لا تحاسدوا

طلال السعيد

في حديث صحيح للحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بدأ الحديث بقوله: "لا تحاسدوا"، والمعنى ألا يتمنى احدكم زوال النعمة عن الاخر، ففي ذلك خطر كبير على المجتمع بعامة، وهناك مثل شعبي قديم يقول: "لولا الحسد ما مات أحد"، ومعناه معروف، فالحسد آفتنا في الكويت كلنا نمارس الحسد بطريقة أو أخرى، لكن حين يكون الحاسد مسؤول خدمي يفترض فيه أن يحل مشكلات السكن التي يعاني منها كل كويتي، فيصرح وبالفم المليان أن دول الجوار لا تعطي السكن إلا لكل محتاج أو محدود الدخل، ومعنى تصريحه هذا أنه سيوقف صرف قروض بنك الائتمان الى حين التأكد من أن المتقدم محتاج للقرض أو محدود الدخل، ثم يجري بحثا اجتماعيا عن المتقدم، وقد يطول بحثه ويحتاج إلى شهود، وتوقيع من المختار، بالاضافة الى الاوراق الكثيرة التي يقدمها طالب القرض السكني.
ولا يستبعد أن يشكل لجنة شرعية يعرض عليها الملف، وتطلب من المتقدم شهادة من امام المسجد الذي يصلي فيه واثنين من المصلين العدول، ثم يقسم المتقدم على المصحف انه بحاجة الى القرض للبناء، ولن يسافر بجزء من القرض الى المغرب!
أما عن دول الجوار التي يقصدها فأعتقد انه يقصد جمهورية العراق، أما دول الخليج فبعضها تعطي بيوت السكن كمنح لمواطنيها المحتاجين الى سكن من دون مقابل!
ما الذي يجري بالضبط، ولماذا مسؤول كبير يشغل مرتبة عالية وضع لخدمة الناس يشغل نفسه بالحسد وينسى مهمات وظيفته التي اشغله الحسد عنها؟
في كل صلاة جمعة يدعو الامام ونؤمن على دعائه اللهم ارزق ولاة امرنا البطانة الصالحة التي تعينهم على فعل الخير، واذ بالبطانة، وللاسف الشديد، تحرض ضد المواطن، ولا اعرف ما الذي يستفيده احدهم من مثل تلك التصريحات، وما الذي يريد الوصول اليه، وبدلا من يصل بالبنك الى مرحلة أن يمول نفسه بنفسه من خلال فتح آفاق جديدة للاستثمار، يخفف الاعتماد على تمويل الحكومة، ويستثمر كذلك تدفقات اقساط المقترضين التي هي من دون فوائد، بدلا من كل هذا بدأ ينادي بوقف الاقراض لغير المستحق، والذي يحدد مدى استحقاقه هو بنفسه!
كان الله في عون المواطن الكويتي وساعده على حسد كبار مسؤولي الدولة الذين لم يسمعوا الحديث الشريف الذي يقول "لا تحاسدوا"... زين.

[email protected]