اليهود... في السينما المصريةالحلقة العاشرةامتاز المجتمعُ المصريُّ حتى أربعينات القرن الماضي، بالتنوُّع الدينيّ والثَّقافي، ولم يكن مُستغرباً أن يعيش المُسلم إلى جانب المسيحي واليهودي في سلام، وينصهر الجميع في بوتقة واحدة. ألقى هذا التنوُّع بظلاله على السينما المصرية، التي لم تخلُ من النُّجوم اليهود، إلّا أنَّ احتلال فلسطين، وقيام إسرائيل والصراع العربي معها، وما ارتبط به من حروب بينها وبين مصر منذ العام 1948 حتى العام 1973، كانت بمثابة الصَّدع بين يهود مصر وبقية الشعب.شهدت فترة الخمسينات والستينات وجود مجموعة كبيرة من الجواسيس اليهود المصريين، الذين عملوا لصالح العدو الإسرائيلي، وكان مُعظمهم من نجوم الفن والمُجتمع، وهاجر كثيرٌ منهم إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة وأوروبا، ورغم ذلك كانت هناك مواقفُ وطنيَّة مُشرِّفة للآخرين منهم، إذ رفضوا مغادرة مصر، وظلّوا فيها حتى وفاتهم.في حلقات "اليهود في السينما"، التي تنشرها "السياسة"، نُسلِّط الضَّوء على نُخبة من مشاهير الفن، الذين كانوا من أصل يهودي، وعلى ما قدَّموه في رحلتهم مع الفنِّ والحياة.
اكتشفها أحمد سالم وتنازل عنها ليوسف وهبي بـ3000 جنيهصنعت نجوميتها في 4 سنوات فقط قدَّمت خلالها 20 فيلماً أحبت رشدي أباظة فغضب الملك فاروق وهدَّده بالقتل أخذت مقعد أنيس منصور في الطائرة فماتت لكي يحيا تفحَّمت عن عمر 31 سنة وخاتم وحذاء أخضر كشفا شخصيتها القاهرة - ريهام عبدالوهاب:سَحَرَ جمالُها كلَّ مَنْ رآها، فكانت حلم الرجال وحتى المراهقين، إنها "القطة الشقراء" أو "قمر 14" ذات العيون الساحرة والوجه الجميل المتناسق والجسد الأنثوي، الفنانة كاميليا، التى فاق جمالها كل شيء، بما فيها موهبتها الفنية، التي رأى البعض أنها محدودة، وأن جمالها الطاغي كان بوابة عبورها إلى النجومية، وأنه وحده من فتح لها أبواب الشهرة والأضواء على مصراعيها، ومثلما حيَّر جمالها الملايين، كانت حياتها أيضا لغزاً كبيراً حتى الآن، ومادة غنية للقيل والقال في عصرها. هناك من تناول غرامياتها مع الفنانين أحمد سالم ورشدي أباظة، وعلاقتها بالقصر والملك فاروق، وهناك من تحدث عن لغز موتها وعلاقته بالمخابرات.. وغيرها من الحكايات التي نتناولها هنا.شهدت الاسكندرية في 13 ديسمبر 1919، ميلاد كاميليا، أو ليليان اسمها الحقيقي قبل الشهرة، والدتها كما قيل كانت مسيحية من أصل إيطالي تدعى أولغا لويس أبنور، تعيش فى حي الأزاريطة الشعبي وتمتلك "بنسيوناً" صغيراً، عاشت على إيراده هي وابنتها، حياة فقيرة وبسيطة لا رفاهية فيها، أما والد كاميليا الحقيقي فقد اختلفت الروايات حوله، وكثرت الأقاويل، منها أنه غير معلوم، وأن والدتها حملت بها سفاحا، ورغم ذلك هناك ثلاث روايات حول هوية والدها، الأولى: أنها ابنة مهندس فرنسي كان يعمل في قناة السويس، وهذا ما أكدته أيضا وثائق المخابرات الفرنسية.الرواية الثانية: أن والدها تاجر أقطان إيطالي كان يعيش في الإسكندرية، لكنه هرب إلى بلده عقب خسارة فادحة له بالبورصة، أما الرواية الثالثة والأخيرة: أن والدها مات بعد مجيئها إلى الدنيا بأيام، فتبناها وأعطاها اسمه الصائغ اليهودي، فيكتور ليفي كوهين، لتحمل ديانته اليهودية على الورق فقط. وفي مقال للكاتب أنيس منصور، قال: إن فيكتور، لم يكن زوج أمها، ولكنه كان صديقها فقط، وهو من عرض عليها أن ينسب ابنتها إليه."القناع الأحمر"نشأت الصغيرة ليليان، في كنف والدتها وإلى جوار اليهودي فيكتور، وذات مرة في صيف أحد الأعوام بعدما باتت في العشرينات من عمرها، كانت بصحبة والدتها لحضور سباق خيل، وجمالها أصبح لافتاً للجميع، وخلال هذه المناسبة العامة، لاحظ المخرج أحمد سالم، الذي كان يتواجد في هذا السباق، جمال تلك الفتاة الساحر، فتحدث معها وأنه مخرج سينمائي ومن الممكن أن يجعلها نجمة مشهورة.أحبت ليليان ما سمعته من سالم ووافقت على مقابلته، لكن أمها كانت تخشى عليها من الجميع، خصوصاً أنَّ جمالها كان مطمعاً من كل الرجال، ومع إصرارها على لقاء أحمد سالم، رضخت الأم، وذهبت معها إلى الموعد وتعاقدت معه، بعدها جلب لها مدربين لتعليمها اللغة العربية، لأنَّ لهجتها العربية كانت مشوبة بلكنة أجنبية، كما أحضر لها مدرسين في الإلقاء والتمثيل والرقص، ومر الوقت وأصبحت ليليان جاهزة للتمثيل، ومنحها أحمد سالم اسمها الفني كاميليا بدلا من اسمها الحقيقي. ورغم ولع أحمد سالم بها ورغبته في الزواج منها، وفق رواية أمها، إلا أنه لم يحقق وعده لها بأن تكون نجمة سينما، وهو ما دفع كاميليا إلى أن تعتمد على نفسها، ونجحت في الوصول إلى الفنان يوسف وهبي، الذي دفع لأحمد سالم 3 آلاف جنيه، نظير اكتشافه لها وتدريبها وتجهيزها للفن وأيضا إلغاء عقده معها، وقام بضمها إلى فيلمه الجديد "القناع الأحمر" وعرض الفيلم في أكتوبر 1947، وكانت صورتها تتصدر الدعاية تحت عنوان الوجه الجديد كاميليا، بالاشتراك مع فاتن حمامة وسراج منير وبشارة واكيم.انتهت علاقة الفنان أحمد سالم بالفنانة الواعدة كاميليا، خصوصا مع رفض والدتها أمر زواجه من ابنتها، بسبب مغامراته المعروفة مع الفنانات، التي كانت تكتب عنها الصحف والمجلات باستمرار."خيال امرأة"بعد عرض فيلم "القناع الأحمر"، ارتقت الفنانة كاميليا، إلى النجومية بسرعة البرق، وأفردت لها الصحف والمجلات صفحاتها، وأصبحت من أشهر الفنانات في أربعينات القرن الماضي، وتوالت مشاركاتها واستمرت حياتها الفنية لمدة أربع سنوات، قدمت خلالها 20 فيلما سينمائيا، حيث شاركت خلال العام 1948، في أربعة أفلام هي "الكل يغني" للمخرج عز الدين ذو الفقار، "فتنة" مع المخرج محمود إسماعيل، "خيال امرأة" للمخرج حسن رضا، "الروح والجسد" مع المخرج حلمى رفلة. وفي العام 1949، قدمت ثمانية أفلام دفعة واحدة، هي "ولدي" إخراج عبدالله بركات، ولهذا الفيلم قصة غريبة وهي أن منتج الفيلم، صلاح الدين، الذي لم ينتج سواه، شارك أيضا في تمثيله، لكن تم القبض عليه بعد الفيلم، وكشفت التحقيقات أنه ليس بمنتج أو ممثل، بل مجرد موظف بسيط دفعته أحلامه بالعمل مع كاميليا، إلى أن يقوم باختلاس مبلغ كبير من الشركة التي يعمل بها ليكون بطلا سينمائيا أمامها.تلا هذا فيلم "نص الليل" مع المخرج حسين فوزي، ومن بعده فيلم "منديل الحلو" للمخرج عباس كامل، لتعود مرة أخرى للعمل مع المخرج عز الدين ذو الفقار في "صاحبة الملاليم"، ويأتي من بعده فيلم "شارع البهلوان" إخراج صلاح أبو سيف، ثم "القاتلة" للمخرج حسن رضا، لتتعاون من بعده مع المخرج حسن حلمي في "الستات كده" لتنهي السنة بفيلم "أرواح هائمة" مع المخرج كمال بركات.وفي العام 1950، قدمت ستة أفلام هي "قمر 14" مع المخرج نيازي مصطفى، "بابا عريس" إخراج حسين فوزي، "المليونير" إخراج حلمي رفلة، "امرأة من نار" إخراج فريونتشو، "العقل زينة" إخراج حسن رضا، وأخيرا فيلم "آخر كدبة" مع المخرج أحمد بدرخان. قدمت كاميليا خلال فترة عملها القصيرة في التمثيل، مجموعة متنوعة من الأفلام الناجحة وعملت مع مجموعة كبيرة من النجوم أبرزهم إسماعيل ياسين، فريد الأطرش، شكري سرحان، نعيمة عاكف، محمود ذو الفقار، حسن فايق، محمد فوزي، كمال الشناوي. كما كان لها مشاركة أميركية في فيلم Cairo Road الذي عرض في العام 1951، مع المخرج ديفيد ماكدونالد، والنجم إيريك بورتمان، وكانت تدور أحداثه في ميناء بورسعيد.غرامياترغم أن رحلة كاميليا الفنية لم تتجاوز أربع سنوات قبل أن ترحل وهي في أوج شهرتها، إلا أن الكثير من قصص الغرام أحاطت بها، فقد تردد اسمها في الأوساط الفنية والسياسية أيضا، ومن بين تلك الغراميات علاقتها بالفنان رشدي أباظة، إذ نشرت الصحف والمجلات حينها عن قصة حب كاميليا وأباظة، الذي شاركها في فيلم "امرأة من نار"، ولم يكن رصيده الفني حينها سوى ثلاثة أفلام، ولم يصبح بعد النجم رشدي أباظة، الذي أحبته السينما بعد ذلك، بل مجرد ممثل في بدايته، بينما كانت هي النجمة السينمائية الشهيرة، وقد انتهى هذا الفيلم بقبلة حارة كانت بداية قصة حب جمعت كاميليا ورشدي أباظة، لكنها أغضبت الملك فاروق، الذي كان أيضا مولعا بجمالها وغارقا في حب الفنانة اليهودية الشقراء، ولأنه كما تردد حينها كان يحتكرها لنفسه ولا يسمح لأحد أن يقترب منها؛ وما أن انتشرت الأخبار حول علاقة الحب التى تجمع كاميليا ورشدي أباظة، اشتعلت الغيرة في قلب الملك فاروق، فقام بتهديد الأخير بالقتل وأصبح الجميع يتحدث عن تنافس الممثل رشدي أباظة والملك فاروق، على قلب الفنانة اليهودية كاميليا، لكن أباظة لم يكترث لكل هذا، ولم يخش بطش الملك، واتفق مع كاميليا على الزواج، فما كان بينهما لم يكن مجرد علاقة حب عابرة، فقد كان يريد حقا أن يتزوجها، إلا أن موتها حال دون ذلك. ومن بين الروايات التي انتشرت عن تلك العلاقة آنذاك، أن الملك فاروق كاد أن يقتل رشدي أباظة، بعد أن شاهده في أحد الملاهي الليلية يرقص مع كاميليا، حيث طارد أباظة بالسيارة لكنه لاذ بالفرار منه، وفي اليوم التالي أرسل الملك من يهدد رشدي بالقتل إن لم يبتعد عن طريق كاميليا. وأمام هذا التهديد لم تجد عائلة أباظة سوى أن تجعل أمه تجبره على السفر وإبعاده عن مصر حفاظا على حياته، فكان القرار بأن يسافر إلى روما، إلا أنه قبل سفره ذهب ليودع كاميليا، فأخبرته بأنها ستسافر أيضا خارج مصر خلال الفترة المقبلة، واتفقت معه على اللقاء في روما قبل عودتها إلى مصر، وأن يتزوجا هناك، هربا من بطش الملك فاروق.وفى حوار نادر للفنان رشدي أباظة، تحدث فيه عن علاقته بالفنانة كاميليا والملك فاروق، أكد أن الملك كان مولعا بحب كاميليا وكان يريد الزواج منها رسميا، وأن تنجب له ولي العهد، ولكن هذا لم يحدث، مؤكدا أن الملك كان تعرف عليها في إحدى الحفلات، فلفت نظره جمالها وجرأتها، فسأل عنها، فأخبروه بأنها فنانة جديدة، فاستدعاها وتعرف عليها، ومن هنا وقع في غرامها، لكنها لم تبادله نفس المشاعر، وقيل أن له يد في تدبير حادث وفاتها. ومن الشائعات التي طاردت الثنائي كاميليا والملك فاروق، انه اشترى لها قصرا في إحدى الجزر اليونانية، كما عرض عليها الزواج بحيث تسافر معه إلى فرنسا أو سويسرا ليتزوجها، إلا أنها كانت تتهرب من فكرة الزواج منه لكنها ظلت تحافظ على علاقتها به، لأنها تستفيد منها كثيرا.الموسادمن قتل كاميليا؟ ما انتماءاتها؟ هل كانت على صلة بالوكالة اليهودية؟ هل كانت مسيحية متدينة كما يزعم البعض؟ هل كانت عميلة للموساد؟ أسئلة عدة ماتت إجاباتها عند احتراق كاميليا مع حطام الطائرة.ومثل حياتها، تسببت وفاة الفنانة الشابة كاميليا في حيرة الجميع، ففي فجر 31 أغسطس 1950 استيقظ الجميع على خبرة وفاة الفنانة ذات الـ31 عاما، إثر سقوط الطائرة التي كانت تستقلها والمتجه إلى روما، حيث سقطت الطائرة بالقرب من محافظة البحيرة، وكانت تقل 48 راكبا كانت هي من بينهم، بعدها عثر على جثتها متفحمة وتم التعرف عليها من خلال الحذاء الذي كانت ترتديه، وقيل إن الموساد كان له يد في مقتلها، وكحال أغلب اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر خلال الأربعينات، ترددت أقاويل أنها كانت تعمل جاسوسة لصالح إسرائيل، وقامت بتسريب أخبار حربية لهم أثناء حرب 1948، لقربها من الملك فاروق والقصر الملكي وبيت الحكم.هناك أكثر من رواية قيلت عن رحلتها الأخيرة، منها هذه الرواية التي جاءت في كتاب "عصر الفن الذهبي" للكاتب مصطفى نصر، ذكر فيها أنها كانت تعاني من آلام في صدرها، فقررت السفر إلى سويسرا من أجل العلاج، لكنها لم تجد مكانا على الطائرة المتجهة لسويسرا، فاتصلت بشركة طيران "t.w.a" وطلبت حجز تذكرة في أقرب وقت ممكن ولكن موظف الحجز اعتذر لها بأن العدد مكتمل على الرحلة، إلا أنها قابلت اعتذاره برد عنيف فكيف لا تجد مكاناً على الطائرة وهي النجمة اللامعة، التي عرفت طريقها إلى العالمية عن طريق المنتجين اليهود في الفيلم الإنكليزي "طريق السموم".أغلقت كاميليا الهاتف، وذهبت لتسهر مع مجموعة من الأصدقاء منهم الفنان الراحل فريد الأطرش، وسرعان ما دق الهاتف وكان المتحدث هو موظف شركة الطيران نفسه، الذي قام بمحاولات عدة حتى عرف بمكان وجودها وأخبرها الموظف أن أحد الركاب اعتذر عن الرحلة وهو الكاتب أنيس منصور، حيث قرر تأجيل سفره، لتذهب التذكرة إليها. ويؤكد هذه الرواية المقال الذي كتبه أنيس منصور نفسه بعد موت كاميليا، وحمل عنوان "ماتت هي لكي أحيا أنا".استقلت كاميليا، الطائرة مع ستة ركاب من مطار القاهرة وأقلعت من المطار، وكان آخر اتصال لها عن طريق اللاسلكي في الساعة الواحدة والنصف صباحاً وانقطعت الأخبار بعد ذلك، وسقطت الطائرة وسط الحقول وتفحمت الجثث، ليقرر الطبيب الشرعي الذي عاين جثة كاميليا أن الجروح النارية وما صاحبها من صدمة عصبية وكسور في عظام الساقين كانت السبب في الوفاة.أغرب ما في هذا الحادث أنهم لم يجدوا شيئاً من متعلقاتها سوى خاتم "سوليتير" قيل إن الملك فاروق الذي اُتهم بتدبير الحادث كان قد أهداه لها، والشيء الثاني هو حذاء من الستان الأخضر بلون الفستان الذي كانت ترتديه.أيضا هناك رواية أخرى ذكرها المؤرخ الراحل جمال بدوي، في أحد اللقاءات التلفزيونية، قال فيها أن كاميليا كانت تنوى السفر إلى لندن للعلاج من مشكلة نسائية، بعد تعرضها لحادثة اغتصاب عندما كانت صغيرة على يدي جنود استراليين، تركت لها أثرا لا يمحى.الروايات التي صاحبت موت كاميليا مختلفة، منها ما يتعلق بكونها جاسوسة لإسرائيل، وفي هذا الصدد ترددت رواية تفيد أن إسرائيل كانت وراء تدبير حادث سقوط الطائرة للتخلص من كاميليا رغبة منها في إخفاء علاقتها بها، بعد أن كشفت المخابرات المصرية بأنها كانت تسرب معلومات حربية من داخل القصر الملكي لقربها من الملك فاروق، وفي الوقت نفسه قيل إن إسرائيل هي من دبرت هذا الحادث، لأن كاميليا كانت عميلة ضدهم.في هذا الإطار، يؤكد كتاب "فنانات في الشارع السياسي" للباحث حنفي المحلاوي، أن كاميليا كانت عميلة للموساد في الفترة بين عامي 1948 حتى وفاتها العام 1950 ونفس الرأي يتبناه أستاذ التاريخ د.محمود متولي، فيقول إن كاميليا كانت مزودة ببعض التعليمات من الوكالة اليهودية في تل أبيب، وكان في استطاعتها السفر في أي وقت تحت ستار عملها بالتمثيل، وحدد قبرص كمكان لالتقائها مع عملاء الوكالة.في حين يرى المعارضون لفكرة عمالة كاميليا لإسرائيل، أن الملك فاروق هو الذي أشاع هذه التهمة عنها عندما ملّ العلاقة معها وأراد أن يتخلص منها، بل إن أصحاب هذا الرأي يرون أن الملك هو الذي دبر لها حادث الطائرة عندما اكتشف أنها تخونه مع غيره من الرجال كما أنه سعى للتخلص منها حتى لا تتزوج من الفنان رشدي أباظة، الذي ما أن علم بخبر وفاة حبيبة قلبه كاميليا، حتى تعرض لانهيار عصبي، ظل على إثره في المستشفى فترة طويلة، إلى أن أخرجه أصدقاؤه من الاكتئاب الذي وقع في براثنه بأن أتاحوا له الفرص المتعددة للعمل في السينما، لتبدأ نجوميته ولكن بقى أثر كاميليا في قلبه، وكان لا يخفي أنه أحبها من كل قلبه. أما آخر الروايات التي قيلت عن موت كاميليا فهي تكذب كل ما سبق وتعتبر بأن الحادث لم يكن مدبراً وما جرى كان قضاء وقدراً، وفي النهاية رحلت كاميليا وهي في عز شبابها وأوج شهرتها، وتظل وفاتها لغزا حتى الآن.

كاميليا


كاميليا خلال التصوير

كاميليا في أحد أفلامها مع وداد حمدي