاء على مستوى القمة في شتورة لتطمين لبنان وحلحلة أمور عالقة ومناقشة أفكار لمصلحة لبنان وسورية.
زيارات شيشكلية لافتة للقاهرة ومكة وبيروت.
محاولة من سياسيين وممثلين من معظم المحافظات لعودة كريمة للقوتلي من الإسكندرية إلى دمشق.
منير العجلاني يعتبر سجن المزة كالمقابر وأنه مثل "الباستيل".. وأكرم الحوراني يعترض.. وعلي بوظو يتحدث عن "سجن النظارة " الأفظع من سجن المزة.
آراء في مسألة أن يكون رئيس الدولة السورية مسيحياً أحياناً.
الخشية من وطن مسلم في سوريا ينتقل إليه مسلمو لبنان، ووطن مسيحي في لبنان ينتقل إليه مسيحيو سورية.
القوتلي يقول ليوسف إبراهيم يزبك في صحيفة "الأوريان" لماذا لا يريد إعادة إنتخابه رئيساً للدولة... وخالد العظم يستقيل لعدم قدرة حكومته على مواجهة أزمة مفاجئة بعد نشْر الدستور.

الانقلاب الثاني
الانقلاب الثاني... من زعيم إلى زعيم يبدأ بإعدام حسني الزعيم ومحسن البرازي: من القصر إلى المزة من دون إطلاق رصاص.
ستة بلاغات بتوقيع الزعيم سامي حناوي توضح دواعي الانقلاب على الانقلاب.
تعهُّد بعودة الجيش إلى الثكنات وتسليم أمور السياسة للسياسيين.
هاشم الأتاسي يترأس حكومة تضم أقطاباً سياسيين أبرزهم خالد العظم وشخصيات حزبية من بينهم ميشال عفلق وزيراً للمعارف.
كيف أن تشكيل الحكومة تم في مبنى رئاسة الأركان وبعد 12 ساعة من إعدام حسني الزعيم ومحسن البرازي.
شروط العسكر على السياسيين ومِن قبْل تشكيل الحكومة.
وزراء من دون تصريحات خشية الظهور بعدم الإنسجام والتفاهم.
القوتلي يهنىء برقياً من جنيف هاشم الأتاسي وليس سامي حناوي.. ومصر والسعودية تتخطيان تأييدهما لعهد حسني الزعيم.
أرملة أنطون سعادة تزور الحناوي لتشكره باسم القوميين السوريين على موقفه من إعدام زوجها في لبنان بشارة الخوري - رياض الصلح.
إعادة ضُباط مُبْعدين أحدهم العقيد أديب الشيشكلي... وبدء تنظيف خزائن حسني الزعيم في بيته وفي مكتبه.
إنشغال بال الحناوي كما إنشغال بال حسني الزعيم في مسألة إعتراف مصر والسعودية به.
منافسة بين المملكتيْن ومسارعة المملكة الثالثة للاعتراف.
لبنان يعترف مباشرة بعد إعتراف مصر والسعودية.
"الحزب الوطني" يفاجىء العهد الجديد بخطوة ليست في الحسبان... ولا يمانع في أن تكون سورية جزءاً من مملكة وليست جمهورية ومجلس الجامعة العربية لا يقرر.. والحناوي يلوِّح بالجيش.
تعديلات دستورية أوصلت هاشم الأتاسي إلى رئاسة الدولة.. لكنه لم يدرك ما تمناه.
أديب الشيشكلي ينقلب على الحناوي.
تطمين الأتاسي وتعبير عن حُسْن النية والحرص على الإبتعاد عن العمل السياسي.
ناظم القدسي يجرب حظه لبضع ساعات بعد تعثُّر خالد العظم فيقرر الرئيس الأتاسي الاستقالة.
بيان يؤشِّر إلى أن هناك بوادر إنقلاب ثالث * رواية أولية عن دواعي إنقلاب الشيشكلي على الحناوي * عودة خالد العظم رئيساً للحكومة وقرار ببراءة القوتلي من جميع تُهم سوء استعمال السُلطة واستغلال النفوذ.
إغتيال الحناوي الزائر بيروت سراً بالقرب من منزل صبري حمادة... وفؤاد شهاب "قائد الجيش" يشيِّع جثمانه إلى الحدود ثم إلى داره في حي "أبو رمانة".
المحامون اللبنانيون سامي الصلح وإميل لحود وفوزي البردويل ومحامون سوريون يبرِّئون إبراهيم الحسيني وعبد الغني قنوت من قتْل آمر سلاح الطيران العقيد محمد ناصر.
مضمون ما صححه الشيشكلي "قبْل إنقلابه" للملك فاروق والمسؤولين المصريين عن الوضع السوري وما يقال حول كثرة الانقلابات وطبيعة كل من الانقلابيْن الثاني والثالث، ويرمي المسؤولية على السياسيين.
تدرُّج نقْل الشيشكلي نفسه من وراء الستار إلى الواجهة، وخالد العظم يتعامل معه تكريمياً وكأنه رئيس دولة.
إغتيال رياض الصلح في عمان يُربك لبنان وسوريا، وعصام المحايري يشمت... وأكرم الحوراني وإحسان حصني لا يشاركان في وقوف نواب سورية دقيقة صمت حِداداً على رياض الصلح.
الشيشكلي "رئيس الأركان" يتشاور في الطائف مع الملك عبد العزيز في تداعيات الإغتياليْن في عمان والقدس.
فيضي الأتاسي وزير الخارجية يفاجئ رئيسه حسن الحكيم ببيان فيستقيل الحكيم المحرَج.
حماسة نسائية سورية تأييداً لإلغاء مصر معاهدة 1936 مع بريطانيا.
جيش الشيشكلي يتسلم زمام الأمن ويباغت حكومة الدواليبي ببلاغات هامة متلاحقة.
فوزي سلو في مواجهة الأحزاب والمتحزبين وصائب سلام أول مهنئي الشيشكلي بالرئاسة والأمير سلطان ينقل تهنئة والده الملك عبد العزيز.
وأخيرا يتضمن الكتاب خمس وثائق مرفقة هي: وثيقة (1) البلاغ الأول للإنقلاب العسكري الأول في سورية، والثانية، بيان للشيشكلي يُحمِّل"حزب الشعب" المسؤولية، أما الثالثة فتضمنت رواية الشيشكلي "مؤرخ محايد" عن الانقلابات منذ "إنقلاب الزعيم، وتضمنت الوثيقة الرابعة رسالة إلى الشيشكلي من اللواء نجيب ومعها هدية "جِلْد الأسد"أما الوثيقة الخامسة فتضمنت دور مصري للدكتور جورج حبش في محاولة اغتيال الشيشكلي.
وفي خاتمة كتابه، توج المؤلف كتابه بأقوال ثلاثة مصابيح إيمانية أولها يما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"حب الوطن من الإيمان والخروج عن الوطن عقوبة، ومَن حَمَل علينا السلاح فليس منا، ومَن غشَّنا فليس منا" النبي محمد صلى الله عليه وسلم. والثاني مما روي عن الإمام علي كرم الله وجهه: "الاستشارة عيْن الهداية، وقد خاطر مَن استبد برأيه، آلة السياسة سعة الصدر، وأشد الناس عذاباً يوم القيامة مَن أشركَه الله في سلطانه فجارَ في حُكْمه".
وأخيرا قول أبي بكر الصديِّق رضي الله عنه: "فإن أنا أحسنتُ فأعينوني وإنْ أنا زُغْتُ فقوِّموني".
فأجابه المؤمنون: "والله لو وجدْنا فيك إعوجاجاً لقوَّمناه بحد سيوفنا".
آخر الأخبار