فيتامين "D3" يعالج الاكتئاب ويخفض تأثيرات أمراض السرطان

لندن- وكالات: يؤدي فيتامين "D3" دورا مهما في قوة العظام، كما أنه يقوي جهاز المناعة ويدعم الصحة العقلية.
وتقرير مطول نشرته مجلة "بزنس إنسايدر" كشف علماء عن اهمية هذا الفيتامين الذي يمكن الحصول عليه أساسا من المحار والأسماك الدهنية، مثل السلمون والتونة، وصفار البيض، والحليب النباتي، ومنتجات الألبان المدعمة، مثل الحليب والزبادي وبعض أنواع الجبن، وعصير برتقال مدعم بالفيتانيت، وحبوب الإفطار.
كما يمكننا أيضا الحصول على الكثير من فيتامين"D3" ببساطة عن طريق التعرض للشمس، حيث يؤدي الجسم الى تصنيع هذا الفيتامين عندما تتعرض البشرة لأشعة الشمس.
هل فيتامين"D" هو نفسه فيتامين "D3"؟
فيتامين"D3" ونظيره"D2" كلاهما شكل من أشكال فيتامين "D".
ويوجد فيتامين "D2" في المصادر النباتية والفطر والخميرة، والمكملات الغذائية، فيما يوجد فيتامين "D3" في المنتجات الحيوانية، وينتجه الجسم من أشعة الشمس.
ويوفر كلا النوعين الفوائد نفسها ويساهمان في مستوى فيتامين"D" بعامة، وفي هذا الشأن قالت اختصاصية التغذية في عيادة التغذية لصحة الجهاز الهضمي في لندن تايلور موري: "إن فيتامين" D3" أسهل في امتصاص الجسم له، لذا فهو يرفع مستويات فيتامين "D" بشكل أكثر فعالية".
اما عن فائدته قالت: "لهذا الفيتامين تأثيرات إيجابية متعددة على صحتك الجسدية والعقلية، بما في ذلك: دعم صحة العظام، اذ يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور - وكلاهما يعزز صحة العظام. وينظم أيضا ويحفز بانيات العظم، وهي الخلايا المسؤولة عن تكوين العظام".
اضافت: "من دون فيتامين"D" الكافي، لن تكون قادرا على امتصاص ما يكفي من الكالسيوم للحفاظ على كثافة العظام، وقد يؤدي نقص الكالسيوم إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، اذ يمكن أن يؤدي نقصه إلى الإصابة بالكساح، وهي حالة تؤدي إلى إضعاف العظام وتلينها عند الأطفال".
في المقابل ربطت الدراسات المستويات المنخفضة من فيتامين "D" بالاكتئاب، رغم أن الرابط الدقيق بينه وبين الاكتئاب لا يزال غير واضح.
وببساطة، لا يعرف الخبراء ما إذا كانت المستويات المنخفضة من فيتامين دال تساهم بشكل مباشر في الاكتئاب، أو إذا كانت هناك عوامل معينة، مثل نقص ضوء الشمس أو النظام الغذائي الذي يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، تساهم بشكل مستقل في كل من الاكتئاب ونقصه.
ومع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن مكملات فيتامين "D" قد تساعد في تخفيف الاكتئاب، وحللت مراجعة لاربع دراسات، أجريت عام 2019، مع ما مجموعه 948 مشاركا يعانون من الاكتئاب وخلصت إلى أن مكملات الفيتامين لها تأثير معتدل في تقليل أعراض الاكتئاب.
ومع ذلك، فإن نتائج الدراسات الأخرى حول الفيتامين والاكتئاب مختلطة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن مكملات الفيتامين لا تفعل الكثير لتحسين أعراض الاكتئاب.
وقد تساعد الأبحاث المستقبلية في إلقاء مزيد من الضوء على العلاقة بين هذا الفيتامين والاكتئاب والفوائد المحتملة للمكملات الغذائية.

تنظيم جهاز المناعة
وفقا لدراسات عدة جديدة يدعم فيتامين "D" جهاز المناعة من خلال تنظيم إنتاج الخلايا البائية والتائية، التي تقضي على مسببات الأمراض، ومن خلال دعم الخلايا التي تقاوم البكتيريا والفطريات.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث، لكن تناول مكمل الفيتامين يمكن أن يوفر بعض الحماية خلال موسم الإنفلونزا عبر تقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
وقد يؤدي الفيتامين أيضا دورا في أمراض المناعة الذاتية، وهي الحالات التي يصبح فيها جهاز المناعة لديك مفرط النشاط ويهاجم جسمك.
وربط الخبراء المستويات المنخفضة من فيتامين دال بكل من ظهور وتطور: مرض التصلب المتعدد، والذئبة، والتهاب المفصل الروماتويدي، وداء السكري من النوع الأول، و مرض التهاب الأمعاء.
وعلى الجانب الآخر، قد تساعد مكملات الفيتامين في خفض خطر الإصابة بهذه الحالات، وكذلك خطر الإصابة بالسرطان،
تشير بعض الأبحاث إلى أن المستويات المنخفضة من الفيتامين قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، فيما أبحاث أخرى تؤكدان من لديه مستويات عالية من فيتامين "D" فهو أقل عرضة للوفاة من السرطان.
وتمت دراسة دور الفيتامين والسرطان في أغلب الأحيان في سرطان القولون والمستقيم والثدي والبروستات والبنكرياس، واكدت الدراسات ذلك.
وتشير الأبحاث إلى أن الفيتامين يقدم بعض الفوائد الوقائية لكل نوع من أنواع السرطان هذه، مع وجود قاعدة أدلة قوية لسرطان القولون والمستقيم.
ما هي كمية فيتامين D3 التي تحتاجها يوميا؟
يُقدر المدخول الغذائي المرجعي (RDA) لفيتامين D بـ:
- للرضع 0-12 شهرا: 10 ميكروغرام (mcg) أو 400 وحدة دولية (IU)
- للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاما: 15 ميكروغرام (600 وحدة دولية) يوميا
- للأشخاص فوق سن 70: 20 ميكروغرام (800 وحدة دولية)
وقد يكون من الصعب الحصول على ما يكفي من الفيتامين من الطعام، خصوصا إذا كنت:
- تتناول نظاما غذائيا نباتيا
- لديك حساسية من الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من فيتامين D
- لديك حالة صحية تؤثر على قدرة جسمك على امتصاص فيتامين D
لكن قضاء الوقت في ضوء الشمس الساطع ثلاثة أيام في الأسبوع، مع كشف ذراعيك وساقيك، يكون كافيا لمساعدتك على تجنب نقص الفيتامين.