السبت 21 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

قرض الزواج المقترح سيزيد الزواج بنية الطلاق

Time
الثلاثاء 07 يونيو 2022
View
5
السياسة
حسن علي كرم

عندما وفقنا الله بكريم نعمائه والنوايا الطيبة والحسنة من قلب طيب وسليم، لأن نطلق حياة العزوبية الى الحياة الزوجية وتكوين اسرة، كان ذلك في نهاية الستينات وعلى تخوم سبعينات القرن المنصرم، ولا اذكر كيف او تفاصيل تلك اللحظات وهي لا تهم القارئ العزيز.
لكنني اذكر ان المهر كان 500 دينار، 300 حاضر والباقي غائب، هذا المبلغ الهزيل لو يسمعه الاباء في الزمن الحالي من المؤكد سيرفسون العريس ومن في معيته ويلقونه خارج سُوَر المنزل وليس من الباب، فالمبلغ في هذا الزمن المنكود لا يغطي وجبة غداء في مطعم كباب ايراني او شامي، لكن في ذلك الزمن الجميل كان معقولا ومقبولا.
فالزواج لم يقم على اساس مصالح مادية، انما لتأسيس بيت واسرة، وبالنوايا الطيبة، ومباركة الجميع، وهذا لا يحدث حاليا، فبعض الاباء، بل بعض الامهات كذلك، او حتى العروس ديدنهم كم مهر ابنتهم، بل يصرون على طلب المهر الخيالي الذي لا ريب في كل الاحوال انه لا يناسب قدسية الزواج وتأسيس بيت واسرة وابناء، فالله في محكم آياته يقول :"ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها، وجعل بينكم مودة ورحمة".
لكن للاسف ان الرحمة الالهية والمودة فسرها بعض الاباء الجشعين دراهم، وتفاخروا ببيع بناتهم بمبالغ ينوء بحملها الشاب المقبل على الحياة الزوجية، وتأسيس اسرة بما قدره الله له من نقلة حياتية جديدة ومباركة.
ان الزواج وتكوين اسرة لا ريب، في زمن الجحود المادي الظالم حاليا، يدفع بالكثير من الشباب الى ان ينصرفوا عن فكرة الزواج، او اللجوء الى خارج الكويت، الى دول الدينار الكويتي يعادل فيها نحو ثلاثة او اربعة، وربما خمسة دولارات، فهل جشع الاباء والمهور الخيالية والتفاخر بحفلات الاعراس التي اقرب ليالي الف ليلة وليلة، حيث شروط اقامة حفلة العرس في فنادق من فئة خمس نجوم، و حضور مغنين ومغنيات من كبار نجوم الغناء العرب او العالمي، هل هذا في نظر هؤلاء يقيم بيتاً اسرياً مباركاً من رب العالمين؟
هل اذا رفعت منحة الزواج من اربعة الاف الى رقم مضاعف (ثمانية الاف دينار) سيؤدي ذلك الى الاقبال على تأسيس اسر مستقرة، وهو المقترح المتداول والذي وافقت عليه فوراً اللجنة المالية، من دون النظر الى انعكاسات ذلك على الاسر المحدودة الدخل وما ستؤول اليه في المستقبل، الا يعني ذلك ان بعض الاسر سوف تبالغ باسعار بناتهم وسوف تضرب الثمانية الاف الممنوحة بعشرة من امثالها، هذا بخلاف شروط الهدايا وحفلات الزواج؟
لذلك لا ينبغي على الحكومة ان توافق على زيادة المنحة، ولا هناك مسوغٍ منطقي للزيادة، رغم ان احد اسباب العنوسة او لجوء الكويتيات الزواج من اجانب هو عزوف الكويتيين جراء المبالغة في المهور، لكن هل رفع منحة الزواج سيحل مشكلة العنوسة او يخفض حالات زواج الكويتيات والكويتيين من جنسيات اخرى، ام سوف تتحول المنحة تجارة وسمسرة ونصب، حيث هناك بعض الاباء الذين لا ضمير لهم والذين يقدمون المال على عفاف وشرف بناتهم فيزوجونهن الى "عفلنجية" بنية الطلاق ويتقاسمون منحة الزواج الحكومية ما بين المعرس النصاب والاب الذي بلا ضمير؟
مضاعفة قرض الزواج ليس هو بالحل الذي سيدفع الشباب الى الزواج من بنات الديرة، ولا يحل مشكلة العنوسة بين الجنسين، لذلك كان الاجدر تدخل الحكومة بتحديد المهر ومنع زواج الكويتيات من اجانب الا بشروط يتوافر فيها التوافق الاجتماعي والمادي، مع توافر ضمان تحقيق الحياة الكريمة للزوجة وابنائها.
بنات الكويت لسن للبيع في سوق النخاسة حتى يعرضن على حقراء البشر، ان الكويتية ستبقى معتزة بنفسها وباهلها ووطنها، وعلى الحكومة مسؤولية المحافظة على بقاء نقاوة الدم الكويتي، ولا ينبغي التساهل بالمصاهرة بين كويتيين او كويتيات من اجانب، مهما كانت جنسيته او دينه ولونه وعقيدته، فالمعيار نقاء الدم اولاً.

$ صحافي كويتي
آخر الأخبار