فهم التربية في السياق التاريخي ضرورة

د.حمود الحطاب

لا يوجد شيء في عالم الحياة يُخْلَقُ من العدم بعد أن اوجد الله الحياة كما يشاء، وهو العليم الخبير، وهو العليم الحكيم، وهو القوي العزيز.
وتَنَقُّل المفاهيم التربوية من طبيعة لأخرى عبر العصور والحضارات والدول والمجتمعات البشرية لم يأت من فراغ؛ فهناك تاريخ للتربية أوجد كلمتها الأولى، كما اشرنا في مقالة سابقة؛ فقد كانت التربية البدائية لما نسميه الانسان الأول تركز على تدريب الافراد على كيفية الحصول على الرزق وهي...هي في نظري التربية نفسها عند الاستاذ الفيلسوف جون ديوي في العصر الحديث، وديوي ابو التربية المعاصرة كما يلقبونه، وتسمى تربيته بالبرامغتية (البرامغمسية)؛ وتعني التربية النفعية؛ وهي...هي التربية البدائية تماما؛ إنها التربية النفعية وهي التربية الاسلامية:" اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع".
فالتواصل الثقافي والفكري في الاهداف التربوية ومعانيها ومفاهيمها اتصل عبر الحضارات والأزمان والثقافات، ليؤكد ما عليه الانسان الأول وهو التربية النفعية؛ فلا قيمة للتربية إن لم تحقق نفعا للفرد اولا؛ فمن حقه أن يحصل على الفائدة، ويجني ثمرها من تربية المجتمع لقدراته قبل كل شيء، فليس الإنسان قد خلق خادما للغير من دون ان يعم نفع خدمته ذاته والمقربين اليه درجة درجة، وبهذا الاحتراز ننأى ونبتعد عن الفكر الشيوعي الذي يُخَدِّم الانسان للدولة، ويستعبده مقابل لقمة العيش؛ يا للبؤس.
فهل تربيتنا في المجتمع الكويتي تربية نفعية، ايا كانت تسميتها؟ تريدون إجابتي؟
اقول: إنها تربية محدودة النفع لكل الاطراف المتصلة بتكوينها والمتأثرة بها؛ فهي عشوائية بنسبة عالية جدا، تحلق في عالم غير متناهٍ من التوهان؛ ولا اناقش هذه القضية الآن؛ وانظروا الى مستوى مؤسسيها وبُناتها، والى مخرجاتها عبر عقود من الزمن طالت لياليها المتخبطة.
التربية بعد ذلك تخدم المحيطين بالانسان المُدَرَّبِ؛ المتربي المصقول في قدراته، ايا كانت درجات الصقل؛ وهي في الدائرة الاكثر اتساعاً تخدم مجتمع الفرد، ومنها تخدم المجتمعات الانسانية، فخير الناس أنفعهم للناس.
وسأستعرض، وعلى أقل من المهل، تنقلات المفاهيم التربوية عبر العصور لنرى أين نحن من العالم في تربيتنا التي اضطلعت بها الدولة، بمؤسساتها التعليمية الحديثة؟
ولا أريد أن أتطرق الى التربية في عصرهــا الاول في مجتمعنا من خلال مؤسساتها، فلست قائمــــــا بالحديث عن هذه الدائرة المحدودة.
وللحديث تتمات إن شاء الله...تابعونا من فضلكم.

كاتب كويتي
[email protected]