حسن علي كرمكسب النائبُ في البرلمان العراقي فايق الشيخ علي شهرته العارمة و نجوميته الإعلامية، من خلال إطلالته الدائمة على القنوات الفضائية كسياسي معارض لنظام صدام حسين، وعلى الاخص في الكويت التي اختارها مقراً لإقامته بعد سقوط النظام الفاشستي الديكتاتوري في العراق، و كان من ذرائع مغادرته لندن و اختياره الكويت موطناً للإقامة حسب قوله عندما سألته قال" اخاف على بناتي في أوروبا من العادات الغربية "، وكان ذلك يكفي " لنجفي " مسلم شيعي حريص على دينه متمسك بنواصيه، بل لعل ذلك وازعاً ليقترب اكثر من الجماعات المتدينة على اختلاف مذاهبهم و توجهاتهم عن الليبراليين، غير ان الرجل يجأر ليل نهار انه ليبرالي النزعة وضد الاحزاب الدينية، وحاول ان يؤسس حزباً ليبرالياً بعد عودته الى العراق لخوض الانتخابات البرلمانية الا انه رغم فوزه بعضوية البرلمان، الا ان حزبه "حزب الشعب" استقر على هامش الاحزاب العراقية.ولعلَّ فوزه بالمقعد البرلماني لدورتين، ذلك لا يعني انه اخترق الاحزاب وملك ناصية البرلمان، ومن عجائب او من طرائف و نقائض الشيخ علي ان يطرح اسمه لتولي منصب رئيس الوزراء وهو الشيعي، الذي يطالب بحكومة سنية، لكن في ظل الوضع السياسي العراقي الذي تتنازعه التجاذبات الداخلية والخارجية، لم يكن امامه الا ان يقتنع بمقعده البرلماني والحروب فقط على شاشات التلفزيونات، "وهات يا الردح والتعبيرات النارية"، فضلا عن استيائه وتذمره من الوضع السياسي في العراق و الاحزاب والتكتلات السياسية العراقية التي تدين بالولاء للخارج، والاحزاب الشيعية التي تقود ناصية العمل السياسي في العراق مدعياً فشلها، وعلى هؤلاء التخلي عن منصب رئيس الوزراء ضارباً مثلاً بسورية التي يحكمها العلويون لكن الحكومة سنية!السيـــــد فايق الشيخ علي صاحب اشهر مؤلف عن مجزرة قصر الزهور المعنون "مذكرات وريثة العرش" كسب من خلال هذا المؤلف شهرة واسعة وأظنـــــــــه الكتاب الاكثر مبيعاً من بين كتبه، لكن هذا لا يعني انه مؤلف بارع يوضع جنباً الى جنب مع فطاحل المؤلفين في العراق او خارجه، إلا أن عناوين كتبـــــــه لها جاذبية بغض النظر عن المحتوى، ما يهمني من كل ما سبق قوله هو تشكيكه بالمواطنين الخليجيين من الأصول الشيعية او الشيعة.وللتوضيح فإن شيعة الخليج ليسوا كلهم اصولهم من بلاد فارس -إيران حالياً- فشيعة الخليج غالبيتهم جذورهم عربية، بل وعروبيون قوميون، فإن يشك فايق الشيخ علي الذي تعود اصوله الى آذربيجان المقاطعة الفارسية، بولائهم كلهم او قلة منهم بزعمه "انهم يؤيدون النظام الايراني و انهم يريدون تغيير دولهم الخليجية لمصلحة ايران "فالحقيقة، لا ادري من اين استقي هذه الترهات، هل فتح قلوب الخليجيين الشيعة، ام سمع ذلك عبر القنوات المعادية التي تنثر السموم و الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، وهنا اذكره إذا نسي، او تجاهل او لم يسمع او يقرأ بحكم كونه كان انذاك مازال طفلاً، ان شيعة البحرين على سبيل المثال في الاستفتاء الذي أُجري بإشراف الامم المتحدة في مطلع سبعينات القرن الماضي عن رايهم في الانضمام الى ايران اوالاستقلال، و كان الرأي الصاعق و القاطع الاستقلال و الولاء لتراب وطنهم البحرين. اما شيعة الكويت لعلم الشيخ علي، فقد شاركوا في الحروب والغزوات التي حاقت بتراب وطنهم الكويت واستشهدوا في تلك الحروب وآخرها الغزو العراقي أغسطس 1990.
إن الكلام والتهم لا ينبغي ان ترمى بلا دليل فقط للفت الأنظار و كسب رضا فئة على حساب المجموع، فايق الشيخ علي لا نشك في حبه وولائه للعراق رغم حمله الجنسية البريطانية، و لكن لا نشك في تمسكه بمذهبه الشيعي الامامي، شانه في ذلك شأن كل الشيعة الخليجيين الذين ولاؤهم حتى الموت لاوطانهم. ليطمئن ابن الشيخ و ليطمئن كل الشكاكين بشيعة الخليج بدءًا من الكويت و انتهاءً بسلطنة عمان لا ولاء للشيعة الا لاوطانهم و انظمتهم، وإذا كان في العراق احزاب موالية لإيران فأنا على يقين انها حالة عابرة و سوف ياتي يوم قريب لتنقشع تلك الغيوم و يبقى للعراق وجهه النقي. هناك عن جهل او خبث او دسيسة يحاول البعض إضرام نيران الفتنة بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحد، لكسب رضا الحاقدين و الجهلة، غير مدركين ان الحفرة التي يحفرها بيده سيكون هو اول الواقعين فيها، ليطمئن الجميع، الخليجيون بكل اطيافهم ومكوناتهم مواطنون مخلصون لأوطانهم متمسكون بترابها.صحافي كويتي
[email protected]