الجمعة 02 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

قراءة نافع المدني (1من 3)

Time
السبت 02 أبريل 2022
View
210
السياسة
قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ فاقرأوا كما عُلّمتم"، إلا أن الإمام ابن الجوزي أثبت ثلاث قراءات أخرى، وقد توافق معه أهلُ العلم فأصبح للقرآن عشر قراءات معروفة ومتواترة.

إعداد - رانيا مصباح:

تعد قراءة نافع المدني من أشهر القراءات، فهي القراءة الرسمية عند أهل ليبيا ولهم مصحف خاص بهم برواية نافع المدني طريق أبي نشيط، كما تنتشر قراءته في مناطق الشمال الافريقي وخاصة شمال تشاد وشرق تونس فهم من أكثر الدول حرصا على قراءة نافع المدني وتتوارثها أجيال القراء هناك.
ويعتبر صاحبها الإمام نافع المدني أحد الأئمة العشرة وأول البذور السبعة في القراءات، وقد نال الشهرة في جميع الآفاق وتم الاتفاق على قراءته، بل إن المصنفين في علم القراءات قد اعتادوا أن يبدأوا بالحديث عنه وهو إمام دار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

اسمه وكنيته
هو نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم المدني، كان يُكنى "أبا عبدالرحمن، وأبا رويم، وأبا محمد، وأبا نعيم، وأبا الحسن، وأبا عبدالله"، هو إمام القراء في المدينة النبوية، تعود أصوله إلى مدينة أصفهان، يقال انه ولد في عام 70 هـ أو بضع وسبعين في عهد خلافة عبدالملك بن مروان وتوفّي سنّة مئةٍ وسبعةٍ وستين للهجرة بعد عمر حافل ومليء بالإقراء، والتعليم، والطاعة والعبادة ومدنيّ هنا يأتي نسبة إلى مدينة رسول الله، وهو من الجيل الثالث بعد الصحابة.
تعلم نافع - الذي أصبح فيما بعد شيخ القرّاء في المدينة - القراءة وأخذها عن سبعين من التابعين، كان من أشهرهم عبدالرحمن بن هرمز الأعرج المدني، والذي توفي بالإسكندرية في عام 117هـ. وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني، وقد توفي سنة 130هـ، وشيبة بن نصاح مولى أم سلمة رضي الله عنها- مقرئ المدينة وقاضيها، والذي توفي ايضا سنة 130هـ، والتابعي الشهير مسلم بن جندب الهذلي، توفي سنة 110هـ، والقارئ الفقيه يزيد بن رومان، أبو روح المدني، توفي سنة 120هـ، وكل هؤلاء قد أخذوا قراءتهم عن أبي هريرة، وابن عباس، وعن أبيّ بن كعب، كما كان للشيخين الجليلين أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وشيبة بن نصاح مولى أم سلمة أكبر الأثر في قراءة نافع واجادته واختياراته خاصة شيبة بن نصاح.

قراءته سُنّة
قيل في وصف الامام نافع انه كان أسود اللون، بل كان حالك السواد مشرق مضيء الوجه وكان طيب الخلق فيه دعابة ويباسط أصحابه وهو من أحسن النَّاس قراءة، وكان من الزهاد الجيدين والعلماء الخاشعين مستجابي الدعاء، وإماما في علوم القرآن وفي علم اللغة العربية، عاش واشتهر ومات بالمدينة المنورة وقرأ القرآن على الناس فيها ما يزيد عن سبعين سنة الى أن أصبح الإمام بها، حتى إن أهل المدينة،وفقا للروايات التي وردت عن الليث بن سعد، كانوا يعتبرون قراءة نافع سنة.

أجيال تتوارثها
وفي المئة الثانية من الهجرة لم يكن يقرأ رواية نافع الا خواص الناس وذلك في القيروان ومناطق شمال إفريقيا والأندلس.
وكان الغازي بن قيس الفقيه والمُحدّث والقارئ الأندلسي هو صاحب الفضل والرائد في إدخال قراءة نافع، للاندلس، وجاء الانتشار الاكبر لرواية نافع بالاندلس في زمن الإمام سحنون وهو أبو سعيد عبد السلام سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي وكان من أشهر فقهاء المذهب المالكي بالمغرب العربي.

خصائص وأصول
وكان للإمام نافع في قراءته بعض الأصول والفروع والخصائص التي لم تكن عند أحد من القراء السبعة ومن هذه الخصائص:
قراءته: (النبي ـ النبيين ـ النبيون ـ الأنباء ـ النبوة) وما الى ذلك فكان يقرأها بالهمز
مثل قوله تعالى: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِـيـئُـونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة /136
ومثل قوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّـبِيـئِينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) آل عمران /21
وقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّـبِـيـئُونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) المائدة /44
وقوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَ نْـبِـيـئَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً )النساء /155.
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوءَةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)الحديد/26.
آخر الأخبار