الأخيرة
قال شنو اللي حادك على المُر؟
الجمعة 14 أكتوبر 2022
5
السياسة
علي أحمد البغليعنوان المقالة هو المثل "شنو اللي حادك على المر"؟ قال: "اللي أمر منه"! والمر هنا مقصود فيه المخدرات التي غزت الكويت بشكل مرعب! ومتعاطيها تزداد لديه الروح الاجرامية بعشرات الاضعاف عن متعاطي المسكرات، التي يركز المنتمون الى "طالبان" في الكويت عليها، لان هناك ذكرا عن منع تناول الخمر قبل الصلاة وغيرها، فيما اهمل هؤلاء التعليمات الدينية المتشددة بما تفعله المخدرات بجسم وعقل الانسان من عداء وميل للعنف، وهو الأمر الذي نراه يوميا في شوارعنا من قبل الشباب، فالشاب منهم يقود سيارته ذات الدفع الرباعي بسرعة مهولة، معرضا حياته وحياة رواد تلك الشوارع للخطر الجسيم، رغم أنه يرى الاشارة التي تبعد عنه أمتارا قليلة هي حمراء اللون! "وثيقة القيم" سيئة الذكر لم تذكر المخدرات أو تشر اليها! وتقول الاخبار ان في الكويت هناك مئات الملايين من الدنانير يجري غسلها سنويا أمام مرأى ومسمع أجهزة الدولة، وأن الاصلاح يبدأ من "دك رؤوس" هذه العصابات الفاسدة التي حولت الكويت الى مرتع لغسل الاموال وبيع السموم. *** ظاهرة تعاطي المخدرات في الكويت، بين الشباب خصوصا، باتت مصدر قلق للحكومة والمجتمع الكويتي (ما عدا القلة "الطالبانية الداعشية") التي تراقب أخبار أعداد المدمنين بمراكز التعافي في ظل تزايد العوامل المشجعة للمراهقين، وسهولة – نكرر – سهولة الوصول للمخدرات بوسائل التواصل الاجتماعي! والأجهزة الحكومية ممثلة بوزارة الداخلية والجمارك تضبط، مشكورة في كثير من الأحيان، عمليات ادخال المخدرات، ولكن ما يدخل هو عشرات أضعاف ما يُضبط! فقد قدرت بعض المصادر أن 200 مليون دينار كويتي، أي نحو 600 مليون دولار اميركي، هي حصيلة تجارة المخدرات في الكويت، وأن هناك 25 الف مدمن غالبيتهم من الشباب، وأن عدد جرائم المخدرات في الكويت تقدر بسبع جرائم يوميا. وبدل أن يفكر لنا الكثير من المتأسلمين بحل جذري لهذه المشكلة مع "الرشيدة"، التي تتلف آلاف الزجاجات من الخمر شهريا في الصحراء، ملوثة أرض الكويت المحدودة، نجد هؤلاء ("طالبان" الكويت) يرمون بالأسباب على الدول المتاجرة بالمخدرات القاتلة، كلبنان وايران لأسباب عقائدية، لان تلك المخدرات ليس لها مصنع أو تاجر واحد في المنطقة، فهي قد تأتي من تلك الدول، أو دولة آسيوية أخرى كالهند وتايلند وغيرها، لذلك وقد رأينا التسامح في تداول الممنوعات الاصولية، وما شابه في دول العالم كله، وفي كل دول الخليج اخيرا، ما عدا "هذي الكويت" الطالبانية. نرجو أن يفيق الشرفاء القلائل في مجلسنا الجديد ويجدوا لنا حلا بدل أن نردد كما تقول جداتنا العجائز: "قال شنو اللي حادك على المر"؟ رد قائلا: "اللي أمر منه"، أي أن كلا الذاهبين بالعقول كالمُرْ، لكن فيه مُرْ أي أشد مرارة من المُرْ الآخر. ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم