غلام زرافة… بطل من أبطال الإسلام

قصص إسلامية
أعظم بحار مجاهد مسلم عرفه التاريخ الإسلامي، وبطل الإسلام في المعارك البحرية، وأمير البحار، وواحد من أهم الرجال الذين كان لهم الفضل في مواجهة الروم، أو الدولة البيزنطية الشرقية، في القرن الثالث الهجري، وذلك إبان حكم الدولة العباسية.
كان غلام زرافة فتىً مملوكاً، ولد في بلدة أنطالية في جنوب شرق الأناضول، لكنه وقع في الأسر بعد معركة مع المسلمين، فاستقر في طرابلس عند أميرها زرافة الذي اتخذه لنفسه، وربّاه، وغرس فيه معاني الرجولة والقيادة والإسلام؛ ولذلك سمي غلام زرافة.
وقد أبدى غلام أو ليون الطرابلسي من المواهب والإمكانات ما جعله بعد ذلك أميراً على طرابلس، وقائداً للجهاد البحري.
كما تدرج في سلم قيادة الأساطيل الإسلامية حتى صار من كبار قادة البحر، ثم انتقل إلى القاعدة البحرية في مدينة طرسوس الساحلية؛ التي عرفت بهجماتها المتواصلة على البيزنطيين.
طرسوس مدينة تركية تقع في قيليقيا جنوب البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تابعة لمحافظة مرسين، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن مدينة مرسين و40 كيلومترا عن مدينة أضنة، ونحو 12 ميلا عن جبال طوروس، وفي كتاب “تاريخ الخلفاء” للسيوطي ذكر أن المأمون دفن فيها سنة 218 هجرية.
كما يقول بعض أصحاب الرأي انها مدينة الفتية أصحاب الكهف، على رأي بعض العلماء، اي المكان الذي عاش فيه أصحاب الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
في مدينة طرسوس جمع غلام زرافة تحت قيادته المتميزة أمهر البحارة المسلمين المجاهدين، ومن ثم أصبح قوة بحرية عظيمة تخيف الدولة البيزنطية، وتهاجمها من حين الى آخر، حتى أصبح كابوسًا على أعداء المسلمين في تلك الثغور، لكنَّ أعظم غزوات غلام زرافة، والتي خلَّدت اسمه في المراجع الأجنبيَّة، قبل الإسلامية معركة سالونيك، أو سالونيكا؛ حيث تُعتبر تلك المدينة من أعظم الثغور بعد القسطنطينية العاصمة.
وكان أهم ما ظفر به غلام زرافة في هذه المعركة هو سرُّ السلاح البيزنطي الذي أفشل كثيرًا من محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية، وهو النار الإغريقية التي كانت فعَّالة في صدِّ الهجوم الإسلامي على المدن البيزنطية، فكان امتلاك سرِّ هذا السلاح تفوُّقًا جديدًا في الميدان الحربي البحري، اقتنصه المسلمون على يد بطلهم غلام زرافة.
فرحم الله أمير البحار غلام زرافة بطل الإسلام، وأسكنه فسيح جناته.
إمام وخطيب
محمد الفوزان