الأربعاء 16 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كوثر بن هنية و"بنات ألفة"… في "البحر الأحمر السينمائي"
play icon
الفنية

كوثر بن هنية و"بنات ألفة"… في "البحر الأحمر السينمائي"

Time
الثلاثاء 05 ديسمبر 2023
View
72
sulieman

حضور بطلة القصة الحقيقية لأحداث الفيلم التونسي… بعد حصده جوائز وتميزه عالمياً

شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي بدورته الثالثة، عرض الفيلم التونسي "بنات ألفة" بحضور أبطال وصُناع الفيلم، وقد توسطت المخرجة التونسية كوثر بن هنية، فريق وبطلات فيلمها على البساط الأحمر للمهرجان قبل عرض العمل. كما تألقت كذلك الفنانة إشراق مطر، من بطلات الفيلم، والإعلامية صوفيا سعيدي، أما المفاجأة فتمثلت في حضور ومشاركة ألفة الحمروني، بطلة القصة الحقيقية لفيلم "بنات ألفة"، وهي التي استوحى الفيلم قصته منها ومن حياتها مع بناتها، وقد توسطت الفريق بمعية المخرجة بن هنية.
وحقق فيلم "بنات ألفة"، نجاحاً كبيراً خلال الفترة الماضية؛ حيث تم عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية الكبرى حول العالم، وكانت آخر الجوائز التي حصدها العمل هي جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان جوثام الدولي، التي تُعد من أكبر الجوائز في السينما العالمية.
وبدأ "بنات ألفة" مشواره مع العالمية من خلال عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، وحصد ثلاث جوائز ضمت جائزة "العين الذهبية" مناصفة مع الفيلم المغربي "كذب أبيض" المشارك في مسابقة "نظرة ما"، كما حصد جائزة "السينما الإيجابية"، التي تُمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام المرشحة بالمسابقة الرسمية في "كان" إلى جانب الجائزة الثالثة التي حصدها "بنات ألفة" وهي "تنويه خاص" من لجنة جائزة الناقد "فرنسوا شالي"، التي تقدمها جمعية فرنسوا شالي منذ 27 عاماً، على هامش مهرجان "كان" من قبل مجموعة من النقاد والصحافيين، كما حقق الفيلم انتصاراً من خلال ترشيح السينما التونسية له للمنافسة على جائزة "أوسكار" أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية.
وتُعد المخرجة التونسية كوثر بن هنية، من الأصوات السينمائية الفريدة، التي تثري الفن السابع بالقصص الإنسانية المؤثرة. وتمكنت منذ بدايتها أن تلفت الانتباه، وتثير الإعجاب من خلال أعمالها المتميزة التي تتسم بالجرأة والتجديد. كما أن مسارها السينمائي حافل بالإنجازات؛ حيث قدمت أفلاماً معبرة تستحق الاهتمام، وكُرِّمت بشكل كبير في مهرجانات سينما عالمية عدة؛ حيث فازت بجوائز مهمة، وترشحت أفلامها لجائزة "الأوسكار"، وبفضل رؤيتها الفريدة ومهارتها في إخراج الأفلام، أصبحت بن هنية صوتاً لامعاً، ومع فيلمها "بنات ألفة"، عادت بن هنية، إلى المهرجانات الدولية ونالت اهتماماً كبيراً، وجذبت الأضواء لإبداعها.
عن علاقتها بمهرجان "كان" حتى بلوغها المسابقة الرسمية فيه، قالت بن هنية: كانت تجربة "شلاط تونس" رائعة كونها تجربتي الإخراجية الأولى في "كان"، بعدها عدت إلى المهرجان العام 2017 بفيلم "على كف عفريت"، في مسابقة "نظرة ما"، وفي العام 2020 كنت على وشك المشاركة في المهرجان بفيلم "الرجل الذي باع ظهره"، لكني شاركت به في مهرجان "فينيسيا" السينمائي الدولي، ووصل إلى القائمة القصيرة لترشيحات "الأوسكار" بفئة أفضل فيلم أجنبي، لكن جائحة "كورونا" تسببت في إلغاء نسخة مهرجان "كان" آنذاك، حتى وصلت إلى المسابقة الأكبر هذا العام وهي المسابقة الرسمية من خلال فيلم "بنات ألف"، لذلك تعتبر تجربتي مع المهرجان الفرنسي خاصة ومميزة.
وتشير بن هنية، إلى أن "بنات ألفة" مدعوماً من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية، وقالت: أولاً، وجود مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي في المنطقة خبر سار جداً، أسعدنا كثيراً بوصفنا صناع أفلام ومبدعين من العالم العربي نواجه أزمة كبرى تتعلق بصعوبة الحصول على تمويل مادي لتنفيذ أفلامنا، ما يضطرنا إلى عقد شراكات إنتاجية مع جهات أوروبية مختلفة كانت تتحكم في العديد من الأمور آنذاك بسبب امتلاكها الحصة الأكبر من المال في موازنة الإنتاج، أما الآن مع وجود عنصر إنتاجي قوي من العالم العربي أصبح لدينا قوة أكبر خلال التفاوض والشراكات مع جهات الإنتاج العالمية المختلفة، وهو ما يجعلنا قادرين على إيصال صوتنا وتقديم قصصنا إلى العالم دونما قيود.
وتشيد المخرجة كوثر بن هنية، بالتعاون مع النجمة التونسية هند صبري، التي جسدت الشخصية الرئيسية لفيلم "بنات ألفة"، قائلة: هند صبري، فنانة ذكية، ولديها حس المغامرة، وتسعى دوماً إلى الخروج من منطقة الأمان، وكان "بنات ألفة" هو الفيلم الذي أخرجها من منطقة الأمان الفنية، ويحسب لها جرأتها في المشاركة في هذا المشروع البعيد عن هالة النجومية وشباك التذاكر وحسابات الشهرة الفنية.
وتكمل بن هنية: التحضير لفيلم "بنات ألفة" استغرق سنوات، وبداية الفكرة كانت رغبتي في تقديم فيلم وثائقي، وفي ذلك الوقت استمعت إلى الشخصية الحقيقية وهي الأم "ألفة" خلال حديثها عن بناتها في الراديو، باعتبارها الشخصية التي ذاع اسمها في كل أنحاء العالم منذ العام 2016، بعد إثارتها علناً مشكلة تطرف ابنتيها المراهقتين، "رحمة وغفران"؛ حيث تركت الشقيقتان تونس للقتال ضمن صفوف تنظيم "داعش" في ليبيا، وحينما استمعت لحديث الأم في الراديو، شعرت أن لديها جانباً روائياً يستحق تقديمه إلى الجمهور، فقد جذبني إليها كونها أمّاً وفي الوقت نفسه مليئة بالتناقضات، فهي تجمع بين الحب والعنف، وذلك يصلح لتقديم قصتها برؤية سينمائية، لذا قررت تقديم فيلم وثائقي ممزوج بالروائي عنها مع الاستعانة بالشخصيات الواقعية للقصة.

آخر الأخبار