قوارب الموت تلاحق الهاربين من الجحيم.. ولبنان يتشح بالسواد

بيروت ـ "السياسة": تلاحق المآسي اللبنانيين أينما حلوا، في محاولاتهم للهرب من جحيم الأوضاع المزرية في بلدهم. ولا تهدأ قوارب الموت في حصد أرواح العشرات من هؤلاء الهاربين من هذا الجحيم، والباحثين عن طوق نجاة على الشواطئ الأوروبية، مجازفين بأرواح عائلاتهم وأطفالهم، بعدما تخلوا عن كل ما يملكون، وأخذوا قراراهم بالبحث عن فرصة حياة جديدة، لأنهم فقدوا الأمل نهائياً من البقاء في لبنان . وهذا كان مصير أحد هذه القوارب على بعد عشرات الأميال مقابل شاطىء لبنان الشمالي، والذي كان يحمل على متنه ما يقارب 60 شخصاً.
وقالت قيادة الجيش مديرية التوجيه، في بيان، بيانٌ، أنه "‏بتاريخ 23 / 4 / 2022 تمكنت القوات البحرية التابعة للجيش حتى الساعة من إنقاذ 48 شخصاً بينهم طفلة متوفية كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون - الشمال، نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة".
وأشارت المعلومات إلى أن مراكب الجيش عثرت على 8 جثث في البحر قبالة جزيرة الفنار - رمتين في طرابلس، إضافة إلى العثور عثر الجيش على 5 جثث أخرى لضحايا المركب في البحر قبالة طرابلس، ليرتفع العدد إلى 14 .
وشهدت منطقة القبة في طرابلس إطلاق نار كثيفاً، سببه غضب الاهالي لما حدث بمركب الموت في ميناء طرابلس، ما دفع الجيش إلى التدخل، بإرساله تعزيزات إلى عاصمة الشمال.
في غضون ذلك، عقد قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العقيد الركن هيثم ضناوي مؤتمرًا صحافيًا، أمس، شرح خلاله ملابسات مأساة غرق المركب في طرابلس.
وقال ضناوي، "المركب الذي غرق صناعة 1974 وصغير طوله عشرة امتار وعرضه 3 امتار والحمل المسموح له هو 10 اشخاص فقط ولا وجود لوسائل امان فيه".
وأفاد بأن "دورية حاولت حث الزورق الغريق للعودة لأن الوضع غير آمن"، مضيفًا، "لو لم نوقف الزورق لغرق خارج المياه الإقليمية اللبنانية".
في حين، أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الحداد الرسمي على ضحايا الزورق الذي غرق ليل السبت الأحد، قبالة طرابلس. وتنكس، حدادا، الاعلام المرفوعة على الادارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الاليمة.