كتب - مفرح حجاب:رأى الفنان فيصل العميري، ان تقليص عدد الأعمال الدرامية هذا الموسم رغم ما حققته من نجاح الموسم الماضي أمر طبيعي من أجل رفع مقوماتها والاهتمام بجودتها، وقال ان الاهتمام بالعديد من الأعمال، التي لا ترتقي بالمشاهد قد تكون هي الأزمة بعينها على مستقبل الدراما، بينما تقليص الأعمال من شأنه أن يجعل الممثل يفكر في عمل واحد فقط بدلا من مشاركته في مجموعة من الأعمال لاتسمن ولا تغني، مشيرا إلى ان تركيز الممثل على المشاركة في عمل واحد سيجعله أكثر وعيا في تجسيد الشخصية و"الكراكتر".وأوضح العميري ان الفضائيات، التي تتعامل مع الدراما الخليجية ما زال عددها قليل، إلا أن المشفرة منها تساهم بشكل أو بآخر في وجود دراما جيدة، إذا وضع في الاعتبار أن الكثير من المنتجين لا يستطيعون التعامل معها، لأن لها شروطا معينة في صناعة الأعمال حتى تتماشي مع شريحة الجمهور التي تشاهدها، ملمحا إلى أن الأعمال التي يتم سلقها في دراما رمضان قد لا تشتري منها شيئا.ولفت العميري إلى أن الدراما المصرية تطورت بسرعة لأسباب كثيرة منها أن السينما تراجعت بعد ثورة يناير واهتم النجوم الكبار بالمشاركة في الدراما التلفزيونية، فخرجت أعمال مصرية مبهرة جعلت الشارع العربي يعيد التفكير في الدراما ويتساءل لماذا جاء نجوم السينما إليها، منوها الى أن مسلسل "موجة حارة"، الذي تم تصويره بشكل سينمائي فجر أمورا كثيرة في هذه الصناعة فنيا وفكريا.واضاف العميري في لقاء مع "السياسة": الدراما المصرية اهتمت بالصورة بشكل جيد، وكانت البداية مع مجموعة من الأعمال من بينها "أفراح القبة، غراند أوتيل"، ما جعل هناك جماهيرية كبيرة لتلك المسلسلات، مبينا ان مشكلة الأعمال الكويتية تكمن في أن الأموال تذهب في غير مكانها، لذا ما زال السوق الدرامي الخليجي محدودا طالما لا يشاهدها سوى أهل الخليج فقط.وتابع العميري: لا ننكر ان هناك حقبة زمنية كانت الأعمال الدرامية فيها متميزة، أما الآن مهما كثرت، تظل الأعمال كالذي لديه مجموعة من القمصان تحمل نفس الجودة ولكنها متعددة الألوان، مشيرا الى ان الفردية والعلاقات والمحسوبيات هي من خلقت ما يسمى بالموسم الدرامي.ودعا الفنان العميري تلفزيون الكويت، ان يكون له دور حقيقي في الارتقاء بصناعة الدراما وتشجيع الأعمال المتميزة والمنتجين الذين يصرفون عليها بشكل جيد، في ظل المرض الذي يعاني منه المسرح الآن ويحتاج معه إلى وقفة حقيقية، مشددا على الاهتمام بصناعة السينما لأنها المستقبل.ولخص الفنان فيصل العميري مشكلة الدراما في عدم جودة النصوص، وقال انها المشكلة الحقيقية، فلا يوجد أحد من المنتجين يقدم قضية حقيقية مثل فكرة المتشرد، وانا لا أقصد المتشرد الذي ليس لديه منزل أو سكن ولكن المتشرد فكريا وثقافيا واجتماعيا، لافتا إلى أن النصوص في حقبات زمنية كثيرة كانت تحرك الوجدان مثل "درب الزلق، خالتي قماشة، ليالي الحلمية، رأفت الهجان، دموع في عيون وقحة، الشهد والدموع" وغيرها.واضاف العميري: ان دخول ما يسمى بأعمال المقاولات هو ما جعل صناعة الدراما تتراجع، والمطلوب الآن العمل على إعادتها إلى مكانها الطبيعي حتى تؤثر في الوجدان من جديد، متمنيا من المنتجين العمل على تطويرها بشكل أفضل مما يحدث الآن.