كُنْ سهلاً وممتنعاً وبين ذلك قواما

د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالعاقل، ولا سيما من يجد نفسه أحيانًا في بيئات يغلب عليها الافراط والتفريطـ، والمظاهر والأقوال الخادعة، وتكثر فيها السلوكيات السلبية، والتلاعب والاستغلال وعدم تقدير المعروف والحشرية، وتزيد فيها نسب النفاق الاجتماعي والكذب وخرق العهود والمواثيق الأخلاقية والنّصب والاحتيال وأساليب المراوغة والغش، أن يكون سهلاً وممتنعًا وبين ذلك قوامًا، وهي سمات ومهارات فكرية وسلوكية فعّالة ومجزية، ومنها بعض ما يلي:
-أن تكون سهلاً وممتنعًا وتكون كذلك قواما (وسطًا بين الطّرفين) هو أن تكون لينا ومتسامحا ومتغافلاً عن السهوات والأخطاء البشرية بقدر معين، فلست أنت بالمسرف في توقعاتك الإيجابية، ولا منغمسا في تشاؤمك أو تفاؤلك أثناء تعاملك مع الآخرين.
-الانسان السهل الممتنع هو الذي لا ينغمس في التفكير العاطفي حتى يغلب على رجاحة عقله، ولا يشرد ذهنه في التفكير المنطقي حتى يتجاهل الدوافع العاطفية والنفسية الخفية وراء أقوال وتصرفات الآخرين تجاهه، فهو مستعصٍ باختياره عن أن يكون عاطفيًا وانطباعيا للغاية، ويصعب في نفس الوقت التلاعب به واستغلاله أو التحايل عليه.
-سيحرص المرء السهل الممتنع على ألاّ يُجرِّئ السفلة والمنحطين عليه عن طريق إكثار كلامه معهم أو مجالستهم أو تقريبهم اليه لأي سبب من الأسباب، بينما هو يعرف أنهم أنذال وبذيئون ولا يحفظون العهود والمواثيق الأخلاقية وسيكونون أول من سيفترسه وقت شعورهم بضعفه.
- سيتوقّف السهل الممتنع ومن هو بين ذلك قوامًا عن الانغماس بإرادته الحرّة في الأيديولوجيات القبلية أو الطائفية او الفئوية بسبب إدراكه أنها تخدم فقط مصالح قلّة قبلية أو طائفية أو فئوية مؤثرة على حساب الأتباع المطبلين، فلا ترفع شأن ما سيتم فيه استغلالك، تربت يداك.
-حري بالعاقل أن يكون عدلاً وسطا في تعاملاته مع الأقليات والمجموعات المؤثرة في المجتمع، فلا يميل لهذا الفريق حتى يبدأ يعتقد الآخرون أنه منهم، ولا ينفر من ذلك الفريق أو يتعمد استعداء أعضائه حتى يعتقدون بأنه ألد أعدائهم، فالأفراط يورد المهالك.
-كُن سهلاً وممتنعاً ومخفياً لنقاط ضعفك وواعيا بحقائق الحياة ولا سيما عندما تكون في العالم الخارجي.

$ كاتب كويتي


@DrAljenfawi