عظيمة يا كويت

كم هي عظيمة هذه الأرض الطيبة التي اسمها الكويت، وسر عظمتها يكمن في عظمة شيوخها الأفاضل، وحكامها الكبار الذين على مر التاريخ لا يحقدون على شعبهم، ولا يعرفون الحقد، ولا يحملون لأهل الكويت الاّ الخير مهما بدر منهم من إساءة، فهم اكبر من المساومات والعتاب، قلوبهم عامرة بالمحبة والخير للناس كلها.
هذا سيد البلاد وحاكمها صاحب المقولة المشهورة" هذولا عيالي"، ويقصد بها كل أهل الكويت من دون استثناء، يتسامى على كل الإساءات ويسمح لاحد المتطاولين المحكومين، والمطلوب إلقاء القبض عليه، بدفن والدته وتقبل العزاء فيها لمدة ثلاثة أيام كاملة، ثم يسلم نفسه تمهيدًا للحصول على عفو خاص، هذا كله، وهو مسيء مدان، فما بالك بالمحسن كيف يتم التعامل معه؟
وهذا سمو الشيخ ناصر المحمد، وهو اكثر من تعرض للإساءة من هذا الإنسان بالذات، حتى انه كان يغني بساحة الارادة"ارحل... ارحل يا ناصر"، ورغم ذلك الشيخ ناصر المحمد كان اول المعزين، متساميا على كل ما لحقه من إساءة، ومترفعًا على الخلافات، وكأن شيئا لم يكن، ومثله مثل الشيخ ناصر صباح الاحمد الذي كان من اول الحاضرين للتعزية، وقد سار على هذا النهج بقية الشيوخ الحكام جزاهم الله خير الجزاء.
هذه هي الكويت، وهؤلاء هم حكامها وشيوخها، وهذا هو شعبها يشكلون منظومة متكاملة عنوانها الحب والود والاخاء في ارض يحسدهم الآخرون عليها لانهم لا يعرفون خصوصية أهل الكويت، حاكما ومحكوما، وما توارثوه جيلا بعد جيل من قيم وطنية تشمل اجمل معاني الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة، التي يجتمع أهلها على محبتها، ومحبة بعضهم بعضًا، مهما وصلت الخلافات بينهم.
اللهم احفظ الكويت واطل في عمر أميرنا المفدى الذي تعلمنا منه كيف يحب ويرحم بعضنا بعضا...زين.

طلال السعيد