الخميس 17 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

كاميرات الجيل السادس... أين الردع؟!

Time
الاثنين 23 يناير 2023
View
5
السياسة
نافع حوري الظفيري

تسعي الإدارة العامة للمرور إلى مواكبة العصر، للحد من هذا الكم الهائل بخسارتنا للأرواح البريئة والإصابات، التي تعجّ بها المستشفيات، وقد أعلنت مؤخراً عن تركيب الجيل السادس من الكاميرات المرورية في شوارع الكويت المختلفة، ونحن واثقون بالنيّة الصادقة لعمل تلك الكاميرات، لوقف هذا الاستهتار، الذي ليس له مثيل بشوارع الكويت عن بقية الدول. وهي خطوة جيدة إننا وصلنا إلى الجيل السادس من هذه الكاميرات، ولكن نحن نتألم لما نراه من تلك المظاهر السلبية وكثرتها في الآونة الأخيرة، حتى إننا نكاد أن نستنفر أثناء قيادة المركبة، من هؤلاء المستهترين، الذين يخرجون لك من أماكن لا يتوقعها العقل.
ونتأكد أنه مهما عملت إدارات المرور من تركيب الكاميرات، وحتى لو وصلنا إلى الجيل التاسع منها، ما لم تكن هناك العين الحمراء والردع التي لا تنفع معهما واسطات فلان وعلان. فالسيارات يعلن عن حجزها وتحرير آلاف المخالفات والتي أصبحت هي الدخل الثاني للدولة بعد النفط وماذا بعد.
وماذا عن الأرواح التي فقدناها... وماذا عن تلك الإعاقات التي تدمع لها العين. وسببها شخص طائش لم يتعب بالحصول على مركبة، بعد أن هدم أسرا كثيرة بفقدها لعائلها الوحيد، الذي راح منهم برمشة عين من مستهتر لا يخاف الله.
يجب علينا التأكّد من أن عدم وجود رادع قوي ومخيف بشوارع الكويت، فإنه لا تنفع لا كاميرات ولا مخالفات مقابلها المادي فقط.
فقبل أيام بعد هطول الأمطار على هذه الأرض الطيبة، كيف عمل هؤلاء المستهترون من الدوارات، حلبات للاستعراض بسياراتهم الرياضية والجيبات والوانيتات المختلفة، من دون أي ردع مروري لهم.
لقد أصبحت اسطوانة الرد من الطوارئ، هي جملة واحدة: "روح صورهم وابعثهم لنا"، فعليها نتساءل: هل أصبحنا لهذا الحد من الردود؟، وهل أصبحت أصوات عوادم السيارات هي المسيطرة بالشوارع؟.. وهل أصبحت أرواح العائلات تحت هذا الخطر المحدق بهم؟
فالسيطرة على الشارع لا تكون إلا بالنزول إليه، وفرض القانون الحقيقي والواقعي هو العمل الميداني.. فالوضع يزداد سوءاً. والاستهتار والرعونة وهذا الانفلات اللا أخلاقي من البعض، يجب أن يردع بأيدي من ائتمنت عندهم الأمانة... وتوزيع كاميرات المراقبة على الميادين والدوارات الرئيسية، يجب أن تعطى له الأولوية الكاملة. إذ أصبحت الأمطار فأل بؤس للبعض، بسبب ما يسببه هؤلاء المستهترون من إزعاج في أواخر الليل للعائلات والأطفال، ومصدر داهم للخطر لكل مستخدمي الطريق.
"اللهم احفظ الكويت".

محام وكاتب كويتي
[email protected]
آخر الأخبار