كُنْ شُجاعاً وعَبِّر عَنْ مشاعرك الحقيقية

د. خالد عايد الجنفاوي

أعتقد أنّ أحد الأسباب الرئيسة لشعور الانسان بالضيق النفسي، وأحياناً السخط والمرارة، وربما بقلة الحيلة، وشعوره بكل أنواع الحسرة والحزن، وعلى ما يبدو من دون سبب واضح، ربما يتمثل في افتقاده الشجاعة المناسبة للتعبير عن مشاعره الحقيقية تجاه الآخرين، ولا سيما من يوجدون في حياته الخاصة، فأحد المعوقات الفعلية والذي يمنع الانسان من الشعور بالسلام الداخلي والسعادة الحقيقية، ربما يتمثل في سعيه لمسالمة الآخرين على حساب كرامته وطمأنينته وسعادته، وشعوره بالخجل أو ضعف الثقة في التعبير عما يشعر به حقاً تجاههم.
ربما سيأتي على هذا النوع من الناس المُسالمين للغاية وقت، بعد فوات الأوان، سيندمون فيه حتماً على عدم تجرئهم في التعبير عن مشاعرهم الحقيقية في حينها، ومن بعض المبادئ والأسباب المنطقية والتي يُفترض أن تدفع الانسان للتعبير عن مشاعره الحقيقية طوال الوقت ما يلي:
- ليس مطلوباً منك مسايرة، أو مُدَاهَنَة، أو حتى ملاطفة كائن من كان على حساب سعادتك أو كرامتك الشخصية.
- يدل التحدث بصراحة تامة مع الآخر على رفض المتحدث الصريح الكذب على نفسه وعلى الآخرين.
- لن يعلم الآخرون عن مشاعرك وأنت تحت التراب، فعبِّر عن مشاعرك الحقيقية قبل فوات الأوان.
- إذا لم يقبل الآخر صراحتك معه، وتعبيرك عن مشاعرك الحقيقية تجاهه، فهذا شأنه وليس من شأنك.
- درِّب لسانك على قول كلمة "لا" في مكانها ووقتها المناسبين.
- الصديق الحقيقي هو من يُقدّر صدقك معه.
- جرح مشاعر الآخرين بسبب صراحتك معهم خرافة.
- إحدى أهم علامات غياب الشجاعة في التعبير عن المشاعر تتمثل في سماحنا للآخرين بالتعبير عن مشاعرهم الحقيقية تجاهنا، بينما نحن لا نجرؤ في الرد عليهم.
- للمرّة الألف: البِرُّ وفقاً للأداء!
- أحد دلائل الشجاعة الأخلاقية يتجسد في قولك لمن لا تحبه بأنك لا تطيق رؤيته، ولكنك ستتعامل معه بصدق وعدالة تامة.
- الحقيقة ستُحررك.
- لن تكون في حياتك المسالمة والمترددة للغاية، وبعد رحيلك الصامت، حتى حاشية سفلية في كتاب الحياة، فاحرص على أن تكون عنواناً بارزاً في فهرس الحياة.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi