الأربعاء 07 مايو 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

كتاب "حياة الملك عبدالعزيز في الكويت"... يوثّق لمسيرة مؤسس السعودية حتى استرداد الرياض

Time
الاثنين 13 يناير 2020
View
5
السياسة
كتب - جمال بخيت:

صدر عن دار شيماء نبيل الملا للنشر والتوزيع كتاب "حياة الملك عبدالعزيز.... في الكويت"، للمؤلفة شيماء نبيل الملا، وهو كتاب يوثق لحياة مؤسس المملكة العربية السعودية في الكويت حتى استرداده الرياض من العام 1892إلى 1902م.
تكمن أهمية الكتاب في ندرة المراجع، والكتب العربية التي تتناول السير التوثيقية والموثقة لشخصيات كان لها دور بارز في التاريخ العربي، وفي نهضة الدول العربية المعاصرة بشكل عام، ودول مجلس التعاون بشكل خاص، إذ كانت السير الذاتية والأحداث الكبرى ليست إلا مقتطفات، وأقوال مبعثرة في المراجع والكتب الأجنبية أو العربية أو حتى الصحف والمجلات.
يتضمن الكتاب خمسة أبواب ونبذة عن الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية، والذي وضع لبنات مؤسسات الدولة على قواعد عصرية حديثة، حتى شرع في تنفيذ أكبر مشروعٍ حضاري ساعده في تحقيق الاستقرار، وهو مشروع توطين البدو الرحل في تجمعاتٍ سكنية، أطلق عليها آنذاك اسم (الهجر).
وعمل على مدّها بالخدمات الأساسية كالماء والتعليم والصحّة، ثم عمد بعد ذلك إلى تأمين طرق الحجّ وأتبع ذلك إجراء تحسينات وترميمات واسعة في المسجد الحرام، وأحدث توسعة في المسجد النبويّ الشريف، كما تتطرق إلى أقوال وآراء العديد من رجال السياسة والرحالة الغربيين الذين تحدثوا عن شخصية الملك عبدالعزيز، ومنهم الرحالة والسياسي البريطاني جون فيلبي وآرمسترونغ والمستشرق المجري جومانوس وكنت ويلمز وجواهر لال نهرو والدكتور ستانلي ميليريا من الإرسالية الأميركية في الكويت والبحرين ود. بول هاريسون وغيرهم الكثير.
وتتناول المؤلفة في الباب الأول الدولة السعودية الأولى التي بدأت منذ العام "1157هـ (1744مـ"، أي في العام نفسه الذي اتجه فيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الدرعية قادماً من العينية، بعدما يئس من أهلها في عونه ومناصرته، ووجد الشيخ ابن عبدالوهاب كل الترحاب والمناصرة من أمير الدرعية محمد بن سعود واتفقا على تنقية العقيدة الإسلامية من كل الشوائب التي لحقت بها، وقد امتدت هذه الحقبة السياسية لمدة 57 عاماً، تلتها الدولة السعودية الثانية التي بدأت العام"1240هـ-1824مـ" في العام نفسه، الذي فتح فيه الإمام تركي بن عبدالله مدينة الرياض، بعد معارك شرسة دارت رحاها مع الضابط عبوش الذي كان يرابط مع جنوده في مدينة عنيزة، الذي تمكّن من الأمير مشاري بن سعده فقتله، غير أن الأمير تركي دحره، وأبعد قوات
محمد علي، وأخضع نجداً والإحساء والقطيف لإمارته، لتستمر الدولة الثانية حتى العام 1309هـ-1891 مـ.
وتبحث المؤلفة في الباب الثاني ميلاد الملك ودراسته في الرياض والرحيل منها إلى يبرين، بالإضافة إلى نبذة عن والدة الملك سارة السديري، ثم وصول الملك عبدالعزيز إلى البحرين، ومفاوضاته مع متصرف الإحساء وبعدها وصوله إلى الكويت ثم قطر.
وتفرد المؤلفة الباب الثالث للإمام عبدالرحمن، والد الملك عبدالعزيز وتنقلاته حتى استقر به الحال في الكويت في بيت العامر، حيث استقبل أمير الكويت الشيخ محمد الصباح، سفن عبدالعزيز بن سعود وأسرته في ميناء الكويت وأوكل إلى زوجته الشيخة مريم حمد الصباح مهمة استقبال سارة السديري. كما تناول الباب دراسة عبدالعزيز في الكويت وزياراته إلى الدواوين وعلاقته مع الشيخ مبارك الصباح، وحنينه إلى الرياض وزواجه الأول من شريفة صقر العنجري من قبيلة بني خالد، والتي وافتها المنية بعد ستة أشهر من زواجها، بالإضافة إلى علاقة عبدالعزيز المميزة مع أخته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي كانت مصدر إلهام وتشجيع له، كما تناول الباب زواج عبدالعزيز الثاني من وضحى بنت محمد آل عريعر من قبيلة بن خالد أيضاً، والتي أنجبت له تركي وسعود ومنيرة.
ويأتي الباب الرابع بعنوان: "عبدالعزيز... قبل معركة الصريف"، حيث خرج الإمام عبد الرحمن وابنه عبدالعزيز من الكويت مع مقاتليهم في النصف الأول من العام "1900مـ"، إلى إقليم "سدير" في نجد وأغار على قبيلة "قحطان" الموالية إلى أمير حائل عبدالعزيز بن رشيد، ونجح في غزوه وكسب الغنائم، ثم توجه عبدالعزيز إلى الرياض بهدف استردادها، حيث اجتاز عبدالعزيز ما بين الشوكى والرياض في يومين، وهي مسافة تستغرق أكثر من يومين للوصول إلى الرياض، سيراً عادياً.
لكنه هنا وضع خطّة تعتمد على السرعة والمفاجأة، بخلاف زحفه إليها في العام التالي، فسبق الريح حتى لا تحمل أخبار زحفه إلى مسامع حامية الرياض، فتأخذ أهبتها للدفاع، فتحققت المفاجأة ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها، ومن حاميتها، فلجأت الحامية لـ "المصمك" محتمية به، ودافع الأهالي قليلاً، لأنهم ظنوا أن القادم جيش مبارك، ثم استسلموا عندما علموا أنه ابن سعود، وبعدها تتطرق المؤلفة إلى انسحاب عبدالعزيز من الرياض، لأن بن رشيد سيصل إلى الرياض بقواته.
ويتناول الباب الخامس استرداد الرياض، حيث خرج عبدالعزيز من الكويت بقوة صغيرة قوامها أربعون مقاتلاً، بما يوحي بأنه دبّر الأمر ورتبه من كلّ النواحي، بل توحي بأنه قد فضّل الخروج بتلك القلة القليلة، لكي يكون سريع الحركة والوثب والكر والفر، فيما لو واجهته قوات بن رشيد، واسترد عبدالعزيز الرياض بعد طول انتظار ومعاناة وتفاصيل كثيرة.ويحفل الكتاب بمجموعة كبيرة من الصور التوثيقية التي توثق مراحل حياة الملك عبد العزيز التاريخية.






آخر الأخبار