غياب الْحِوَار الْأُسَرِيّ

د. خالد عايد الجنفاوي

يؤدي ترسخ الحوار الأسري بين أعضاء الاسرة إلى تقوية علاقاتهم، وتمكينهم من التغلب على مشكلاتهم المشتركة، وفي المقابل، يؤدي غياب أو انْعِدَام الْحِوَار الْأُسَرِيّ إلى إضعاف العلاقات بين أفراد الاسرة، وإلى تعقيد مشكلاتهم في الحياة الخاصة والعامة، ومن بعض أسباب انتشار ظاهرة غياب الْحِوَار الْأُسَرِيّ، ولا سيما في بعض المجتمعات العربية والاسلامية التقليدية، ومن بعض مبادئ وأساليب التغلب على هذه المشكلة الاجتماعية، بعض ما يلي:
-كلما طغت العنجهية والتغطرس وفرض الوصاية الفكرية لدى الآباء والامهات تجاه أبنائهم، أدى ذلك إلى غياب الحوار الاسري العاقل.
-عندما تترسخ التفرقة والتحيز في العلاقات الاسرية، فلا بد أن يؤدي ذلك إلى إضعاف علاقات أعضاء الاسرة بعضهم ببعض.
-يؤدي الغياب شبه المتواصل للأب أو للأم عن الاسرة، ولأي سبب من الاسباب، إلى إضعاف هيكلها الاساسي.
-كلما سمح أحد أو كلا الوالدين لأعضاء الاسرة الممتدة للتدخل في شؤون أسرهم، أدى ذلك إلى تقليل فرص خلق حوار عاقل بين الوالدين وأبنائهم.
-عندما يغيب الحوار العاقل بين الزوجين، فلابد أن يغيب الحوار العاقل عن أسرتهم.
-من المفترض أن يرسخ الوالدان حرية الرأي والتعبير لدى أبنائهما بهدف أن يترسخ لديهم احترام لذواتهم، وليتمكنوا أيضاً من التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بشكل طبيعي وصحي.
-كلما ضعف الذكاء الوجداني لأحد الوالدين أو كليهما، كلما أدى ذلك إلى جهلهما بمتطلبات واحتياجات أبنائهما، ولا سيما حاجتهم للاشتراك في حوار عاقل مع آبائهم وأمهاتهم.
-كلما انغمس أحد أو كلا الوالدين في القبلية أو في الطائفية أو في الفئوية النخبوية والاقصائية، يصعب عليهما الاشتراك في حوار عاقل مع أبنائهم وبناتهم، وذلك بسبب الاختلاف الطبيعي في خبراتهم وتجاربهم الجيلية.
-أحد أهم أسباب غياب الحوار العاقل بين أفراد الاسرة الواحدة، يتمثل في فشل أحد أو كلا الوالدين في الايفاء بمسؤولياتهما الاخلاقية الاساسية تجاه أبنائهما.
-لا علاقة لمستوى تعليم الأباء والامهات بغياب أو بوجود الحوار العاقل في أسرهم، ويعتمد الأمر على غياب أو وجود استعدادات نفسية لدى أولياء الأمور ليكونوا قدوات ايجابية لأبنائهم.

كاتب كويتي
@aljenfawi1969