كُنْ رَجُلاً ذا مُرُوءة

د. خالد عايد الجنفاوي

تشير المروءة الى أي صفة نفسية، أو موقف شخصي، يرتكز على الأخلاق الحميدة، وتدل المروءة كذلك على تجنّب الرجل ما يشينه، وسعيه المستمر الى أن يكون صاحب خلق فاضل، وألاّ يظهر منه ما هو قبيح قولاً أو سلوكًا، ومراعاته لمحاسن الأخلاق في حياته الخاصة وأثناء تفاعله وتعامله مع الآخرين في العالم الخارجي، والمروءة في ثقافتنا العربية والإسلامية بخاصّة هي كمال رجوليـة الرجل، وعلامة مميزة على وصوله الى مرحلة فائقة من السمو الأخلاقي، ومن بعض مبادئ المروءة وبعض الوسائل المتاحة لاكتسابها كسمة مميزة في شخصية الرجل ما يلي:
-يأخذ الرجل ذو المروءة بما هو حميد وبنّاء ومنصف وعادل ومتوازن وإيجابي من الأقوال والتصرّفات.
-بعض أهم مبادئ مروءة الرجل: النأي عن الكذب ولو مزحًا، والإخلاص والوفاء التام بالمسؤوليات الأخلاقية التي تقع على عاتقه، وتجنّبه للخيانة بكل أشكالها وأنواعها، وتأنّفه عن ظلم الناس، وغضّه بصره عن حرماتهم، وسعيه المتواصل الى ضبط نفسه،لا سيما في الظروف والمواقف النفسية الشديدة، وحفاظه على الشجاعة الأخلاقية، وتذكيره نفسه بأنّ الله يراه ويراقب تصرفاته في سرّه وعلنه، وامتناعه عن الانغماس في ما يفرّق الجماعة التي ينتمي اليها، وإحسانه للضعفاء وللمساكين، وترفّعه عن الحقد، وعدم اِنطواء نفسه على الضغائن، ومسكه للسانه عن اِغتياب الآخرين، وأن لا يخرج من يده ولسانه سوى ما هو أخلاقي وحسن.
-لا توجد علاقة بين المروءة والتعصّب القبلي، والطائفي، والفئوي، والطبقي، فالرجل ذو المروءة لا ينغمس في القبلية والعنصرية والتطرف الطائفي، والاستعلاء، والإقصاء، الفئوي والطبقي، بل يتعامل مع الناس وفقًا لمبادئ الخلق الحسن والتعامل الإنساني النبيل.
-بعض وسائل اكتساب سمة المروءة: التطوير المستمر للذات لما هو أفضل، وزرع الأخلاق الحسنة في البيئة المحيطة عن طريق ممارسة الأخلاق الحميدة في الحياة، الخاصة والعامة، والنظر الى الانسان الآخر كفرد مساوٍ لنا في القيمة الأخلاقية وفي السمات الإنسانية المشتركة، وتحرّي ما هو صادق وما هو حلال وما هو عادل وما هو أخلاقي في كل الأحوال والظروف والمواقف الحياتية، فكُن صاحب مروءة تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi