لغة الْجَسد تَدُلُّ عَلى الحالة النفسيّة

حوارات

تحليل لغة جسد الشخص الآخر بهدف التعرّف على حالته النفسية ليس من تَكَهُّن الكهّان، أو من خزعبلات المنجمين، وليس فقط جانبًا من الفراسة التقليدية، لكنه حقل نفسيّ علمي معاصر، يستند على دراسات، وبحوث، وتجارب علميّة عن التواصل الإنساني غير الشفهي، يمكن إثباته، وتأكيده بالدلائل العلمية.
ومن بعض اعضاء الجسد الرئيسية التي تكشف عن خُلُق الانسان الآخر (حالته النفسيّة)، وبعض المبادئ العامة للغة الجسد، نذكر ما يلي:
-الوجه: يمثل وجه الانسان العضو الأهم في سياق تحليل لغة الجسد، بسبب أنّ حركاته المختلفة، مثل اتساع أو ضيق حدقة العين، ونبرة الصوت، واتجاه الحاجبين، وحركة الشفتين والعضلات المحيطة بالفم، ومستوى ارتفاع أو انخفاض الذقن، ولمس الأنف، وغيرها من التعبيرات الوجهية اللا واعية ومتناهية الصغر، التي بالكاد تلاحظ، وتكشف عن الحالة النفسية لصاحبها، ما إذا كان في حالة نفسية إيجابية، أو بالكاد يمسك غضبه، أو يشعر بالضيق والتوتّر.

• حركات الجسد: تُخبر حركات اليدين، والساقين، والقدمين، وكيفية الجلوس، والمشي، وقرب أو بعد الانسان عن الشخص الآخر، وكيفية استعماله يديه أثناء الحديث، أو الاستماع عن حالته النفسيّة الحقيقية، التي ربما يسعى لإخفائها، لكن تكشفها لغة جسده بشكل لا واعٍ، ومنها الوضعية الحركية التي يختارها لوضع قدميه وساقيه، وما هي الايماءات المعبرة التي تبدو تطغى على غيرها عند هذا، أو ذلك الشخص، في الظروف والأوضاع المختلفة.
  -لغة الجسد والمبادئ العامة: عندما يتوتّر الفرد تظهر عليه علامات جسدية معينة مثل الشفاه الجافة، أو التعرّق أو ارتعاش اليدين أو القدمين.
  وربما يبدأ باستعمال يديه وساقيه بشكل مختلف، عما يحدث عندما تكون حالته النفسية مستقرة، وحيث لا يمكن للإنسان التحكّم التام بلغته الجسدية التي تظهر منه بشكل لاواعي، والتي لن تخفى على أقوياء الملاحظة، مهما تناهت في صغرها، وبخاصة أنّ الجسد يشابه في تركيبه الفسيولوجي مقياس الزلازل حيث تتحول "الهزّات" النفسيّة الداخلية هزّات جسمية ملاحظة، ولغة الجسد لغة عالمية ترتكز على قواعد وإشارات جسدية وسلوكية عالمية، لا يمكن إخفاؤها.
  كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي