قاطع اذا أردت… لكن بأدب

لحسن حظي، او لسوئه، وجدت نفسي في إحدى المجموعات التي تخص المقاطعة بوسائل التواصل نصرة لاخواننا في غزة، فكانت البداية حسنة ومشجعة.
لكن مع مرور الوقت دهشت من نوعية المشاركات التي فيها محظورات أدبية وشرعية، وأمور خارجة عن نطاق العقل والمنطق، اذكر منها باختصار، ان أحدهم يدعو لمقاطعة برنامج "إنستاغرام"؛ لأنه يدعم الصهاينة، ثم بعد ذلك يرسل مشاركة بقائمة الشركات التي يجب مقاطعتها على البرنامج نفسه، الذي يدعو لمقاطعته، وآخر عندما علم باتساع دائرة الشركات والماركات المشهورة، ووصولها الى الهاتف الذي يحلمه، تراجع وحدد المقاطعة بمقهى ومطعم شهيرين، بحجة التركيز بالمقاطعة، وآخر مهتم بإضافة شركات بديلة عن الشركات المدرجة في قائمة المقاطعة، في تصرف قد يدخل فيه التكسب التجاري من طرف ضد آخر.
لذلك كان لزاما علينا نصحهم وتوجيهم في المجموعة وقد تم ذلك، واليوم أضع هذه المقالة للعامة لتصحيح المسار، وتبيان الأخطاء حتى لا يظلم أحد بالمقاطعة.
أولا: إذا كان هدف المقاطعة ديناً ندين الله به، فيجب الرجوع في هذا الأمر الى العلماء الراسخين، والالتزام بآرائهم وعدم الخروج عليها، فلا إفراط ولا تفريط بالمسألة، ولا تشنيع بالاتهام، مادام الكل في حدود الشرع والشريعة، التي كلها خير للإنسان، فهي تأخذ بأعلى المصالح أن كثرت، وأدنى المفاسد أن عظمت، وتأمر بالعدل، ولا تسمح بالتجاوز حتى المخالفين.
ثانيا: التثبت من شركات التي يتداعون بمقاطعتها بأن تكون ضالعة فعليا بدعم الصهاينة بصورة مباشرة، ليس فيها لبس، فلا ضرر وضرار، ولا ظلم وتعدي على الآخر، وكما أوصى رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله عرضه".
ثالثا وأخيرا: العواطف أن تضبط اذ تأتي بالعواصف، وتعصف بصاحبها دعوة تعقل وتفكر لكل من تجاوز في الآراء، وانتقد وشنع، واتهم بالباطل وظلم الناس، وآذاهم في رزقهم، أن يراجع نفسه في الحدث والأحداث المقبلة، وأن يضبط عواطفه وسلوكه، ويتبصر في المركب، والطريق الذي سار به، ليأخذ من موضوع المقاطعة عبرة له، فالكل يسأل يوم القيامة عن أقواله وأفعاله، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، اللهم إنا نعوذك بك أن نَظلم أو نُظلم، أو نَجهل أو يُجهل علينا.
كاتب كويتي

[email protected]

مشعل صنت العدواني