قرع "الصحة" لما استوى قال للخيار يا لوبيا!

"ساقني القدر، ورحت لمستشفى البحر للعيون (غضي بالنظر) راكبا سيارتي بمراجعة مع أحد العوال". قالها الرجل.
اضاف: "وكانت المراجعة مثل العادة دورية خلال الفترة المسائية المخصصة للمواطنين الكويتيين، عشان فك ارتباط زحمة المراجعين؛ لانه هو المستشفى الوحيد بالبلد المختص بالعيون!
وللأسف المستشفى حاله من حال البلد، واقف بمحطة انتظار، جاماتها مكسره من ايام القرن الماضي! كراسي متهالكة وساعات… ساعات أحب عمري واعشق الحاجات، واقفة، وطاقم تمريضي وطبي اكل وشرب عليه الدهر نامليت ارسوم الشيب، والكبر باينه بملامحهم!
ما أطولها عليكم، قول طول، خلصنا المراجعة بتحسن ربع درجة قال عنها البيه الدكتور، مش مستأهله تغير نظارة! وإذ بي تولف أتفاجأ بان الموعد على غير العادة صار بعد تسعة شهور (حمال)! معقولة القرع استوى، وقال للخيار يا لوبيا ليه كده يا ست النيرس؟
قالت ده اللي عندنا العصر، ان كنت عاوز زي زمان ست شهور راجع الفترة الصباحية! قلت بنفسي اشلون بصوت عبدالناصر درويش، الصبح المزحوم بالأجانب ستة، والعصر اللي فيه كم كويتي ودبلهم اجانب تسعة؟
رضيت بالأمر الواقع، وطلعت على راعي البرد، وشريت واحد ابو اللوز أطفئ نار حسرتي على وضع المواطن ببلده"!
الشايب: "والصحة وراها مضيقة على عباد الله، وحشرتهم بمستشفى واحد من القرن الماضي لليوم؟
وراهم ما يفتحون بكل محافظة عيادة كاملة مدام فوزية المستشفيات صارت ناطحات سحاب اغلبها فاضية؟".
المعاق: "مستشفيات المحافظات فيها عيادات عيون، بس ما أدري هل هي شاملة ووافية لكل اجزاء العين ام لا؟".
الرجل: "عيادات المستشفيات اللي تقول عنها يابو الشباب مثل تصبيرة لو زين قطرة ومرهم، وتحويل لمستشفى البحر بعد كم شهر، وسلامتكم كلن باسمه"!
المتمولس: "هل أدلكم على عمل خيري تؤجرون عليه؟ زوجوني"!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.
كاتب كويتي

محمد خلف الشمري

‏[email protected]