الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لا للتطبيع
play icon
كل الآراء

لا للتطبيع

Time
الثلاثاء 07 نوفمبر 2023
sulieman

وجهة نظر

بسم الله خالق الخلق، مُظهر الحق، ناصر المظلوم، الحيِّ القيوم، إنَّ من أبغض الأشياء إلى قلبي الخيانة، بجميع أشكالها وأنواعها، واليوم وفي هذا الزمان القاسي نشهد خيانة العالم بأسره لقضية، ما أعظمها في التاريخ!
قضية قد أُهملت لسنين طويلة، القضية الفلسطينية دليل وتذكرة بأننا بعيدون عن السلام العالمي، بُعْدًا لا تُضاهيه مسافة.
القضية الفلسطينية ليست قضية دينية، ولا سياسية، بل هي قضية إنسانية، فلنتجنَّب الديانات، والتاريخ، والمُسمَّيات، وننظر للقضية بعدسة الإنسانية التي يدَّعيها الغرب؛ وقتها نُدْرك، فعلاً، من الظالم ومن المظلوم، ومن القاتل ومن المقتول، ومَنْ ذا الذي سَلَبَ الحقَّ؟ ومَنْ حَقُّهُ مَسلوب؟
يُناقشون أنفسهم، فتارة يَدْعون إلى الإنسانية، والسلام، والحرية، وتارة يحتلون الأراضي ويقتلون الأبرياء، ويتناوبون على الظلم والعدوان، والأعجب أن وفقاً للقوانين الدولية التي وافقت عليها منظمة الأمم المتحدة: للشعب المُحتل حقٌّ قانونيٌّ مُطلقٌ في مقاومة الاحتلال، بأي شكل من الأشكال، فهل يتوقّع العالم من الشعب الفلسطيني الصمت والخضوع على أحد أبشع عمليات المسح والإبادة الجماعية التي يشهدها التاريخ؟
التطبيعُ مصطلحٌ سياسيٌّ يشير إلى جعل العلاقات طبيعية بعد التوتر أو القطيعة، لكن في ظل هذه المأساة، عار علينا ترك فلسطين والوقوف ضدها في هذه الأوقات العصيبة، فهذا أمرٌ يُخالف كلَّ مبادئنا التي تَربّيْنا عليها وسْط تقلّبات الزمن.
إنَّ ما يحدث في غزة حالياً لهو الهوان والخزي لكلِّ عربي، وصدق الله: "لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ"، إنه نعيم الأمن الذي نعيشه، بينما هم يعيشون في تخبّط وقلق، نعيم الهدوء والسكينة، بينما هم يُصيبهم الخوف، نعيم الكلمة التي باتت تخفيها قلوبُنا؛ خوفاً من عدوّنا، لقد خُرِصَتْ ألسنتُنا، وأُميتت ضمائرُنا، وَوُئِدَتْ هَيْبَتُنا؛ أي خزيٍ بعد هذا؟
في وسط تقلبات الزمان وتغيُّر الأحوال، صمد الشعبُ الفلسطينيُّ بما لا يتصوّره بشرٌ، وشهدوا خيانات عدة، ولكوننا عرباً ومسلمين فنحن أملهم الوحيد بعد الله تعالى، فهم شعب يقف صامداً كجبل لا تهزُّهُ ريح، يؤمنون بما كتب اللهُ لهم، ويحبّون الموت حبَّ غيرهم للحياة، "فالموت شهيداً، أفضل من العيش سعيداً"، رزقهم الله بما صبروا جنة وحريراً، ووعدهم بنصر منه قريباً، لعلَّ الله لدعائنا سميعٌ مجيبٌ، وصدق اللهُ: "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"،
(سورة الحج، 40).
أحمد أشكناني- طالب

آخر الأخبار