الجمعة 25 أبريل 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

قراءة حمزة الكوفي (1من 3)

Time
الاثنين 18 أبريل 2022
View
120
السياسة
قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ فاقرأوا كما عُلّمتم"، إلا أن الإمام ابن الجوزي أثبت ثلاث قراءات أخرى، وقد توافق معه أهلُ العلم فأصبح للقرآن عشر قراءات معروفة ومتواترة.

إعداد - رانيا مصباح:


تعتبر قراءة الإمام حمزة من أكثر القراءات إثارة للجدل والخلاف، فهي من القراءات التي وُجِّه إليها النقد رغم أنها إحدى قراءات القرآن الكريم السبع المتواترة الثابتة والمتوارثة المعروفة، التي يرجع أصلها إلى قارئها الإمام العلامة المقرئ الجليل حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة المعروفين.
أغلب هذه الانتقادات التي وجهت لقراءة الإمام حمزة هو التكلف والإفراط في بعض الحروف، كما أن أحمد بن حنبل أخذ على قراءة حمزة الافراط الشديد في الهمز، بينما كان يزيد بن هارون ينهى عن قراءة حمزة، في حين قال أبو بكر بن عيَّاش: قراءة حمزة بدعة، يزداد فيها من المدِّ والسكت والهمز.
إلا أن الأمام ابن الجزري شيخ شيوخ القرّاء وشيخ المحققين والمصنفين للقراءات قال: "ان ما حدث به عبدالله بن إدريس وابن حنبل عن كراهة قراءة حمزة، فإنَّ ذلك يرجع إلى قراءة من نقل عن حمزة، ورواته وليست من حمزة بشيء".
كما أن العلماء الذين تخصصوا في فن القراءات والمحققين فيه تحروا صحة قراءة حمزة وعدم قبول الطعن فيها، بل وقد أثنى وامتدح الكثير من العلماء قراءة حمزة من شيوخه ومنهم شيخه المقرئ سليمان بن مهران الأعمش الذي قال في الثناء على حمزة "إن أردتُم أعلم مني بالقرآن فهذا الشاب، وكان إذا حضر حمزة في مجلس الأعمش يقول لتلاميذه هذا أعلمكم بكتاب الله"، وإذا رأى الأعمش حمزة مُقبلا عليه قال: هذا حبْرُ القُرآن، ذاك تُفَّاحة القُرَّاء، وسيد القُرَّاء".
وكان الإمام أبو حنيفة يقول للإمام حمزة: "شيئان غلبتنا عليهما، لسنا نُنازعك فيهما: القرآن والفرائض"، ليس هذا فحسب، بل إن الامام حمزة نفسه كان ينهى تلاميذه عن الإفراط والتكلف في القراءة ويأمرهم بالتحلي بالوسطية في القراءة، قائلا لهم" ما كان فوق القراءة فليس بقراءة ".

اسمه ونشأته
هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكُوفيُّ كنيته أبو عِمَارة، ولد في عام ثمانين هجريا (80 هـ) بالكوفة، ويلقب بالزيَّات لأنه كان يعمل في تجارة الزيت حيث يأتي بالزيت من الكوفة إلى حلوان، وهي مدينة في آخر الجنوب من العراق ويأتي من حلوان بالجبن والجوز إلى الكوفة التي نشأ وتربى فيها، حيث كانت عامرة بالعلماء من القُرَّاء والفقهاء والتابعين، بل إن بعض الصحابة عاشوا بها، ومنهم أخذ حمزة علوم القرآن والفرائض وتعلمها، كما أنه يعد أحد تلاميذ ابن مسعود وعلي بن أبي طالب- رضي الله عنهما، أتقن القراءة وهو في عمر الخامسة عشر، وأَمَّ الناس وهو في سن العشرين، بعد أن تعلم وأخذ الاقراء على يد عددٍ كبيرٍ من العلماء ومنهم جعفر الصادق بن محمد بن علي بن أبي طالب وسليمان بن مهران الأعمش، وعن عاصم بن أبي النجود الكوفي وغيرهم.
كان حمزة اماما ذا ثقة وحجة ويعد أحد القراء العشر وسادسهم، من العباد الزاهدين ورعا وخاشعا، تصدر للاقراء بالكوفة وانتهت إليه الإمامة بالكوفة بعد الإمام عاصم بن أبي النَّجود الكوفي، كما كان صادقا وزاهدا ومثلاً وقدوة يحتذى به في العبادة والورع والتقوى، كذلك اتصف بالتقوى وإقامة الفرائض وحفظ الحديث، بجانب علمه الكبير باللغة العربية والنحو والصرف.
لم يتقاض أي أجر على تعليمه واقراءه للقرآن، وعندما عرض عليه رجل من مشاهير الكوفة الكثير من الدراهم بعد أن قرأ عليه، أعادها إليه وقال له "إنما ابغي الفردوس الأعلى من الجنة".
ويروي الأمام جرير بن عبد الحميد وهو أحد تلاميذ الإمام حمزة أنه جاءهم في يوم شديد الحر وطلب ماء فجاءه جرير بالماء فسأله حمزة: هل أنت ممن يحضر مجالسنا في الاقراء؟ فقال له:نعم، فرفض الإمام حمزة أن يأخذ منه الماء وقال له لا حاجة لي بمائك.

انتشار واسع
تلقى أهل الكوفة قراءة الإمام حمزة بالقبول، وكان يتبع الأثر والخبر في القراءة، والغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات، وكانت قد شهدت انتشارا واسعا في القيروان في المائة الثانية من الهجرة حيث أدخلها المقرئون القادمون من بغداد والكوفة في عصر الولاة العباسيين، ثم انتقلت قراءته إلى عدة بلدان أخرى كالبصرة، والحجاز، ومصر، والشام.
وعلى الرغم من أن اهتمام حمزة الأول كان الإقراء وتعليم القرآن إلا أنه ترك أثرا طيبا من الكتب والمؤلفات رصدها التاريخ، وإن كان لا يعرف أحد أماكن تواجدها وفي أي البلاد توجد، ومن هذه المؤلفات،"أسباع القرآن، العدد"، الفرائض، قراءة حمزة، متشابه القرآن، مقطوع القرآن وموْصُوله".
آخر الأخبار