السبت 27 يوليو 2024
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لبنان وسورية… بين صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد
play icon
كل الآراء

لبنان وسورية… بين صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد

Time
الاثنين 04 سبتمبر 2023
View
241
عدنان قاقون

طريقي

ترى ماذا سيذكر التاريخ عن هذه الحقبة من الزمن التي يعبر فيها لبنان وسورية والعراق؟
هذا السؤال عبر امامي بينما اتمعن واستمتع بمذكرات الصديق الصحافي الكبير غسان شربل في الزميلة «الشرق الاوسط» عن تفاصيل الغزو الاسرائيلي للبنان، والذي ادى الى تغيير معادلة اقليمية باخراج المقاومة الفلسطينية من وطن الارز.
في مذكراته تستنتج ان الشعارات العروبية التحررية كانت في واد والحقيقة، بل الخلاص في واد اخر.
وتروي المذكرات كيف تخلت موسكو الاتحاد السوفياتي عن ياسر عرفات، ويقول غسان شربل ان السفير السوفياتي الكسندر سولداتوف التقى اثناء حصار بيروت عام 1982 ياسر عرفات وقال له: «اخرج من بيروت»، رد عرفات: «كيف اخرج»؟ اجابه: « اخرج على ظهر المدمرات الاميركية»، ولاحقا ترك عرفات لبنان بحرا متوجها الى تونس.
ان عملية الخطف الجماعي لشعب باكمله واذلاله جريمة لم تحرك المجتمع الدولي، او تدفعه لاتخاذ الحد الادنى من الاجراءات العقابية. والحقيقة الصادمة ان موفدي البيت الابيض يشرعون بلقاءاتهم مع اركان السلطة جريمة العصر، وبالتالي يكاد يفقد، وربما فقد، المواطن اللبناني امل النجاة من المستنقع.
السؤال الكبير الآن: ما علاقة ما يجري في لبنان وسورية والعراق وبين المشروعين الاميركيين الكبيرين «صفقة القرن» ومشروع الشرق الاوسط الكبير؟
الاول، اي صفقة القرن التي تبناها الجمهوريون تصوره واشنطن على انه حبل انقاذ للبنان وسورية الغارقين في دوامة الفقر، ولم يعد خافيا ان كلا البلدين يواجهان اغراءات مليارية في حال المضي بهذه الصفقة.
اما المشروع الثاني، الشرق الاوسط الجديد الذي اطلقه عام 1993 رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز، وتتبناه واشنطن مع تعديلات تجميلية، فهو يقوم على تقسيم المنطقة وتحديدا لبنان وسورية والعراق الى كيانات عرقية وطائفية تفتقد لمقومات البقاء، سياديا واقتصاديا، وستعتاش على الحماية الاميركية، امنيا واقتصاديا.
ثمة سائل هنا: اين يقف الدور الروسي من هذين المشروعين في ظل ابتعاد كل من بيروت ودمشق عن دائرة الاهتمام الصيني؟
ان تخلي روسيا عن المقاومة الفلسطينية عام 1982 يوحي انها الغارقة في المستنقع الاوكراني، قد تكون مستعدة لتقديم تنازلات تحمي القيصر.
الحديث حول هذا الموضوع لا يمكن ان يختصر بأسطر قليلة، وما سبق مجرد عناوين لمرحلة متوقعة مقبلة، والمطلوب من اولئك المتحمسين للانفصال قليلا من الحكمة فقط!

محلل سياسي

عدنان قاقون

[email protected]

آخر الأخبار