محمد الفوزانمنذ سنوات ومحطة "mbc2" الفضائية تعرض فيلما مشوقا، ومغامرات القرصان جاك سبارو الذي ادى بطولته الممثل جوني ديب في الفيلم الهوليوودي الشهير"قراصنة الكاريبي"، كما تناولتها الكثير من الافلام الهوليوودية المليئة بالمغامرات، لكنها افلام خيالية بعيدة عن الشخصية الحقيقية، وهي في الأصل لمجاهد مسلم اسمه جاك وارد أو جاك سبارو، وهي تعني جاك عصفور، لانه كان مهووسا بالطيور الصغيرة خلال وجوده في تونس حيث سماه العرب جاك عصفور.تعالوا لنتعرف أكثر على حكاية هذا القرصان الذي ولد في انكلترا ومات في تونس عندما كانت تحت الحكم العثماني.ولد جاك سنة 1553 ميلادية في جنوب شرق انكلترا من عائلة فقيرة، وقضى سنوات شبابه في صيد اسماك المستنقعات، ثم اصبح اخطر قرصان، والاكثر مهابة في العالم بعد غزو الارمادا الاسبانية لانكلترا في عام 1588 حين كلفته اليزابيث الاولى بالعمل كقرصان ضد السفن الاسبانية، لكن بعد اعتلاء جيمس الأول العرش سنة 1603 انهى الحرب مع اسبانيا، وبالتالي توقفت القرصنة ضد السفن الاسبانية، ثم التحق جاك بالبحرية الملكية البريطانية، حيث تم وضعه في قاعدة حربية بحرية، وعمل على متن سفينة تسمى "ليونز ويلب"، وبعد اسبوعين قام جاك و30 من زملائه بخطف السفينة ثم الابحار بها الى جزيرة وايت، ثم استولى على سفينة اخرى تسمى "ذا فيوليت" ثم كان هو وطاقمه يهاجمون السفن التجارية لمدة سنتين، ومر قرب ساحل مدينة سلا المغربية في عام 1605 فالتقى ببحارة انكليز وألمان انضموا اليه.اتفق جاك مع حاكم تونس العثماني عثمان داي على استخدام تونس قاعدة للعمليات، حيث وفّر له الحاكم الحماية، ثم دخل جاك الاسلام هو وطاقمه، وغير اسمه الى يوسف ريس، ما أدى الى صدمة عارمة في اوروبا، قام على إثرها الكثير من ادبائها بإدانة جاك وارد في اعمالهم الادبية، كما صورته افلام هوليوود بأنه سكير عربيد، وفعلا كان سكيرا قبل الاسلام، لكنه بعد اسلامه توقف عن شرب الكحول، وتزوج من شابة هاربة من الكنيسة بعدما أسلمت واسمها جاسمينا الصقلية.من الأمور المهمة في حياة هذا القرصان التي اغفلتها هوليوود، اسلامه وتأديته دورا محوريا فعالا في انقاذ الآلاف من اليهود والمسلمين الفارين من أراضيهم في اسبانيا بعد سقوط الاندلس، وتنكيل محاكم التفتيش بهم واضطهادهم، حيث كانت تلك المحاكم تجبرهم على التنصر وترك دينهم، وذلك في القرن السادس عشر الميلادي.عاش يوسف ريس ما تبقى من حياته في تونس الى ان وافاه الاجل.رحمه الله رحمة واسعة.
[email protected]