كتب - فالح العنزي:يأخذك الجلوس مع المذيعة علياء جوهر، إلى مساحات واسعة من الحوار والصراحة والمباشرة في الحديث، لا تتردد في التأشير بإصبعها نحو الخطأ، تؤمن بأن المجاملة مطلوبة لكن المبالغة فيها نتيجتها سلبية، صراحتها تجعلك تحترمها لأنها تشخص الحالة وتتعامل بواقعية، علياء لديها تجارب جميلة في التلفزيون الرسمي وايضا كانت لها تجاربها المميزة في الاعلام الخاص، جوهر حطت رحالها في صفحات "السياسة"، التي غابت عنها سنوات، على حد تعبيرها، في الحوار التالي:لكل قصة بداية.. دعينا نعود بشريط الذاكرة، كيف كانت؟كانت البداية صدفة بحتة، لكنها مقدرة، حيث كنت أعمل مترجمة في إدارة العلاقات العامة في التعليم التطبيقي والتدريب واستاذة لمادة اللغة الانكليزية كدوام جزئي في الهيئة، فاقترح علي مديري آنذاك قيس الاسطى، الالتحاق بدورة المذيعين الجدد في وزارة الإعلام واستمتعت بالتجربة، التي شرعت لي الأبواب بالتعرف على شخصيات إعلامية وفنانين ومن ثم ترشيحي لتقديم برنامج "أيام الطيبين" عبر القناة الأولى، وهو غبقة رمضانية تستضيف نجوم الفن والغناء التي تركت أثرا عند المشاهدين.هل فعلا كان يفترض ان تكون بدايتك في قطاع الاخبار والبرامج السياسية؟صحيح أول عرض تلقيته لتقديم نشرات الأخبار كوني نشأت على يد والدي موجه اللغة العربية التي أجيدها بطلاقة، لكني اخترت التخصص تربويا بدراسة اللغة الانكليزية، ومجال المنوعات يتيح لي فرصة عدم حصر نفسي في قالب واحد، لاسيما أنني اعشق الترفيه وكوني قريبة من الناس، وفي نهاية الأمر نحن نعيش في مجتمع لغته الأولى العربية. الناس لها الظاهرما السلبيات التي واجهتك خلال عملك الاعلامي؟منذ نعومة أظفاري كنت وما زلت محبة للإعلام ومتابعة جيدة له، طبيعة عملي كمعلمة جعلتني أجد أن الإعلام وسيلة لايصال رسالتي من خلال شاشة تضم شريحة أكبر، وبصورة اعم في ظل فريق عمل متكامل يعمل بروح الفريق الواحد، ومن الطبيعي أن تواجهنا احباطات مختلفة عندما نفتقد الادوات المطلوبة، أتذكر من أصعب المواقف التي تعرضت لها اختفاء صوتي خلال التقديم المباشر وحينها كنت تلقيت ثلاث حقن قبل الظهور لكن لان البرنامج كان على الهواء تحاملت على نفسي وصحتي لكني تعرضت نتيجة ذلك للنقد دون أن يعلم من هم خارج الشاشة المرض والألم الذي اعانيه، ومن حينها ادركت متى على المذيع ان يقول لنفسه "stop" لانه لا يوجد من يلتمس لك العذر و"الناس لها الظاهر". ماذا عن الحروب والصراعات في بلاط الاعلام؟لا يوجد مجال في حياتنا العامة يخلو من الحروب والصراعات، لكن الحرب في الإعلام "طاحنة يا تهدي يا تعدي"!.. والحمد لله بطبيعتي "أهدي وأعدي".هناك من يرى أن المذيعة الكويتية "مدللة" في التلفزيون… ما مدى صحة ذلك؟مدللة ببراعتها في التقديم وتميزها وثقافتها العالية في حال كانت تستحق ذلك، وإذا كانت مدللة من دون وجه حق "العتب مو عليها على اللي مدللها"، شخصيا أرى أن المذيعة الكويتية مميزة وهناك وجوه جديدة من المذيعات برزن في السنوات الاخيرة، وأثبتن جدارتهن وهن واجهة للبلد "لتتدلل من تستحق الدلال".
كان لك تصريح عن "فن ادارة الحوار مع زملاء مذيعين في ذات البرنامج"؟المشاركة بالتقديم تحتاج تقاربا في المستوى العلمي والثقافي والأكاديمي حتى لا يتحول البرنامج "مخامط وسوق حمام"، وبالتالي يظهر البعض بصورة سيئة أمام المشاهد، بطبيعتي لست "ملقوفة"، ومذيعة محترفة أعرف متى اتكلم ومتى يتوجب علي الصمت، والحوار فن ليس الكل يجيده، لذا في غالبية برامجي في حال كان بمعيتي في التقديم زميل أو زميلة، أخلق تناغما مشتركا في التقديم الجماعي كان آخرها في رمضان في قناة "atv" عندما كان الستديو من تقديم ثلاث مذيعات الى جانب الضيوف، وهي تجربة يشكر عليها المدير التنفيذي للقناة أحمد الفضلي لاتاحته الفرص للشباب.لكن ذلك لا يمنع وجود غيرة بين المذيعين؟بالتأكيد الغيرة موجودة وهو أمر طبيعي لا يشعرني بالضيق، لكن المسيء لنا كإعلاميين عندما تظهر على الشاشة من قبل زميل أو زميلة ويشعر بها المشاهد، وهي عموما اعتراف من الطرف الآخر بأنني اشكل له تهديدا، لا أخفيك أعشق هذا النوع من التحدي، ولا يعيقني شيء لأن الطرف الآخر خسران لا محالة.هل واجهت غيرة من مذيع رجل؟بكل أسف نعم.. وهؤلاء يعملون وفق الاعتقاد الخاطئ بأن المذيعة دورها "سنيدة" للمذيع الرجل، علما أنني سبق ان شاركت التقديم مع مذيعين متمكنين و"بروفيشنال" وداعمين لي كمذيعة كويتية. وتر حساسلكل مذيع طموح ما نوعية البرامج التي تطمحين لها؟"جئت عالوتر الحساس"، تراودني الكثير من الافكار أسعى لتنفيذها على روية، الانفتاح الذي يشهده اعلامنا الخليجي يبشر بامكانية تقديم نمط خاص من البرامج، اليوم وزارة الاعلام تحت قيادة الوزير عبدالرحمن المطيري، بدأنا جميعا نشعر بالقفزات النوعية التي شهدها الإعلام في قطاعيه الاذاعة والتلفزيون ، ايضا توجيهات وكيل الوزارة تركي المطيري يمكن تلمسها من خلال الأفكار الخلاقة التي تطرح من خلال البرامج الحديثة ومواكبته للإعلام الحديث الجميع يريد ان يعمل ويحظى بفرصته، "اخذوا نفس وانتظروني".أحد مزعلك في تلفزيون الكويت؟ليش في احد يقدر يزعلني!، منذ أن وطأت قدمي تلفزيون الكويت والحمد لله علاقتي مع الجميع علاقة قوية ومتينة، احترمت نفسي وفرضت احترامي على الجميع، مؤمنة بأن التعامل الراقي خير ألف مرة من "رفعة الخشم"، المرء يعلو بأخلاقه ويكبر باحترامه للآخر، هذا ما تعلمته من الحياة، والإعلام يظل جزءا من حياتي.

علياء مع محمد المنصور