كلاب المسعى

محمد خلف الشمري

"صبحكم الله بالخير يا جماعة"، قالها ابو الشباب، ثم اضاف:" عندي سؤال بريء، واتمنى عمي الشيخ يجاوب عليه، لان على ما اعتقد، وأكاد اجزم، ان عنده الإجابة، والسؤال هو عن كلاب المسعى لانى اسمع عنهم ولا اعرف وش قصتهم"؟
الشايب:" لفي بينا يا دنيا، هالسؤال هذا بيوم من الايام سألته لجدي من امي وكان الجواب: كلاب المسعى مثل يضرب لأي واحد محد يستفيد من وراه شي! والمسعى، وخصوصا ما بين المروتين، كان يقع في وسط السوق بمعنى المحلات دار مداره، وكانت الحركة بالسوق دائمة من المعتمرين والحجيج وكانت الناس تقط (ترمي) زوايد الاكل للكلاب، اعزكم الله، اللي متبطحه بالاظله ما غير تكش الذبان بذيلها.
وكانت كلاب المسعى مميزة عن كل كلاب الدنيا بوجود خادم لها يسمى شيخ الكلاب، يجيب لها الاكل والماء، ويحميها من اذى الأطفال، ويكف أذاها عن المسجد الحرام وزواره، وبعد توسعة الحرم ادخل المسعى بحدود المسجد الحرام، وعلى هذا الأساس تفرقت كلابه بين الحواري"!
الخبير:" ربنا يفتح عليك من علمه يا عم الحج نورت محكمة ديوانيتنا بحكاية مثل اول مرة اسمع عنه، وقبل ما اسلم المايك يا ريت
ابوالشباب يقولنا هو عاوز المثل في ايه"؟
الشاب:" بكلمة راس يمكن! السالفة وما فيها تذكرت المثل بعد ما سمعت ناس كانت تبارك وتؤيد وتدافع عن الوضع السيئ اللي ضارب اطنابه بقرية بلاليط منذ سنوات طويلة! واليوم جك بوم بلا خجل بدلوا الماسكات لإظهار أنفسهم بأنهم يموتون ويعشقون الإصلاح والتأهيل، وكل ما يتعلق بحبل الغسيل ويا دنيا لفى بينا"!
المتمولس:" اصبح الهاتف مثل الزوجه نسهر...ننام...نضحك مع بعض، فاللهم ارزقنا البطارية الصالحة والشاحن الاصلي"!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي