د.أحمد بن سالم باتميرااحتفلت سلطنة عمان امس بالذكرى الثانية لتولي السلطان هيثم بن طارق بن تيمور مقاليد الحكم، وهي ذكرى عطرة لنهضة عمان المتجددة.فقد قال السلطان في خطابه الاول التاريخي:"نحن عازمون على السير نحو بناء عُمان لترقى إلى المكانة المرموقة"، وها هي السلطنة تسير نحو تحقيق تطلعات شعبها في الرخاء والازدهار والنماء من خلال رؤيتها 2040.لتحقيق هذه الغايات، كان لابد من خفض النفقات، والاتزان نوعا ما في الايرادات لتصب في الاتجاه الصحيح، من خلال اعادة بناء قاعدة مالية سليمة وتغطية العجز، وهذا ما كان لبلادنا ان تحققه لولا التوجيهات السامية التي ستؤتي ثمارها في القريب العاجل بإذن الله تعالى.ولعل تأكيد السلطان انه سيتابع كل صغيرة وكبيرة في الولايات والمحافظات خلال لقائه بشيوخ محافظتي الداخلية والوسطى لهو خير برهان على ان العهد الجديد همه الاول والاخير رفاهية شعبه وامن وطنه.كما ان الاعلان باعطاء صلاحيات للمحافظين والمحافظات في ادارة الخدمات والتطوير، بلا مركزية في اتخاذ القرارات، دليل على الاهتمام بتنمية المحافظات وفق رؤية ستراتيجية، لذا نحن امام خارطة جديدة ومختلفة وشاملة في الحكم المحلي سيكون لها مردودها الايجابي اذا طبقت ونفذت كما يراد لها.واستمرارا للنهج الابوي والحرص السامي على المتابعة المستمرة السلطان خلال لقائه بشيوخ محافظة جنوب الشرقية بتمويل البرامج الخاصة بريادة الاعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدا مضي السلطنة بتنفيذ خططها رغم التحديات، كما وجه بالعمل بمبدأ التكاملية بين الحكومة والمواطنين في تنفيذ المشاريع، بما يخدم الصالح العام.كلنا يعلم إن الأمانة الملقاة على عاتق السلطان عظيمة والمسؤوليات جسيمة، ولكن بحكمته وقيادته، وتعاضد وتكاتف كل ابناء الوطن، فإن الامور تسير كما يراد لها، لذا ينبغي علينا جميعا العمل من أجل رفعة البلاد وإعلاء شأنها، والارتقاء بها لمصاف الدول المتقدمة لما تملكه من مقومات وثروات، وان نعمل على استقطاب الثروات والاستثمار ورجال الاعمال دون قيود او شروط تعجيزية، واليد الواحدة لا يمكن ان تحقق النجاح المنشود دون اليد الاخرى، وهي الايادي العاملة، والانفتاح الخارجي، والسماح لكل عامل احضار اسرته وامواله للعيش بسلام وامان.الاقتصاد هو شريان الحياة، وعُمان لا تزال البلد الامثل لاي مستثمر، اذا نجحنا في تسويقها، وهي الركيزة الاساسية لتكون القلب النابض لرجال الاعمال والاقتصاد والتجارة الحرة، وهي البوابة والمنفذ لاسيا وافريقيا، فعلينا الاسراع كحكومة في تسخير الظروف والامكانيات واصدار القرارات التي تخدم هذا التوجه العام.ان التنمية والرخاء، لا يأتيان دون تسهيلات وحراك مستمر، واتفاقيات ثنائية، وفتح السوق المحلية والتأشيرات، وتسخير الاموال لبناء مصانع مستدامة تعود بالنفع على البلاد والعباد، فتحسن الاقتصاد والتجارة الداخلية من خلال جلب الايدي العاملة وتقديم التسهيلات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة واعطائها العمالة الوافدة التي تريد جميعها ايجاد وظائف لابنائنا الباحثين عن عمل.فسياسة السلطان هيثم بن طارق في اعادة الهيكلة والدمج، ومتابعة النفقات والإيرادات أضحت نتائجها مثمرة، لكن الامر يتطلب ايضا من الحكومة الاسراع في العمل الدؤوب لنجاح تطبيق الرؤية والاستفادة من الاخطاء السابقة، لأن التنمية الداخلية اساسها الاقتصاد ودعم المشاريع وفتح السياحة والبلاد امام العالم، وان تكون محطة اهتمام العالم من اليوم وصاعدا.وما شهدته سلطنة عُمان منذ تسلم السلطان هيثم بن طارق زمام الحكم من تحولات كبرى، وتغيرات، ونجاحات دليل ساطع على الرؤية السليمة، الا اننا نتطلع الى المزيد من النجاحات والتطوير، وان يكون المواطن والباحث عن عمل والمتقاعدون هم الركيزة الاساسية في المرحلة المقبلة، لان هولاء هم شريان المجتمع والحراك الاقتصادي في التنمية واستمرارها، فالتوظيف يبقى الهم الاول للحكومة مع اعادة النظر في المتقاعدين ورواتبهم وحوافزهم وتقديم التسهيلات لهم كما هو في الدول المتقدمة. ها هي سلطنة عمان في العهد الجديد والفكر المستنير تخطو الى الامام بنهج مختلف مصان وسليم، وهي امانة في أعناقنا جميعا، فكونوا يدا واحدة في السراء والضراء متحدين خلف القيادة الحكيمة، آملين ان يكون العمل تكامليا بين الحكومة والمواطنين لتحقيق التطلعات.وفقكم الله ورعاكم سيدي السلطان هيثم بن طارق، وسهل دربكم وطريقكم نحو الصلاح والاصلاح في كل المجالات، وسدد على طريق الخير خطاكم...والله من وراء القصد.كاتب عماني
[email protected]