السبت 27 يوليو 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قتل الإبداع الشبابي يتكرر في "مطعم بيان"!
play icon
تجهيزات المطعم لإزالة البقالة والافتتاح (تصويرـ محمد مرسي)
المحلية

قتل الإبداع الشبابي يتكرر في "مطعم بيان"!

Time
السبت 09 سبتمبر 2023
View
322
السياسة

أصحابه لجأوا إلى فكرة "البقالة الديكور" للفت الانتباه… و"الأغذية" أزالتها لعدم وجود ترخيص

  • المغردون: فكرة البقالة ديكور لجذب الانتباه في فترة الافتتاح التجريبي و"ما ينباع فيها شي"
  • جمعية بيان: المستثمر افتتح المطعم دون إبلاغنا فتم اتخاذ الإجراءات وإغلاق الموقع
  • صفر: إغلاق المطعم تدخل في الحريات والأولى إغلاق المقاهي التي تحولت أماكن مشبوهة
  • مطر: إغلاق مثل هذه الأماكن المخالفة للعادات والتقاليد سيحمي الشباب من الانحراف!





جابر الحمود وفارس العبدان

في 2021، هرع مفتشو وزارة التجارة إلى أحد المجمعات التجارية الشهيرة، لا لمحاربة جشع التجار وكبح جماح الاسعار والغلاء المتفشي أو لوضع حد لاحتكار بعض السلع، بل لإزالة مجسمات من محل تجاري، بعد حملة شنها عدد من النواب والمغردين على وسائل التواصل.
كان المبرر المعلن أن وجود المجسمات ـ أو ما وصفت بأنها "أصنام وأوثان" ــ مخالف للشريعة الاسلامية، حدث هذا على الرغم من أن المجسمات موجودة في مئات، بل آلاف المحال التجارية التي تبيع الملابس الجاهزة وهي موجودة كذلك في كل دول العالم بما في ذلك دول اسلامية عريقة.
ذكَّرت الواقعة نفسها بأخرى كانت حدثت قبلها بسنوات، حين افتتح أحدهم محلا لبيع المجسمات الشخصية، حيث يقوم ـ اعتمادا على تقنية حديثة ـ باخذ صور ثلاثية الابعاد للشخص وعلى اساسها يصنع تمثالا للشخص الذي يرغب في أن يصنع مجسما له للذكرى.
هذا المحل ايضا داهمه مفتشو التجارة واغلقوه رغم انه ينفذ فكرة جديدة تعتمد تكنولوجيا حديثة ويقدم خدمة يرغب بها البعض.
النهج الذي اتبع في الواقعتين السابقتين، عاد وتكرر الجمعة وإن كان مع اطراف مختلفة وفكرة أخرى جديدة، فعلى سبيل الابداع والابتكار وايجاد طرق جديدة للتسويق، عمد مستثمرون يقومون بالتجهيز لافتتاح مطعم للبرغر إلى فكرة جديدة، حيث صمموا واجهة المطعم على هيئة بقالة لجذب الانتباه ولفت الانظار للمكان ـ وهي ديكور بالكامل، حيث لا وجود لأي بقالة في الواقع.
نجح اصحاب المطعم في الترويج بشكل كبير، ووصل خبر المطعم الى كثيرين، لكنه بلغ ايضا هيئة الاغذية، التي هرعت إلى بيان ـ حيث موقع المطعم ـ لازالة البقالة، وعبثا حاول الجميع اقناع المسؤولين ان البقالة التي يجري الحديث عنها "مجرد ديكور شكلي فقط ـ وأنه لا وجود حقيقيا او واقعيا لها".
وفيما ينتظر أن يفتح المطعم أبوابه اليوم أمام جمهور المستهلكين، بعدما أزال البقالة الديكور، أكدت مصادر قريبة من اصحاب المطعم أنهم ارتأوا قبل الافتتاح تنفيذ فكرة مبتكرة تقضي بوضع لافتة وديكور البقالة لعدة ايام لجذب انتباه المارة الذين سيدركون بمجرد دخولهم أن وراء البقالة مطعما.
واوضحت ان الفكرة جاءت لجذب الانتباه، وليست سوى ديكور لا يباع فيها أي شيء، وان سبب الاغلاق يعود لوجود ترخيص صحي باسم مطعم مختلف عن المطعم الحالي لكنه لصاحب الشركة نفسه، مؤكدة ان ذلك لا يعتبر مخالفة جسيمة وأن ما تردد عن اقامة حفلات او فعاليات بالمطعم غير صحيح.
وكان الشباب على منصات التواصل الاجتماعي قد تفاعلوا مع اغلاق المطعم، متسائلين عن اسباب الاغلاق والمخالفة التي ادت الى ذلك، لاسيما ان الجهات الرسمية لم تصدر أي توضيحات في هذا الخصوص. وأبدى الكثيرون استغرابهم مما وصفوها بـ"محاربة الشباب والافكار الابداعية لهم ومحاولة إغلاق الابواب في وجه أي فكرة ابداعية مبتكرة دون وعي، وإلصاق التهم جزافا".
وقال أحد المغردين على منصة (x): كنت متواجدا اثناء اغلاق المطعم، وفكرة البقالة كانت لمدة أيام لجذب الانتباه في فترة الافتتاح التجريبي، وقد تم اغلاقه والسبب عدم وجود ترخيص للبقالة (مع انها ديكور وما ينباع فيها شي).
واضاف: "رب ضارة نافعة.. فالإغلاق خلى كل الناس تدور عن حساب المطعم وسائل التواصل وزادت المبيعات بشكل خيالي بالافرع الأخرى".
من جهته، اكد مجلس ادارة جمعية بيان ان المستثمر افتتح مطعم برغر بالقرب من السوق المركزي للجمعية في قطعة (8)، ولم يقم بإبلاغ مجلس الادارة بموعد الافتتاح.
واوضح المجلس في بيان اصدره امس انه أبلغ الجهات الرسمية بما جرى من قبل المستثمر وعلى ضوء ذلك تم اتخاذ الاجراءات من قبل المختصين بإغلاق الموقع.
من جهته، قال المحامي محمد صفر: ان اغلاق المطعم امر غير معقول وغير مقبول، كونه تدخلا في حريات الناس المكفولة دستوريا.
واضاف صفر: كان من باب أولى ان تتوجه الحكومة الى امور وتجاوزات كثيرة اخرى، فهناك مقاه تحولت الى اماكن مشبوهة، داعيا الجهات الحكومية الى معالجة الامور من خلال احتواء الشباب في كل وقت واستثمار طاقاتهم للنهوض في جميع المجالات لا بالتضييق عليهم وكبت طاقاتهم.
في المقابل، قال المحامي عبدالله مطر: إن الكويت أضحت مسرحا للكثير من العادات السيئة والسلوكيات المستهجنة والغريبة على مجتمعنا وعلى عاداته وتقاليده وذلك بسبب التهاون في تطبيق القوانين والتي كان لها بالغ الأثر في تفاقم هذه الظواهر وانتشارها في أوساط الشباب، مشددا على أن الكويت لديها منظومة تشريعية متكاملة ولكن الإشكالية تكمن في التنفيذ.
ورأى مطر أن إغلاق مثل هذه الاماكن المخالفة للعادات والتقاليد سيحمي الشباب من الانحراف وسيعيد للأسرة الكويتية تماسكها والحوار المفقود داخلها، موضحا انه مع قرار الاغلاق لأن هذه الاماكن تجمع العديد من الاشخاص والجنسين مما قد ينتج عنه مشاكل وقضايا اخلاقية.


آخر الأخبار