قرار العطلة
زين وشين
جرت العادة ان مجلس الوزراء لا يتخذ قرارا، إلا إذا كان هناك استجواب او تهديد باستجواب في المجلس، من اجل إفراغ الاستجواب من محتواه، وليس لمصلحة الشعب الكويتي دخل في ذلك.
فقد تستمر المطالبات سنوات، وتحل في يوم واحد قبيل الاستجواب، هذا ما تعودناه، فنحن دائما نعيب على مجلس الوزراء الموقر البطء في اتخاذ القرار، ولا نريد ان نقول ليس هناك قرار، لكن في موضوع العطل الرسمية بالذات فان مجلس الوزراء الموقر لا يتردد باتخاذ قرار العطلة، فيسارع المجلس الموقر، إلى اتخاذ القرار قبل العطلة بفترة طويلة كافية، مثال ذلك عطلة رأس السنة الميلادية المقبلة، والتي موعدها في نهاية الشهر المقبل، والقرار فيها اتخذ قبل نهاية هذا الشهر، يعني قبل الموعد بأربعين يوما على الاقل!
كل هذا ليثبت المجلس الموقر للشارع الكويتي انه يستطيع اتخاذ القرار بقوة، لكنه عند هذا الموضوع بالذات ادخلنا في مشكلات عائلية كبيرة، وكأنما المجلس يقول للطيور المهاجرة: شدوا الرحال، واحجزوا تذاكركم من الان، وسافروا، حتى الذي لا يفكر بالسفر يشجعه على السفر، حتى لو كان ذلك بالأقساط، فهناك خمسة ايام عطلة اعلن عنها قبل موعدها بأربعين يوما، ما يعني ان هناك وقتا طويلا جدا للنقاش داخل الاسرة والـ"حنة" من العيال وأم العيال على رأس رب الاسرة، وهناك ايضا، وقت كاف للاقتراض من اجل السفر، لارضاء جميع افراد العائلة!
هذه احدى فوائد قرار مجلس الوزراء الموقر، وما خفي اعظم، فالمهم ان هناك قرارا اتخذ، ولم يبق إلا الناطق الرسمي يخرج ليفسر لنا القرار، ثم يختم الخطاب كما اعتدنا بتوجيه مباشر للكويتيين، كأن يقول والحكومة تنصحكم بعدم السفر والمحافظة على "بيزاتكم"، وقضاء العطلة في الكويت، والاستمتاع بالبر والتخييم… زين.
طلال السعيد