السبت 27 يوليو 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لا شوارع صالحة ولا حتى أخلاق الناس
play icon
الأخيرة   /   كل الآراء

لا شوارع صالحة ولا حتى أخلاق الناس

Time
الاثنين 20 نوفمبر 2023
View
140
sulieman

مختصر مفيد

تهطل الأمطارعلى بلدنا كل سنة، ولا حتى فكرنا ان ننشئ خزانات كبيرة تتجمع فيها الأمطار.
فقبل سنوات هطلت أمطار على البلاد، وقيل ان قيمة الأمطار كانت نحو 145 مليون دينار، وقد قال البارئ عز وجل عن الأمطار إنها "ماء طهور"، فلو كانت لدينا خزانات نحفظ فيها مياه الأمطار النقية والعذبة، لاستفدنا منها بالزراعة أو حتى للشرب، لكننا لم نفعل، لأن المسؤولين في الدولة لا يفكرون بعمق.
اضطررت لغرض ما أن أذهب الى منطقة أمغرة، قرب الجهراء، وصُعقت مما رأيت من سوء تخطيط الطريق، وأنا أقود سيارتي، ثم أضعت الطريق ودخلت منطقة سعد العبدالله، وقبل هذه المنطقة وما تلاها، سارت سيارتي فوق الحفر، التي تحطم المعاونات، فصرفت النظر عما جئت من أجله، وعدت للبيت.
معروف ان "الأشغال" أو"الداخلية" رصفت بعض الطرق قبل الإشارة الضوئية بطابوق مزعج للسيارة أطلقت أنا عليه اسم "طابوق ميلانو"، وهو ما تستخدمه شوارع بيروت، لكن ما أزعجني في إيطاليا أنك لا تستطيع المشي براحة في شوارع ميلانو، وأنت تطأ هذا الطابوق، يعني السالمية عندنا أجمل بكثير من ميلانو.
انزعوا هذا الطابوق المزعج من الشوارع، وضعوا بدلا عنه طبقة مريحة من الإسفلت.
ثم مـَن الذي اقترح وضع الزهور البيضاء على الرصيف المواجه لمنطقة الشِعب قبل السالمية؟ إن الزهور تبدو وكأنها تجمع لمناديل الورق (كلينيكس)، يا حكومة، أما كان الأفضل وضع الزهور الحمراء مثلا؟
وفي وسط البلد داخل المدينة، لا توجد دورات مياه عامة، وإن وجدت، فهي بالكاد نادرة، وعندما تدخلها وتوصد الباب خلفك، لا تستطيع نزع عقالك أو الغترة وتضعها في مشبك، بل لا يوجد مسمار واحد تضع عليه ملابسك، يعني الحكومة بخيلة حتى في بذل مسمار واحد، انعدام ذوق في كل مكان.
وعند الإشارة الضوئية، ننتظر وقتا حتى تفتح الإشارة الخضراء وكأننا ننتظر ربع ساعة، بينما في العالم كله تفتح الإشارة خلال ثوان.
إذا اضفت الى هذا هجوم الـ "وانيت" الأسود من خلفك، وأنت تقود سيارتك، كأنه يريد الانتقام منك، رفعت يدي لأقول له تمهل، وياليتني مارفعتها، والله ستر وكتب لي عمر جديد، وإلا ما قرأتم هذه السطور، فما حدث كان أسفل دوار الجوازات، ولما تخطاني قاد سيارته أمامي بحيث جعلها تلتصق بي من جهة الأمام، وكانت معي عائلتي، أي لو حدث تصادم لا نحرفت السيارتان…تـباً لكم، ويخرب بيتكم على هذه الأخلاق.
يعني لا شوارع صالحة، ولا حتى أخلاق الناس، فإذا أضفنا الى هذا سائقي السيارات ممن يعانون اضطرابات نفسية، وعددهم نحو 90 ألف مواطن و36 ألف مقيم، أوممن يتعاطون المخدرات، تصبح شوارعنا خطرة أمام الجميع، بل ظهر خبر انه حتى أطفالا عمرهم عشر سنوات يتعاطون المخدرات، وبعض الأبناء يعتدون أو يقتلون آباءهم والسبب المخدرات.
كذلك زادت حالات الانتحار، وهو ما يتطلب من الدولة تبني مناهج تعليم وتربية متطورة، مع اهتمام الآباء بتربية الأبناء التربية السليمة، فيما اعتبرمتخصصون ان غياب الترفيه سبب لمشكلات التعاطي والعنف.
نمتلك جميع مقومات الدولة المتقدمة، لكننا نعيش وكأننا في دولة متخلفة، فمتى نصبح مجتمعاً راقياً، ومتى تطلع الحكومة على أفكار الدول الأخرى لإصلاح الأوضاع الداخلية، وما ذكرناه أمثلة فقط، فعيوب الحكومة كثيرة؟
الحل يكمن في اتباع نظام تشترك به الحكومة مع مجموعة من المفكرين الأكاديميين وممثلين عن قطاع الإنشاء والصناعة، ثم يرفعون التوصيات المناسبة الى البرلمان والى الوزارات المختصة، وقد تبنت النمسا هذه الفكرة لإصلاح وضعها الداخلي، فأصدرت قوانين أثناء حكم المستشار النمسوي برونو كرايسكي خلال الفترة من 1970 الى 1983، نفعت المجتمع النمساوي حتى وقتنا الحاضر.

[email protected]

أحمد الدواس

آخر الأخبار