السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

في ذكرى الراحل الدكتور أحمد البغدادي

Time
الأربعاء 07 أغسطس 2019
السياسة
يوسف عبدالكريم الزنكوي

قبل تسع سنوات، وفي مثل هذا اليوم تحديداً، والذي وافق يوم الأحد الثامن من أغسطس من العام 2010، رحل عنا المفكر الإسلامي الكبير الدكتور أحمد البغدادي، تاركاً وراءه إرثاً من المقالات المثيرة للجدل، وعدداً من الكتب الإسلامية التي أثرت المكتبة العربية، وهي كتابات تفيض بفكر ديني حر لا يعرف القيود، وآراء فتحت أبواب النقاش على مصاريعها حول حقيقة الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح.
كل هذا الفكر المستنير أثار به الدكتور البغدادي دنيا الحوار الديني بين مختلف تيارات التأسلم السياسي قبل سنوات، ولم يقعدها إلى اليوم، إلا أنه يبدو أن الناس، بعموم توجهاتها، نست أو تناست هذا الرجل الذي ملأ دنيانا صخباً حوارياً عندما كان يدفعنا دفعاً نحو إعمال الفكر في ما يفيد الوطن، فخلال هذه السنوات التسع الماضية لم يتطرق أحد، لا من أتباع الدكتور البغدادي، ولا أحد من مريديه أو مؤيديه إلى مآثره الفكرية، في ذكرى وفاته السنوية على الأقل، وكأن الأمر لا يعنيهم، رغم أن الأوضاع السياسية تبدلت نحو 180 درجة، وتمت تعرية الكثير من المتدثرين بأردية التأسلم السياسي.
يبدو أن المفكرين والكتاب والعباقرة والعقلاء في بلادي، وذوي الإمكانات الخارقة في الدول العربية والإسلامية، هم المبادرون بالأفكار الجديدة، وهم الخلاقون والمبدعون نيابة عن الشعب من أجل الشعب. إلا أن هؤلاء المفكرين أيضاً وفي الوقت نفسه، ينتقلون من المواقع الأمامية في القيادة، ليلقى بهم وراء الصفوف الخلفية، ويصبحون ضحايا وأكباش فداء في الدول العربية والإسلامية فقط، وكأنهم يقتلون في سبيل الشعب والوطن مرتين.
مرة يقتلون عندما ضحوا بأوقاتهم وجهدهم وبمتطلبات أسرهم، ومستقبلهم المهني، ومنهم من فقد وظيفته في سبيل قضايا الوطن والمواطنين، ويقتلون مرة أخرى عندما يصبحون سجناء رأي، من دون أن يتقدم أحد من مريديهم أو من أتباعهم، أو داعميهم من أفراد الشعب لتقديم الدعم والمساندة لهذا السجين الذي دافع عن قضايا الشعب، وكأن الشعب صار هو الذي يضحي بهؤلاء المفكرين.
مثل هذا السلوك ليس غريباً علينا نحن العرب، لأن فكرنا الاجتماعي أفرغ تماماً من الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين من أفراد المجتمع، وكأننا كنا نشاهد فيلماً ممتعاً، لكن عندما وصل الفيلم إلى نهايته، أدرنا ظهرنا لنشاهد فيلماً آخر، فالسجناء السياسيون في البلدان العربية، على سبيل المثال لا الحصر، ضحوا من أجل الشعب ومن أجل المصالح العامة، إلا أن للأسف الشديد نجد أن الشعب نفسه يضحي وبسهولة غريبة بأبطاله الشجعان. لأننا لا نسمع عن إضراب أو تظاهرة احتجاج دفاعاً عن سجناء سياسيين في أي بلد عربي إلا نادراً.
يحدث هذا رغم أن عدد السجناء السياسيين في الدول العربية والإسلامية أكثر من أي بلد آخر في العالم. وكأن عامة العرب والمسلمين يتصرفون مع قضايا السجناء السياسيين على إنها قضية فردية أو شخصية، لا دخل لهم بها، وتخص أسرة السجين وحدها، وعليها أن تواجه القضاء أو الأجهزة الأمنية وحدها. ورغم أن القبلية والطائفية تنخر في أساسات المجتمعات العشائرية في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، والكويت ليست إستثناء، إلا أننا نادراً ما نشاهد تدخلات عشائرية في القضايا السياسية، وإن حدث ذلك، فهو أقصى ما يمكن أن يضحي به أي مجتمع عربي، ومثل هذا السلوك الاجتماعي، بتناقضه الغريب، يعد من أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية.
قد يكون مفهوماً أو "مهضوماً" أن تضحي السلطة بأفراد تطلق عليهم في العادة صفة المتمردين أو المنشقين عن طاعة ولي الأمر، حتى وإن كانوا بمستوى المفكرين أو الأدباء أو السياسيين، أو العلماء أو الفنانين، لكن ما لا يفهم له معنى هو تضحية الشعب نفسه، وليس السلطة، بهذه الفئة من أفراد الشعب.
لهذا لم يعد مستغرباً هذا الجفاء والنكران لتضحيات الراحل الدكتور أحمد البغدادي، لأننا لم نر كاتباً أو سياسياً، أو حتى زميلا من زملاء العمل لهذا المفكر الفذ، ولا أي من عشاق الكلمة الحرة والرأي الحر والفكر المنفتح يقوم بتأبينه سنوياً، ولو بكلمة طوال السنوات الماضية.
ألف رحمة تنزل عليك يا بوأنور، كنت شوكة سامة في خاصرة الفاسدين في بعض التيارات السياسية، متأسلمة كانت أو غير ذلك.
...وللحديث بقية.

"شصاير فينا؟:
من رئيس القسم لي حَد الوزير
نادر اللي له نوايا صالحه
ناقة الديره اتركوها في الهجير
وعقْب حَلْب الديد... قالوا "مالحه"!
أصغر مْوظف... إلى أكبر مدير
منهو ما خلّاها "عِزْبه" لصالحه؟
"كالحه" هذي الليالي يا عشير
واقرا في القاموس معنى "الكالحه"!
في أوضح من الشاعر "وضاح"؟

اعلامي كويتي
آخر الأخبار