الاثنين 19 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

فشل التعليم في تحقيق الأهداف الاجتماعية

Time
الخميس 18 مارس 2021
View
5
السياسة
د.حمود الحطاب

حفظنا، ونحن في أي مرحلة دراسية أولية كانت، أن الإنسان اجتماعيٌّ بالطبع؛ وقلت حفظناها حفظا؛ وهي معلومة تستحق منهجاً تعليمياً كاملاً يحققه التعليم بأكمله؛ ويمكن تسميته اجتماعية الإنسان؛ وليس مجرد حفظ مفهوم أو معنى؛ وليس هذا المنهج منهج الاجتماعيات الذي يدرس في المدارس؛ فالفرق في ذلك سيكون عظيماً. وكما قصصنا عليكم قصصاً في موضوع أن الانسان لا يكون انسانا بغير التربية فهي التي تؤنسنه؛ ونحن نقص عليكم في هذه الفقرة الاجتماعية في عالم التربية قصصا سريعة عن أن الإنسان قد يموت من غير اجتماع انساني.
فقد قرر الملك الفرنسي هنري ان يعزل مجموعة من الاطفال الرضع عن الجانب الاجتماعي لغرض معرفي في نفسه يريد معرفته، والتأكد منه؛ فيمنع التحدث معهم بغية اكتشاف اللغة التي سيتكلمونها من غير سماع اي لغة من أي أحد؛ وذلك حين يحين مطلب تحدثهم؛ فعزلهم تماما عن اي محادثة معهم؛ وطلب العناية بمأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم وصحتهم؛ وبدلا من أن تثبت التجربة ما هدف الى معرفته؛ فقد اثبتت شيئا آخر مختلفا تماما، ولم يكن في الحسبان؛ وهو أن عزلة الاطفال عن اجتماعية الملاغاة من قبل مربيهم، وهي جانب اجتماعي مهم يغذي الحياة في الانسان؛ فلقد ادت العزلة تلك الى وفاة الاطفال؛ واثبتت التجربة ان الانسان كائن اجتماعي قد يموت عند حرمانه من الاجتماع الانساني؛ وهكذا يعذب الجلادون، ايضا، مسجونيهم بالسجن الانفرادي بحرمانهم من روح الحياة التي فيها يحيا الانسان، وهي روح الاجتماع واللقاء الانساني.
وقد جرَّب أحد الفراعنة من قبل تجربة الملك هنري نفسها فعزل مجموعة من الاطفال عن التحدث معهم؛ فماتوا أيضا.
تعليقاً على ذلك اقول: إن اطفال العالم عندما يكونون عرضة للتجارب واجراء الاختبارات الخطيرة عليهم فهنا تسقط انسانية الانسان، ونحن نتحدث عن انسنة الانسان واجتماعياته! فهل عقلت وزارة التربية اهمية ان يدور محور التعليم كله على بناء اجتماعية الإنسان بعد أنسنته؟ إن التعليم يحتاج الى أن تكون قاعدته الاساسية تحقيق الاجتماع الانساني؛ هذا ما سنكمله في المقالات المقبلة إن شاء الله، وسنثبت ان التعليم فشل في تحقيق هذا الهدف بشكل مقصود ومدروس.

كاتب كويتي
[email protected]
آخر الأخبار