لاَ تَكُنْ ظَهِيراً للفاسدين والمُفْسِدين

د. خالد عايد الجنفاوي

" قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ" (القصص 17).
يجدر بالإنسان العاقل، وخصوصًا المرء المسلم المؤمن، في عالم اليوم المضطرب، الذي يكاد يفيض بالمؤامرات التخريبية الداخلية منها والخارجية ضِدَّ الأمة الإسلامية، ألاّ يكون ظهيرًا ومعينًا ومساعدًا أو مؤيداً للفاسدين وللمفسدين، سواء في البيئة التي ولد ونشأ فيها، أو في الخارج، فظهير الفاسدين والمفسدين، لا يكون سوى فاسد ومُفسد مثلهم، ولو تخيّل في نفسه عكس ذلك، ومهما اخترع أسباب "منطقية" وراء أقواله وتصرفاته المؤيدة لأهل الفساد والافساد، ولا سيما الجبابرة المتسلِّطين الفاسدين، والطغاة الساقطين، والمستبدين الظلمة، وبالأخص المُفسدين عمدًا للمجتمعات الإسلامية المحافظة، ومن بعض دلائل إعانة ومساعدة الفاسدين والمُفسدين، وكيفية تجنّب المسلم المؤمن في عالم اليوم الوقوع في مستنقع دعم وتأييد أو تمكين أهل الفساد والإفساد في تدميرهم للمجتمع الإسلامي المحافظ، ما يلي:
-دلائل تمكين وإعانة الفاسدين والمُفسدين: يُصبح الانسان ممكّناً ومعينًا وداعمًا واضحًا لأهل الفساد عندما يقبل أن يكون ضحية لهم، عن طريق عدم حذره منهم، وانقياده وراء شعاراتهم ودعواتهم المشبوهة، وصمته لفظيًا وعقليًا وقلبيًا عن رفض الفساد والإفساد المتعمّد لثقافته ولهويته الدينية الاسلامية، وتبريره الساذج أحيانًا لكلام ولكتابات ولتغريدات ولتصرفات الفاسدين والمُفسدين على أنها دلائل على تحضّره، مع أنه يدرك في قرار نفسه أنها عكس ذلك تمامًا، وقبوله لترهات ولخزعبلات ولكذب بعض المُنبهرين الحمقى ببعض الحضارات غير الإسلامية، وبخاصة الفاسدة منها روحيًا وأخلاقيًا، وبالأخص سعيه الساذج لاختراع ذرائع، لا يصدّقها في قرار نفسه، للَغْو بعض الملحدين الزنادقة من أبناء جلدته، وزعمه أن بعض ما يهرفون به، ويظهرونه او ما يخفونه من كفر هو نوع من ممارسة حرية الرأي والتعبير!
-مكافحة الفاسدين والمُفسدين: أقل شيء يمكن أن يعمله المسلم المؤمن البالغ في مكافحته لأهل الفساد والإفساد، هو تربية أبنائه وبناته على الاعتزاز بهويتهم وبقيمهم الاخلاقية الإسلامية، وتدريسهم كيفية عدم التأثر بكل ما يهدف الى زرع الشك في قلوبهم المؤمنة، وعن طريق حرصه أيضًا على أن يكون هو نفسه قدوة في رفض الفساد والإفساد.

كاتب كويتي


@DrAljenfawi