الجمعة 16 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

لا تتعب نفسك

Time
الثلاثاء 06 أبريل 2021
View
5
السياسة
منى العازمي

بعض الأشخاص يُسهب كثيراً في شرح نفسه للآخرين، يُحاول إقناعهم بأنه الملاك الوحيد بين هؤلاء البشر، وكثير من الموظفين يقومون بأعمال قد لا يكونون بحاجة لها فقط ليحاولوا الوصول إلى ثقة المسؤول، ونجد بعضهم يُسرف في تقديم الهدايا في كل مناسبة اجتماعية أمهمة كانت أم عابرة فقط، ليثبت للمجتمع بأنه شخص يحافظ على التواصل، وقد يكون هذا الشخص صاحب الهدايا لا يظهر إلا في المناسبات، بينما يغيب عن التفاصيل اليومية التي تقربه من مجتمعه أكثر.
وكثير من الناس يتلفظون ببعض الكلمات الاعتيادية وهم لا يعنونها ولا يعرفون كيف يؤدونها أساساً، فيفرط أحدهم في قول كلمة "أحبك" ويفرط آخر بقوله: "إنك أفضل إنسان عرفته"، ويفرط ثالث بقوله: "لو خسرتك ستقف حياتي"، هي كلمات نرددها فقط لتتمكن عجلة المجتمع من إكمال مسيرتها.
وفي الحقيقة نحن لا نحتاج لمزيد من الكلمات كي نشرح أنفسنا، ولا نحتاج لمزيد من الطاقة الصوتية كي نردد بعض الكلمات، ولا نحتاج لإنفاق الكثير من المال في شراء الهدايا لشرح موقعنا الاجتماعي، إن العلاقات البشرية لا تحتاج إلا لشيء واحد هو الصدق.
الصدق هو الذي يجعلنا نشرح أنفسنا من غير أن نسرف في الكلام، الصدق هو الذي سيشرح مشاعرنا من دون النطق بتلك الكلمات الاستهلاكية.
الصدق في العلاقات هو الذي تزفه لنا العفوية من خلال التفاصيل الصغيرة التي قد لا يأبه بها عبيد الكلمة، قد تجد الصدق في الحب من خلال كوب الماء، وقد تجد الصدق في العمل من خلال التلطف في التعامل مع من هم أقل منصباً، وقد تجد الصدق الاجتماعي في سؤال عن الحال.
فالصدق هو الشيء الوحيد الذي لا يُمكن شرحه ولا يُمكن طلبه، فهو يظهر بالاهتمام في الأشخاص، الأماكن، العمل، التفاصيل الصغيرة.
وحده الصدق لا يحتاج بذل المجهود في شرحه، ولا انتظار مُناسبات كبيرة لشرحه، وحده الصدق يظهر بشكل تلقائي لا يمكن حجبه، ويظهر واضحا جليا دونما الحاجة لإبرازه من خلال بهرجة اجتماعية أو عملية. فيا أيها الفرد وفَّر على نفسك جهد الحديث، ودع لأفعالك مهمة شرح مشاعرك ووزنك الاجتماعي للآخرين من خلال تقنية الصدق.

كاتبة كويتية

[email protected]
آخر الأخبار