

لعنات التاريخ تلاحق المجرمين والخونة
قصص إسلامية
القسوة والإبادة والدمار الشامل وتدمير المنازل والمساجد، كل هذه الصفات الشنيعة تتجسد في الطغاة الظلمة المستبدين المجرمين.
هولاكو الذي صار عنواناً للطغاة والسفاحين وكبار المجرمين في عصره، لكن يا ليت الظلمة المجرمون يعتبرون من وقائع التاريخ.
لقد دمر هولاكو المدن، وأباد سكانها، وكان شديد الكره والبغض للإسلام، يسعى جاهداً الى تدميره وتدمير المسلمين وتغيير ثقافتهم وقيمهم.
وشن من أجل ذلك حروباً وحشية مرعبة على العراق والشام، وارتكب أكبر مجزرة عرفتها البشرية حتى اليوم، عندما احتل بغداد بمساعدة الخونة، وعلى رأسهم الوزير ابن العلقمي، وأسقط الخلافة العباسية سنة 656 هجرية، وقتل نحو المليونين من المسلمين.
هذا سوى ما قتله من المسلمين في غير بغداد، وهم قرابة هذا العدد أيضًا، وذلك بسبب تحريض زوجته النصرانية ظفر خاتون التي كانت تحرضه ليل نهار على إبادة المسلمين، وكذلك تحريض الخونة من المنافقين، كالوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي وغيرهما من المتآمرين المخذلين.
عندما وصل هولاكو إلى دمشق من أجل احتلالها، وصله خبر وفاة أخيه، فعاد مسرعاً إلى مدينة قرة قورم عاصمته لاختيار الحاكم الأعظم الجديد للمغول، وترك كتبغا قائداً للجيوش من أجل احتلال مصر، إلّا أنّه قُتل وهُزم في معركة عين جالوت.
ويشاء القدر ببركة خان، وهو ابن عم هولاكو، أن يدخل الإسلام هو وكل أفراد القبيلة الذهبية المغولية في الشمال بروسيا، ويقرر بركة خان أن ينتقم من هولاكو لما فعله بالمسلمين، فشنّ حرباً عليه وانتصر عليه في معارك كثيرة، وشق صف المغول، كما هرب كبار قادة جيشه إلى الشام ومصر، وأعلنوا إسلامهم.
ثم أراد هولاكو أن يدمّر المماليك التي هزمته في مصر والشام، إلّا أنّ الظاهر بيبرس تصدى له وانتصر عليه، وأصيب هولاكو نتيجة هذه الهزائم المتتالية، والانتكاسات بالتبول اللا إرادي، والصرع الشديد، حتى أنّه بدأ يعوي كالكلاب، ولم يتمكن أي طبيب من معالجته.
وبعد فترة قصيرة من المرض توفي في يوم الإثنين الثامن من شهر فبراير لعام 1265 ميلاديّة، ودفن في جزيرة كابودي بالقرب من بحيرة أورميا.
لم يتبق لهولاكو المغولي سوى اسمه المتوحش وأعماله السيئة في بغداد وباقي الدول الإسلامية، بعد أن عانى المسلمون من طغيانه وسطوته، وجنونه ودماره، وأين ذهبت إمبراطوريته ودولته المترامية الأطراف؟ لقد دمّرها الظلم والطغيان والاستبداد والإجرام.
ما يفعله الصهاينة في فلسطين شبيه بما فعله هولاكو بالمسلمين من قبل، وأن مصيرهم سيكون كمصير هولاكو، وكذلك مصير الخونة والمحرضين والمخذلين، فالتاريخ يثبت لنا أن لكل ظالم مستبد مجرم نهاية، وأنّ الأيام ستمضي، والتاريخ سيسجل، وستلاحقهم اللعنات عبر الأجيال إلى قيام الساعة، فهل من معتبر، هل من مدكر.
إمام وخطيب
محمد الفوزان