كُنْ مُحايدًا مع أهل الجَدَل العقيم

حوارات

د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالمرء العاقل أن يحرص قدر ما يستطيع على أن يكون محايدًا وضابطًا لنفسه، لا سيما في البيئات الاجتماعية المضطربة التي تكثر فيها المجادلات النرجسيّة، والخِصام الشديد والتحاسد، والكراهية بين أشخاص بالغين عمريًّا، لكنهم صغار عقليًّا.
وترتفع لديهم نسب البطر والكفر بالنِّعَم، ومن بعض صفات أهل الجدل العقيم، وكيفية الحياد تجاههم، نذكر ما يلي:

• صفات أهل الجدل العقيم: يطغي على شخصيات أهل الجدل العقيم البطر والكفر بالنِّعَم، والخصومة الشديدة في ما بينهم على أمور جدليّة، تكشف عن عدم نضجهم الفكري والنفسي.
  وخلطهم الحقّ بالباطل، واضطراب بوصلاتهم الفكرية والأخلاقية، ويتّصفون كذلك بانغماسهم المفرط في مقت من يختلف عنهم، وبخاصة من ينتمي للمجتمع نفسه الذي ينتمون إليه، وبميلهم نحو اختلاق الصراعات، سواء بتكذيب بعضهم بعضا، أو في سعيهم الى تشويه سمعتهم لأسباب نرجسيّة صبيانية، تكشف ضحالة تفكيرهم وركاكة عقولهم، وحمقهم المستطير.
  ويكثر في بيئة الجدل العقيم التحاسد المتبادل على الرزق والنِّعَم، وستجد أحيانًا كثيرة أنّ هذا النفر الجدليّ يعيش غالب الوقت في رغد عيش لم يحلم به أجدادهم وآباؤهم، لكن بسبب ترسّخ الكفر بالنِّعم في عقولهم الصغيرة، تجدهم يتغافلون عمدًا عمّا هم فيه من أمن واطمئنان وعيش رغيد وسِلم أهلي.
  وينغمسون في جدالات عقيمة بينهم تنتهي غالب الوقت بترسّخ مزيد من الكراهية المتبادلة، وتلاحظ على أهل الجدل العقيم ترويجهم لأيديولوجيات، قبلية أو طائفية أو فئوية، تفرّقهم وتشتّت جمعهم، وتقدّمهم كضحية سهلة لكل من يتمنى لهم جميعهم الشرّ.
  لكن بسبب طيشهم وحماقتهم، يغيب عنهم ما يحوك لهم أعداؤهم الخارجيون من مؤامرات.
• المُحايِد في بيئة الجدل: حري بالمرء العاقل، لا سيما من هو بصير بالأمور الحياتيّة، أن ينأى بنفسه عن الاختلاط بأهل الجدل العقيم قدر استطاعته، ويجدر به أن يقف موقفًا محايدًا تجاه خصوماتهم وتحاسدهم المريض، ونقاشاتهم البيزنطية، التي توقعهم حتمًا في أيدي ألد أعدائهم.
  وأن يحرص المحايد المتّزن في قوله وفعله على مقاومة إغراءات الجدل التي يدفعها نحوه أهل البطر والكفر بالنِّعم، لكي يقع في شباك جدلهم العقيم التدميري.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi