الأحد 20 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عمان في أمن واطمئنان تحت قيادتكم يا خير خلف

Time
السبت 18 يناير 2020
السياسة
د. احمد بن سالم باتميرا

ترجل السلطان قابوس طيب الله ثراه، وخلفه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، حفظه الله ورعاه، هكذا هي دولة السلاطين والامبراطورية العريقة، ففي ساعات معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وبكل سلاسة وشفافية وامانة ووفاء للراحل العظيم، وتقديرا لمكانته تسلم السلطان مقاليد الحكم لقيادة هذه الدولة العريقة الماجدة.
السلطان هيثم عرف عنه الهدوء والحكمة، وسعيه للخير، فهو قليل الكلام ومستمع، وينتمي الى اسرة عريقة متحابة متجانسة، مثقف ورياضي من الطراز الأول، يتسم الواقعية وذو بصيرة، محب للجميع ومتواضع، ويحمل إرثا سياسيا خلفه له السلطان الراحل قابوس، طيب الله ثراه.
لم يكن اختياركم سيدي السلطان هيثم لتولي قيادة هذا البلد العريق صدفة، فهو اختيار نابع من حكمة ودراية، ومتابعة دقيقة بدأت، في اعتقادي، منذ تعيينكم رئيسا للاتحاد العماني لكرة القدم عام 1983م، فمن هنا بدأت عين المغفور له السلطان قابوس بمتابعتكم وتوجيهكم، والاشراف عليكم من بعيد، يد تبى عمان الحديثة وعين تتابع الانجازات، ويد تصافحكم وتوجهكم وعين تتابع خطواتكم، فكان البناء والتأسيس قويا ومتكاملا للدولة وللخليفة الذي كان مهيأ في نظر السلطان الراحل للقيادة واستكمال المسيرة، وكما نقل عنكم "مهمتنا سهلة لان المرحوم جعل عمان بلدا طيبا وكل شيء مستقر والحمد لله"، فنعم الاختيار ونعم التأسيس، والتعليم الابوي، دون ان نشعر او يشعر الجميع بذلك.
لا خوف على عُمان اليوم او الغد، فهي في ايد امينة وتحت قيادة سلطان يملك صفات عديدة، عرفه كاتب هذا السطور عن قرب من خلال أنشطة الرياضة العمانية، هادئ وودود، كان قريبا في كثير من المواقف المهمة والمصيرية من السلطان الراحل، ما يدل على ان الخليفة في نظر وقلب وعقل السلطان الراحل سيكون أبو ذي يزن، حفظه الله.
ما اكثرها من مواقف ومحطات نتذكرها حاليا، كانت شواهد على التهيئة للقيادة، بدأت من العناية بالشباب مستقبل عمان الواعدة، ثم ممارسة الديبلوماسية والتعامل مع أهل السياسة، ثم الاشراف على واحدة من اهم الوزارت السيادية في تاريخ الوطن، لينهل منها السلطان هيثم من رحيق الماضي، ومعطيات الحاضر، وليتعرف عن قرب على تاريخ وحضارة عمان بسلاطينها العظماء، وقبائلها الوفية، وعلمائها الاجلاء الحكماء في مختلف المجالات، واخرها ملف المرحلة والنهضة الثانية "رؤية عمان 2040" التي تعد خارطة طريق اجتماعية واقتصادية، وثقافية، وعلمية على مدى العقدين المقبلين، التي تولاه السلطان هيثم من الالف الى الياء بكل جدارة. انها مدرسة السلطان قابوس، طيب الله ثراه، فنعم الاختيار.
محطات مضيئة تسلسلت منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي حتى فتح وصية الرسالة السامية وأداء القسم، وكما وقف الاوفياء من أبناء عمان صفا واحدا
مع المغفور له في بداية النهضة المباركة الأولى عام 1970، اليوم يقفون صفا واحدا خلفكم سيدي السلطان هيثم.
إن خطابكم السامي الأول هو مفخرة للجميع، في الداخل والخارج، فنبايعك حبا ووفاء وولاء، ونعاهدكم ببذل الجهد والعطاء، فاختياركم محمود من حكيم مشهود له، فانت الوفي الأمين على هذا الوطن، ونحن ماضون خلفكم لا شقاق ولا فتن، حفظكم الرحمن الرحيم، ورعاكم واعانكم، ووفقكم وسدد للخير خطاكم.
كلمات خطابكم الأول تحفظ عن ظهر قلب: "خير ما نخلد به إنجازات السلطان الراحل هو السير على نهجه القويم والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه هذا ما نحن عازمون بإذن الله وعونه وتوفيقه السير فيه والبناء عليه لترقى عُمان إلى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها فكتب الله له النجاح والتوفيق"، انرتم الطريق، وعلى النهج سائرون في امن وامان بمنظومة اقتصادية واجتماعية، وسياسية ثابتة قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل وغيرها الكثير في الطريق لرفاهية الشعب وبناء الوطن.
حقا كما ذكرتم، إن الأمانة الملقاة على عاتقكم "عظيمة والمسؤوليات جسيمة"، لكن ثقتنا في قدراتكم كبيرة وعالية ولا حدود لها، فانتم خير خلف لخير سلف، واعانكم الله على السير على نهجه واكمال ما اراد تحقيقه لهذا الوطن العظيم والشعب الوفي، وبانكم ستواصلون الطريق وتحملون الأمانة بكل اقتدار وكفاءة، وسنعمل معكم وخلف قيادتكم يدا بيد من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه.
كان خطابكم عميقا وشاملا، وكانت الرغبة السلطانية بتنصيبكم شهادة بالغة الدلالة، كما اتفقت العائلة المالكة الكريمة على تثبيت من تضمنته الوصية، وكما اعلنها واكدها سمو السيد فهد بن محمود "وافق مجلس العائلة بعد الاجتماع على تثبيت من هو في الوصية الذي تفضل بها جلالته رحمه الله، اكراما لهذا الرجل وتقديرا له وتعزيزا لمكانته ولسمعته وسمعة عمان امام الغير، فنحن كلنا هنا امام مسؤوليات جسام، وعلينا أن نبذل كل جهد في سبيل هذا البلد، وفي سبيل تقدمه والحفاظ على امنه وسلامته"، قرار وتصرف حكيم وحصافة من عائلة رفيعة المكانة والمقام، عمانيا وعربيا ودوليا، وقد تم نقل ذلك بشفافية تامة على المستوى الإعلامي، ما يدل على قوة وثبات الدولة وركائزها وقوة مؤسساتها.
مؤمنون ومتأكدون أن الانجازات ستتواصل، والمسيرة والنهضة العمانية الثانية بقيادة السلطان هيثم بن طارق ستأتي اكلها، وستكون عمان كما أراد لها السلطان قابوس، طيب الله ثراه، امنة مستقرة مزدهرة.
أحلام السلطان هيثم كبيرة بالنسبة لوطنه وشعبه كما عرفناه، ومن المؤكد أن كل هذه الطموحات
والاحلام ستتجسد في"رؤية 2040"، التي سيسعى لبلورتها في قالب متدرج لتحقيق واعتماد محاورها الرئيسية "الإنسان والمجتمع" و"الاقتصاد والتنمية" و"الحوكمة والأداء المؤسسي"، كل هذه الركائز المهمة ستساهم في تطوير منظومة القضاء والعدل والمجتمع عموما، وغيرها دون الاخلال والاهتمام بالبنية
التحتية.
ولعل تعهد السلطان هيثم باستكمال المسيرة التي أسسها وقطع شوطا كبيرا فيها الراحل قابوس بن سعيد، يدل على أن سياسة عمان الداخلية والخارجية طوال نصف قرن ستبقى ثوابت رصينة وقوية، ونموذجا يحتذى، وسيحمل، حفظه الله، حاضر الوطن والشعب على كاهله بكل امانة، ولا مجال للخوف فالسلطان خبر السياسة وعركها، وشرب من رحيق الثقافة العمانية والعربية والأجنبية.
اليوم عُمان تنظر إلى مستقبل واعد، وهي سائرة على خطى الراحل قابوس الذي وضع ثقته بالسلطان هيثم لما عرف عنه من رجاحة عقل وسيرة طيبة وتواضع وطموح وكاريزما صنعت منه قيادة رفيعة، فنال مباركة اسرته ومبايعة شعبه، انها عناية الله بهذا الوطن العزيز ان يتسلم السلطان هيثم الراية ليتابع المسيرة وليسهر على رعاية هذا البلد وشعبه ومستقبله.
فالسلطان نعم الاختيار والقائد، اللهم أرحم ارواحا صعدت اليك، ولم يعد بيننا وبينها الا الدعاء، واعن سلطاننا هيثم بن طارق بن تيمور، حفظه الله ورعاه، على حمل الأمانة وتحقيق مزيد من التقدم والرخاء لعمان وأهلها، والحمد لله فنحن في امان واطمئنان في ظل رعايته... والله من وراء القصد.
كاتب عماني
آخر الأخبار